هندسة التصميم الداخلي، محطة ثراء فكري في استنهاض الجمال بالتفاصيل. هذا ما ينطبق على مهندسة الديكور نريمان الزرعوني التي تركت بصمة في سوق العمل، ودخلت في المنافسة مع شركات أجنبية، بعدما كان هذا المجال ضيقاً ومحدوداً. وتمكنت من التميز عبر توليها مشاريع كبيرة، وإدارتها لفريق من المهندسين والفنيين، وحققت ما تصبو إليه عبر تقديم أفكار مبتكرة وغير تقليدية. العمل في الورشة تقول نريمان الزرعوني: انطلقت في عالم الديكور نتيجة لشغفي بالرسم ودمج الألوان ومجالات الفنون، حيث كرست وقتي لمهنتي وعملت على تطوير نفسي في هذا القطاع الذي يحتاج إلى دراسة مستفيضة في إدارة المشاريع والتعمق في مكوناتها وتفاصيلها. فالتعليم من غير التطبيق والانخراط في العمل المهني لا يمكن أن يحقق فيه الفرد نجاحه. كما أن النزول إلى سوق العمل والبقاء مع العمال في الورشة، أكسبني الكثير من المهارات للقيام بالمهام الصعبة، حيث وجدت نفسي أكثر تميزاً في الرسم على قطع الأثاث. تحديات وتوضح أنها واحدة من المصممات الإماراتيات اللاتي أثبتن قدراتهن في إدارة المشاريع، لافتة إلى أنها انطلقت من خلال منصتها حيث تترجم أفكارها إلى أعمال مبتكرة. وجاء ذلك بالرغم من التحديات التي اعترضت طريقها، إلا أن المنافسات القوية دفعتنها إلى الإصرار والرغبة في الاستمرار والمضي قدماً لتحقيق أهدافها. وتقول نريمان عن بداية مشوارها: كان التحدي عموماً في عدم وجود الثقة لدى البعض بقدرة المرأة على إدارة مشاريع تعتبر جزءاً من القطاع المعماري الهندسي، إلا أنني لم أواجه هذه المشكلة نتيجة لمساندة والدتي وأخواتي وزوجي، وجميعهم قدموا لي الدعم. وكان ذلك كفيلاً بمنحي المزيد من الثبات والثقة في إمكانية أن أتخطى الصعوبات والعوائق. وتلفت إلى أن قلة عدد المواطنين في هذا القطاع شكل نوعاً من الصراع بالنسبة لها وخصوصاً لجهة الأسعار وتحديات المشاريع الناشئة، قائلة: ذلك لم يضعف همتي ورغبي بالإبحار في هذا القطاع. نجاحات استطاعت نريمان الزرعوني منذ دخولها مجال التصميم الداخلي عام 2003 أن تثبت وجودها، وعملت عام 2007 على تصميم 400 مشروع منزلي. ونفذت عدة مشاريع لمؤسسات في القطاعين الحكومي والخاص وفي عدد من الدول العربية والأجنبية، إلى جانب بعض المشاريع الترفيهية، ومنصة برنامج شاعر المليون، حيث نالت لقب «سفيرة الديكور». ورش تعليمية تسعى نريمان الزرعوني إلى نشر ثقافة التصميم عبر تقديم ورش عمل ومحاضرات في مجال الديكور الداخلي للمهتمين في تغيير وتجديد منازلهم، وإعادة ترتيب محتوياتها وتنسيقها. وتقدم الحلول الناجحة لجعل المنازل أكثر راحة وهدوءاً بما يتوافق مع احتياجات كل شخص.
مشاركة :