الرياض – نجح "الزاهرية" أول مسلسل تاريخي ينتج ويصور في السعودية في انتزاع مكان له على موائد السعوديين الدرامية، مقدما رؤية درامية لحقبة بداية عصر النهضة والحداثة في البلاد مع ما تحمله من تغيرات في نمط المعيشة ومآلات ذلك على حياة الأفراد. ويوثق المسلسل الدرامي الاجتماعي للحقبة الزمنية الأولى لانطلاق المملكة نحو الحداثة والتطور بدايةً من عام 1979، ومرحلة الطفرة النفطية والنهضة العمرانية وهي الفترة التي انتقلت فيها إلى الأمام في كل مناحي الحياة بشكلٍ لافت وكبير.  ويرصد "الزاهرية" الذي كتبته أمل فاران، وأخرجه سائد بشير الهواري، على مدى ثلاثين حلقة في إطار توثيقي وتراثي، كيف تغلبت البلاد على المعوقات الاجتماعية التي كان تعاني منها الأجيال للانتقال من حقبة إلى حقبة. والعمل من بطولة الفنان عبدالإله السناني الى  جانب نخبة من النجوم المخضرمين والشباب وفي مقدمتهم الفنان خالد صقر والفنانة سناء بكر يونس والفنان عبدالعزيز المبدل والفنان شجاع نشاط والفنانة أضوى فهد. وتدور أحداث المسلسل بعد جريمة قتل يرتكبها مطحس بحق زوجته، ومن ثم هروبه إلى الرياض، بالإضافة إلى قصة حب فايز وغالية المنتمين لطبقتين اجتماعيتين مختلفتين ومغادرته مسقط رأسه. ويبدأ اسم فايز بالظهور في الأوساط الثقافية بالرياض خلال الفترة التي تشهد فيها بلدته بوادر الطفرة بتأسيس ثانوية للبنات، وفتح مخبز جديد ودخول التلفزيون والتمهيد لتخطيط حديث للبلدة قد يحمل الثراء لبعض أفرادها بنزع ملكيات أراضي وتثمينها، فيما يستفيد بعضهم من منافع الوظائف الحكومية أو يلامسون آثار تجارة العقار (عن طريق المساهمات التي تصل لهم) في البلدة التي لازالت تعيش حياة الأحياء المتكافلة ومتنوعة الطبقات الاجتماعية (3 طبقات اجتماعية تتعايش بنظام دقيق في الحي) وتشابك علاقاتهم بين تعاون وتنافس. ويعود فايز لبلدته مواجها مشاكلها ومساهما في حل بعضها ومحاول إحياء قصة حبه الأولى وإصلاح الخلافات مع شقيقه وأفراد الحي. ويجسد العمل رغبة هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودي، في سحب البساط من منافسيها في شهر رمضان المبارك بأعمال محلية قلبا وقالبا. كما يواكب هذا العمل استراتيحية الهيئة  في دعم المحتوى المحلي إضافة إلى استمرارية حفاظها على الارتقاء بذائقة المشاهد وكذلك المستمع. يشار الى ان السناني بطل مسلسل "الزاهرية"، هو من أبطال مسلسل "العاصوف" الذي يستأثر هذا العام بجزئه الثالث باهتمام المشاهد السعودي.