لندن - رجع أصحاب مسلسل "فوضى" الذي حقق نجاحا كبيرا على نتفليكس والتي وصف بأنه من برامجها الأصلية، بعمل جديد، ففي شهر مايو/أيار طرح آفي يسسخاروف وليئور راز مسلسلا بعنوان "أشباح بيروت" على شبكة شوتايم. ويتناول المسلسل القصير قصة حياة القائد العسكري السابق لحزب الله عماد مغنية واغتياله. وقد كان مغنية وراء مقتل أكثر عدد من الأميركيين قبل هجمات 11 سبتمبر/أيلول. وفي حين أن الفيلم الوثائقي كان ترفيهيا، وربما مثيرا بالنسبة إلى أولئك الذين لا يعرفون قصة مغنية، إلا أنه يحرف علاقاته بكل من آية الله اللبناني الراحل محمد حسين فضل الله، والحرس الثوري الإسلامي الإيراني. ويبدأ العرض بمشهد اقتراب ضباط من الحرس الثوري الإيراني من مغنية الذي كان يعمل ميكانيكي سيارات، وتغييرهم حياته، لكن هذا غير صحيح، حيث ساعد مغنية في تأسيس الحرس الثوري الإيراني. وتم استقطاب مغنية وهو في عمر 17 سنة كحارس شخصي في محيط الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات في بيروت. وانضم عن طريق أحد شيعة لبنان ويدعى علي ديب إلى القوة 17 ضمن عدد آخر من الشبان الشيعة الذي استفادوا من عملهم مع الفلسطينيين واكتسبوا خبرات أهلتهم لاحقا ليكونوا في واجهة أنشطة حزب الله. وذكر المسلسل عماد مغنية كحارس شخصي لعرفات، في حين لم يتطرق لـ"أبوجهاد" أو القوة 17. وكان من بين رجال الدين الأصغر سنا الذين غادروا العراق عباس الموسوي وحسن نصرالله الأمينان العامان الأول والثالث لحزب الله. ويقول حسين عبدالحسين في مقال بموقع "سنديكيشن بيورو" إن مغنية استغل علاقاته مع فتح والحرس الثوري الإيراني، ووفّر الحماية لهذه المجموعة من رجال الدين، وطارد عناصر البعث التابعين لصدام في لبنان. وقصف في 1981 السفارة العراقية في بيروت، وهو ما لم يُذكر في أشباح بيروت". وبينما نُسب التفجير إلى حزب الدعوة، إلا أنه كان في الواقع أول تفجير من بين خمسة نظّمها مغنية، حيث فُجّرت شاحنة مفخخة قادها متشدد انتحاري إلى داخل المبنى. وشن مغنية هجمات انتحارية بالشاحنات في لبنان، استهدفت السفارة الأميركية في بيروت (قتلت 17 أميركيا)، ومقر مشاة البحرية الأميركية (المارينز، وقتلت 241 جنديا أميركيا)، ومقر قوات حفظ السلام الفرنسية. وحدثت كل هذه التفجيرات في 1983. ويلفت عبدالحسين إلى أن آخر تفجير لمغنية أدى إلى مقتل رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري في 2005. ولم يكن اسم مغنية من بين مقاتلي حزب الله الستة الذين أدانتهم محكمة تابعة للأمم المتحدة بارتكاب عملية الاغتيال، بل كان من بينهم شريكه القديم وابن خاله وشقيق زوجته مصطفى بدرالدين. وضربت هجمات مغنية خارج لبنان السفارة الأميركية في الكويت سنة 1983، وأبراج الخبر في السعودية في 1996، مما أسفر عن مقتل 19 من أفراد القوات الجوية الأميركية. وبعد أن شنت أميركا الحرب على العراق في 2003، خطط مغنية لهجمات أدت إلى مقتل جنود أميركيين. وفي حين غطى "أشباح بيروت" هذه الهجمات، إلا أنه أشار بشكل غير صحيح إلى أن بعضها كان بأوامر من مغنية دون علم الحرس الثوري الإيراني. وربما كانت محاولة المخابرات الأميركية قتل فضل الله في 1985 هي التي أفقدت سيناريو "أشباح بيروت" توازنه. ولأن واشنطن اتهمت فضل الله بالضلوع في هجمات مغنية، صور المسلسل مغنية على أنه تلميذ فضل الله المستقل عن طهران. ولم يكن هذا صحيحا. ويتعارض تصوير مغنية على أنه ليس بيدقا لطهران مع كل ما هو معروف عنه. ولا ينبغي أن يرتكب مسلسل قصير بهذا الإنتاج الكبير مثل هذا الخطأ.
مشاركة :