أطلق صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز آل سعود النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء المستشار والمبعوث الخاص لخادم الحرمين الشريفين أمس مشروع برنامج الجينوم البشري السعودي الذي يعد من المشاريع العلمية الضخمة التي تنفذها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ضمن خططها الاستراتيجية من أجل استثمار فرص التطور التقني والتكنولوجي في المجالات كافة لخدمة أغراض التنمية بالمملكة. وعبر سموه في كلمة ألقاها في الحفل الذي أقيم بهذه المناسبة في مقر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالرياض، عن سعادته بإطلاق البرنامج السعودي للجينوم الذي يهدف إلى تحديد الجينات المسببة لبعض الأمراض المستوطنة والخطيرة بالمملكة، ودراسة البيئة الوراثية لبعض أمراض الدماغ المنتشرة، ومحاولة الحد من انتشار الأمراض الوراثية من خلال توفير قاعدة معلومات وراثية متكاملة. وأشار إلى أن هذا البرنامج العلمي المتميز يمثل نقلة نوعية في مجال البحوث والدراسات العلمية لما له من أثر في تطور ورقي الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين مستقبلا وللأجيال القادمة. وسيسهم في تعزيز الروابط العلمية بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وبين المجموعات العلمية الأخرى في الداخل والخارج. وما سينتج عن ذلك من نقلة نوعية في مجال تشخيص الأمراض. وأضاف النائب الثاني قائلا «في هذا المقام نود الإشادة بجهود جميع أبنائنا الباحثين الذين بذلوا جهودا مشكورة، ومازالوا يقدمون العديد من البحوث والدراسات، التي نالت إعجاب واستحسان العديد من مراكز البحوث العالمية، ونحثهم على بذل وتقديم المزيد من العطاء خدمة للعلم، وصولا لتحقيق المزيد من الرفاهية والتقدم لأبنائنا المواطنين، والارتقاء بسمعة المملكة وما تقدمه من بحوث في شتى المجالات العلمية. وتابع لا يفوتني الإشارة إلى أن الدولة أعزها الله - بقيادة خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهما الله - لاتألو جهدا في سبيل دعم ورعاية العلم والعلماء، ورعاية مثل هذه البرامج لما لها من أثر في تحقيق المزيد من التقدم والازدهار لأبنائنا المواطنين. كما لا يفوتنا شكر الدكتور محمد بن إبراهيم السويل، رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وسمو الأمير تركي بن سعود بن محمد آل سعود نائب رئيس المدينة لشؤون المعاهد، وجميع العاملين بالمدينة والباحثين المتعاونين معهم، على ما يقومون به من جهود وبرامج علمية، ونخص بالشكر رئيس البرنامج الدكتور سلطان بن تركي السديري، وفريق الباحثين في هذا المشروع المبارك من مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، ومن مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث ونحث الجميع على تقديم المزيد من العطاء في شتى المجالات العلمية». ودشن سموه الموقع الإلكتروني لمركز المورثات الجينوم السعودي الذي يعرض العديد من التبويبات التي تتضمن معلومات دقيقة عن برنامج الجينوم البشري السعودي، كما يعرض جميع الأنظمة والضوابط الأخلاقية التي تحكم العمل في مجال الجينوم البشري. ورعى مراسم توقيع وثيقة التعاون لتفعيل العمل في البرنامج الوطني الجينوم البشري بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية ووزارة الصحة ممثلة في مجلس الخدمة الصحية وجامعات الملك سعود والملك عبدالعزيز والملك فيصل وطيبة وأم القرى وحائل. واطلع على جهاز الجينوم البشري والجهاز المتنقل الذي يستخدمه برنامج المورثات «الجينوم البشري السعودي». وأكد في تصريح صحفي أهمية البحوث التي يجريها العلماء في مجال علم الجينوم البشري، لما لها من دور إيجابي في سبيل وقاية الإنسان من الأمراض المستعصية التي قد يتعرض لها لا سمح الله. وقال «إن كل شيء يتم بأمر الله العلي القدير، والمكتوب سوف يحدث على الإنسان، لكن الوقاية خير من العلاج، حيث إن العديد من الأفراد لا يعلمون عن إصابتهم بالأمراض المستعصية إلا بعد مرور سنين، مثل: الأمراض السرطانية والزهايمر، ومن الممكن من خلال بحوث الجينوم البشري التي تدرس حالة الفرد أن يكون فيها المنفعة والخير للجميع». ودعا القائمين على البرنامج الوطني للجينوم البشري، إلى تكثيف الشرح العلمي عن هذا البرنامج، وتوضيحه لأفراد المجتمع، من حيث أن البحوث التي يجريها لا تمس خصوصية الفرد، بل تتم بسرية تامة من أجل أن تقدم له خدمة إنسانية يحتاجها في المستقبل لتفادي أي مرض قد يتعرض له لا سمح الله. وشدد على أهمية البحث العلمي في مختلف المجالات، مستشهدا بما تقوم به مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية من جهود في ذلك المجال ، مشيرا إلى أن البحث العلمي غالي الثمن، ويحتاج إلى وقت، وجهد، وإلى استقطاب عقول مبدعة، كما يظل الباحث مواصلا أبحاثه عن المعلومة إلى أن يقدم النتائج العلمية التي تفيد الجميع.
مشاركة :