قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، أمس، إن الممارسات الفردية الخاطئة لبعض عناصر الشرطة لا يتعين تعميمها، وذلك ردا على شكاوى من وقوع حالات تعذيب داخل بعض الأقسام المصرية، ووفاة متهمين.
وقام السيسي، أمس، بزيارة إلى مقر أكاديمية الشرطة في القاهرة، برفقة اللواء مجدي عبد الغفار وزير الداخلية، حيث تفقد التدريبات التي يقوم بها طلاب الأكاديمية، كما تعرف على البرامج التدريبية التي يتلقاها الطلاب.
وقال علاء يوسف، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس حضر لقاء مع قيادات وضباط جهاز الشرطة وطلاب الأكاديمية، استهله وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار بالحديث إلى الطلاب وتدريبهم لمواجهة التحديات التي تتعاظم في الآونة الأخيرة، لا سيما في ظل تزايد خطر الإرهاب. وأكد الوزير أن رجال الشرطة سيظلون أوفياء للوطن، ولن تلين إرادتهم أو تنكسر، مشددا على التزام الوزارة بإعلاء قيم حقوق الإنسان، والتصدي لأية محاولات للخروج عنها.
وأضاف المتحدث أن الرئيس السيسي أشاد بالتضحيات التي بذلها رجال الشرطة من أجل الوطن على مدار التاريخ، والدور البارز الذي يقومون به لإرساء الأمن والاستقرار في المجتمع المصري، منوها بأن هذا الدور تاريخي وممتد، مؤكدا ضرورة الحفاظ على وحدة الصف والتلاحم الوطني، وأن يظل الجيش والشرطة والشعب يدًا واحدة تعمل من أجل خدمة الوطن والمواطنين والحفاظ على أمنهم واستقرارهم، مشددًا على ضرورة اليقظة والتنبه من أجل تفويت محاولات بث الفرقة والانقسام كافة بين الشعب والأجهزة الأمنية التي تعمل على خدمته وتأمينه.
وشدد الرئيس على أن بعض الممارسات الفردية الخاطئة لا يتعين تعميمها أو انسحابها على جهاز الشرطة ككل، لا سيما أن الحكومة تسعى بدأب لترسيخ لدولة القانون الذي يمثل الإطار الحاكم للعلاقة بين رجال الشرطة والمواطنين، منوها بأن من أخطأ في أية مؤسسة من مؤسسات الدولة سوف تتم محاسبته.
وأكد الرئيس أهمية مواصلة رجال الشرطة أداءهم لواجبهم ومعاملة المواطنين بمنتهى الإنصاف وبتجرد كامل وتقديم القدوة الحسنة لهم، وأهمية الحفاظ على القيمة العظيمة التي يقدمها رجال الشرطة للمواطنين وهي قيمة الأمن والأمان.
ووجه الشكر والتقدير لجهاز الشرطة على الدور الذي يقوم به، مشيرًا بشكل خاص إلى مساهمته الفاعلة في تأمين الانتخابات البرلمانية بمرحلتيها، لا سيما أن عملية التأمين راعت إلى أبعد مدى قواعد التجرد والحيادية كافة، وطالب رجال الشرطة بمواصلة العمل من أجل دعم الأمن والاستقرار للمواطنين المصريين.
وأشاد الرئيس بإدراك ووعي طلبة أكاديمية الشرطة للضغوط الأمنية التي يتعرض لها الوطن، خاصة مع اتساع المواجهة ضد الإرهاب، التي تتطلب جهودا مضاعفة من أجل تجنيب الوطن مخاطر التنظيمات الإرهابية والجماعات المتطرفة والنزاعات الداخلية التي أضحت تعج بها المنطقة.
وفي هذا الصدد، أعرب الرئيس عن ثقته الكاملة في قدرة رجال الشرطة على تحمل تلك الضغوط والتعامل معها، منوها بأن رجال الشرطة يتحملون مع أشقائهم من القوات المسلحة الأعباء الأمنية لتأمين وسلامة الوطن، وكذا المنطقة بأكملها إذ تعتبر مصر دعامة رئيسية للاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط.