اعتمدت الجمعية الوطنية الباكستانية أمس كلًا من شهباز شريف، وشاه محمود قريشي كمرشحين لمنصب رئيس الوزراء الجديد. وأوضحت وكالة الأنباء الباكستانية أن التصويت على انتخاب رئيس الوزراء الجديد سيُعقد، اليوم الإثنين، وسينتخب نواب الجمعية الوطنية أحد المرشحين لمنصب رئاسة الوزراء. ويشغل شهباز شريف حالياً منصب رئيس حزب الرابطة الإسلامية المعارض، وهو مرشح أحزاب المعارضة، أما قريشي فهو نائب رئيس حزب حركة الإنصاف، وهو حزب رئيس الوزراء المعزول عمران خان، وكان يشغل منصب وزير الخارجية في الحكومة المعزولة.الأوفر حظًايتمتع شهباز شريف، المرشح الأوفر حظًا لرئاسة الحكومة الباكستانية المقبلة، بسمعة محلية كمسؤول إداري كفء أكثر من كونه سياسيًا.وقاد شهباز (70 عاما)، وهو الشقيق الأصغر لرئيس الوزراء ثلاث مرات نواز شريف، محاولة ناجحة من جانب المعارضة في البرلمان للإطاحة بعمران خان في تصويت لحجب الثقة في الساعات الأولى من صباح أمس الأحد، حاول أنصار خان لساعات عرقلته.ويقول محللون إن شهباز، على عكس نواز، يتمتع بعلاقات ودية مع الجيش الباكستاني، الذي يسيطر تقليديًا على السياسة الخارجية والدفاعية في الدولة المسلحة نوويًا والتي يبلغ عدد سكانها 220 مليون نسمة.فجر جديدوتدخّل جنرالات باكستان بصورة مباشرة في الإطاحة بالحكومات المدنية ثلاث مرات، ولم يُكمل أي رئيس وزراء ولايته التي تبلغ خمس سنوات منذ استقلال الدولة الواقعة في جنوب آسيا عن بريطانيا عام 1947.وقال شهباز، مرشح المعارضة المشترك ليحل محل خان، أمام البرلمان بعد فترة وجيزة من التصويت إن الإطاحة بخان كانت فرصة لبداية جديدة. وأضاف «بدأ فجر جديد... هذا التحالف سيعيد بناء باكستان».واشتهر شهباز، وهو سليل عائلة شريف الثرية، بأسلوبه الإداري المباشر المُنجز، والذي ظهر عندما عمل عن كثب مع الصين في المشاريع التي تموّلها بكين خلال رئاسته وزراء إقليم البنجاب.وقال أيضًا في مقابلة الأسبوع الماضي إن العلاقات الجيدة مع الولايات المتحدة ضرورية لباكستان في السراء والضراء، في تناقض صارخ مع علاقة خان العدائية في الآونة الأخيرة مع واشنطن.خطوات إجرائيةوما زالت هناك عدة خطوات إجرائية قبل أن يصبح شريف رئيس الوزراء الثالث والعشرين لباكستان، باستثناء إدارات تصريف الأعمال، على الرغم من أنه كان دائمًا المرشح الوحيد للمعارضة.وإذا تولى هذا المنصب، فسوف يواجه تحديات فورية، ليس أقلها الاقتصاد الباكستاني المتعثر الذي تضرر من ارتفاع معدلات التضخم، وهبوط قيمة العملة المحلية، وتراجع احتياطيات النقد الأجنبي بسرعة.ويقول محللون أيضًا إن شريف لن يتصرف باستقلالية تامة؛ إذ سيتعيّن عليه العمل على أجندة جماعية مع أحزاب المعارضة الأخرى وشقيقه.وعاش نواز خلال العامين الماضيين في لندن، منذ خروجه من السجن، حيث كان يقضي عقوبة بتهمة الفساد، لتلقي العلاج الطبي.بصفته رئيسًا لوزراء البنجاب، الإقليم الأكثر اكتظاظا بالسكان في باكستان، خطط شهباز ونفذ عددًا من مشاريع البنية التحتية الضخمة الطموحة، بينها أول نظام نقل جماعي حديث في باكستان في مسقط رأسه في لاهور بشرق البلاد.
مشاركة :