أعلن حزب الرابطة الإسلامية الباكستانية، «جناح نواز شريف»، أن زعيمه السياسي المعارض شهباز شريف قدم أوراق ترشيحه لمنصب رئيس الوزراء الباكستاني إلى البرلمان أمس، بعد أن خسر رئيس الوزراء الحالي عمران خان تصويتاً على الثقة أجراه البرلمان بعد أن تولى السلطة لأربع سنوات تقريباً. وشهباز، البالغ 70 عاماً، هو الشقيق الأصغر لرئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي شغل المنصب ثلاث مرات. وقاد شهباز محاولة المعارضة في البرلمان للإطاحة بنجم الكريكيت السابق خان، ومن المتوقع على نطاق واسع أن يحل محله بعد تصويت مقرر اليوم الاثنين. لكن حزب خان قدم أيضاً أوراق ترشيح وزير الخارجية السابق للمنصب، وقال إن أعضاءه في البرلمان سيستقيلون جماعياً إذا خسر، وهو ما قد يتسبب في حاجة ملحة لإجراء انتخابات تكميلية لملء فراغ مقاعدهم. وأصبح خان بذلك أول رئيس وزراء لباكستان يطاح به في اقتراع على حجب الثقة. وكرر، أمس، مزاعم بأن مؤامرة أجنبية وراء تغيير الحكم في بلاده. وقال عبر حسابه على «تويتر»، الذي يجتذب أكثر من 15 مليون متابع، ولا يزال يحمل صفته رئيساً للوزراء: «كفاح الحرية يبدأ مجدداً اليوم». وحتى قبل التصويت، دعا خان أنصاره للاحتجاج. وقال في خطاب للأمة يوم الجمعة الماضي: «سأكافح، وأقول لأنصاري في كل أنحاء باكستان إن عليهم الخروج يوم الأحد بعد صلاة العشاء والاحتجاج سلمياً على تلك الحكومة المستوردة التي تحاول الوصول للسلطة». وسقطت حكومة خان، في الساعات الأولى من صباح أمس، بعد جلسة استمرت 13 ساعة تضمنت تأخيرات متكررة وكلمات مطولة لنواب من حزب الإنصاف الذي يتزعمه خان. وتمكنت أحزاب المعارضة من الحصول على تأييد 174 صوتاً لحجب الثقة في البرلمان المؤلف من 342 مقعداً، وهو ما منحها الأغلبية التي تحتاجها لإجراء تصويت اليوم لاختيار رئيس وزراء جديد. وأبلغ فؤاد تشودري، وزير الإعلام في حكومة خان الصحفيين، بالخطة التي تفيد باستقالة النواب من الحزب إذا لم يفز مرشحهم. وسيكون رئيس البرلمان مجبراً على تقبل تلك الاستقالات التي ستستتبع بالضرورة انتخابات تكميلية لأكثر من مئة مقعد على الأرجح. ومن شأن ذلك أن يزج بالبلاد في أزمة أخرى، إذ قالت مفوضية الانتخابات من قبل إنها لن تكون على استعداد لإجراء اقتراع قبل أكتوبر. وقال مصدران، رفضا الكشف عن هويتهما، إن التصويت جرى بعد أن التقى قائد الجيش الجنرال قمر جاويد باجوا، بعمران خان مع تصاعد الانتقادات بشأن تأخير العملية التي تتم في البرلمان. كما أمرت المحكمة العليا البرلمان أيضاً بالانعقاد وإجراء التصويت. وكان الجيش ينظر إلى خان وبرنامج عمله نظرة إيجابية عندما فاز في الانتخابات في 2018، لكن هذا الدعم تراجع بعد ظهور المشكلات الاقتصادية التي أدت إلى أكبر زيادة في أسعار الفائدة منذ عقود هذا الأسبوع. قال شهباز إن رحيل خان فرصة لبداية جديدة. وأضاف أمام البرلمان، أمس: «بدأ فجر جديد.. هذا التحالف سيعيد بناء باكستان». وكان شريف لسنوات رئيساً لوزراء إقليم البنجاب، وهو معروف بمهاراته الإدارية. وستكون مهامه الأولى إذا تولى السلطة هي إصلاح العلاقات مع الجيش، وكذلك مع الولايات المتحدة حليفة بلاده، ومعالجة الاقتصاد المتعثر.
مشاركة :