فرنسا: هل ينجح الاشتراكيون و"الجمهوريون" في خلق "جبهة" لوقف مد اليمين المتطرف؟

  • 12/5/2015
  • 00:00
  • 8
  • 0
  • 0
news-picture

تعي الطبقة السياسية الفرنسية بمكوناتها التقليدية خطر تصاعد شعبية حزب "الجبهة الوطنية"، ممثل اليمين المتطرف الفرنسي في المشهد السياسي، ما دفع برئيس الحكومة الاشتراكية مانويل فالس للدعوة إلى التحالف مع حزب "الجمهوريون" اليميني المعارض في الانتخابات الجهوية، وهو ما رفضه كليا زعيم الحزب نيكولا ساركوزي، الذي يقترح، بحسبه، برنامجا "بديلا" على الفرنسيين، وفق ما نقلت قناة "فرانس 24". أصبح تصاعد شعبية حزب "الجبهة الوطنية" لدى الفرنسيين مع اقتراب موعد الانتخابات الجهوية، التي ستجرى دورتها الأولى الأحد، محل قلق الدوائر السياسية التقليدية في فرنسا، لاسيما تلك المحسوبة على اليسار الحاكم، حيث لم يتردد رئيس الحكومة مانويل فالس إلى الدعوة للتحالف مع اليمين، وتحديدا "الجمهوريون"، لمواجهة مرشحي "الجبهة الوطنية" ببعض المناطق في هذه الانتخابات. وتظهر آخر استطلاعات الرأي أن "الجبهة الوطنية" ستحظى بغالبية أصوات الناخبين الفرنسيين في الدورة الأولى من هذه الانتخابات. وأكد استطلاع نشرته صحيفة "20 دقيقة" الخميس، أن اليمين المتطرف، ممثلا في حزب "الجبهة الوطنية"، سيحصل على 28 بالمئة من أصوات الناخبين متقدما على اليمين الوسط، 27 بالمئة، فيما سيكتفي الحزب الاشتراكي الحاكم بـ24 بالمئة من الأصوات. وتؤكد هذه الاستطلاعات أن الصراع سيحتدم بين اليمين التقليدي (الجمهوريون) ونظيره المتطرف (الجبهة الوطنية) في عدد من الجهات التي تراجعت فيها شعبية اليسار الحاكم بشكل كبير، غير متأثرة بذلك بتصاعد شعبية الرئيس فرانسوا هولاند التي بلغت 50 بالمئة بعد الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت باريس في 13 نوفمبر/تشرين الثاني. ساركوزي يرفض التحالف مع الاشتراكيين رفض حزب "الجمهوريون" على لسان زعيمه الرئيس السابق نيكولا ساركوزي أي تحالف مع اليسار الحاكم في هذه الانتخابات لقطع الطريق على مرشحي حزب "الجبهة الوطنية" في الجهات التي يملكون فيها حظوظا أوفر للفوز بها، رافضا بذلك دعوة رئيس الحكومة مانويل فالس الذي توخى من خلالها خلق ما أسماه بـ"جبهة جمهورية" في وجه اليمين المتطرف. وبرر ساركوزي هذا الرفض بتقديم مرشحين مشتركين مع الاشتراكيين لخوض سباق الانتخابات المحلية في بعض الجهات بكونه "يرأس المعارضة"، ويقدم للفرنسيين برنامجا سياسيا "بديلا" عن ذلك الذي تعمل وفقه الحكومة الاشتراكية الحالية. وجاءت تحليلات في نفس السياق تعتبر أن تحالف الطرفين في هذه الانتخابات يزكي وضع حزب "الجبهة الوطنية" للحزبين "الجمهوريون" من جهة و"الاشتراكي" من جهة ثانية في سلة واحدة من خلال العبارة الشهيرة التي عادة ما ترددها زعيمة اليمين المتطرف "إي إم بي إس" (ما يعني الحرفين الأولين للاسم السابق لحزب الجمهوريين والحزب الاشتراكي). كما اعتبرت قراءات أخرى دعوة مانويل فالس لتشكيل "جبهة جمهورية" محاولة منه لاحتواء "الجمهوريون" في بعض المناطق التي يفتقد فيها حزبه لأي أمل في الفوز، وبالتالي الحد من تمدده بالنظر لحظوظه الكبيرة في العودة إلى الحكم في الولاية المقبلة. وتقدم شعبية اليمين المتطرف في مجموعة من الجهات، فسر على أنه يحصل على حساب اليمين التقليدي، حزب "الجمهوريون"، حتى أصوات من هذا الحزب ارتفعت في مناسبات مطالبة بالتحالف مع "الجبهة الوطنية" إلا أن القيادة كانت دائما ضد أي تقارب مع هذا الحزب المعروف بمواقفه المعادية للمهاجرين ولأوروبا. "وفاء" حزب "الجبهة الوطنية" لمواقفه المعهودة عاد مسؤولو "الجبهة الوطنية" في الأيام الأخيرة للعزف على أوتارها المعهودة من هجرة وإسلام والاتحاد الأوروبي... حيث أطلقت زعيمتها مارين لوبان هذا الأسبوع تصريحات حادة وصفتها الأحزاب الأخرى بـ"المنحرفة والخطيرة"، حيث قالت خلال تجمع انتخابي كبير في مدينة "نيم" جنوب فرنسا، إن بلادها مهددة "بتحول دستورها إلى شريعة والإسلام الراديكالي سيخلف قوانينها"، مستعرضة ما قد ينجم عن ذلك، وفق تصوراتها الرامية "للاستثمار" الانتخابي في خوف الناخب الفرنسي. وبدت مارين لوبان في هذه الحملة "وفية" للأفكار التي دافع عنها حزب "الجبهة الوطنية" منذ تأسيسه قبل 43 عاما، على لسان والدها الزعيم التاريخي للحزب، جون ماري لوبان، علما أنها حاولت منذ ترأسها للحزب في يناير 2011 إعطاء وجه مغاير له، اتسم بالانفتاح وانتهاج خطاب جديد مغاير في الشكل لذلك الذي عرف به والدها إلا أنه بقي في العمق هو نفسه.

مشاركة :