شركة جزائرية ناشئة تسعى لترسيخ حلول النقل التشاركي

  • 4/12/2022
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

تمكنت شركة يسير الجزائرية الناشئة لخدمات النقل التشاركي والتوصيل خلال فترة لا تتعدى خمس سنوات من فرض حضورها بالسوق المحلية وسائر أسواق المغرب العربي رغم العقبات المرتبطة بالبيروقراطية، وبات مؤسسوها يطمحون إلى التوسع نحو الأسواق العالمية. واكتسبت الشركة التي أنشأها المهندسان الجزائريان نورالدين طيبي ومهدي يطو في 2017، شعبية كبيرة في المنطقة المغاربية بفضل تطبيقها المطوّر محليا بالكامل، لكن اسمها بات متداولا أكثر بعدما حشدت 30 مليون دولار من مستثمرين أميركيين في نهاية العام الماضي. وقال المهندس طيبي الذي يوزع إقامته بين الجزائر العاصمة وولاية كاليفورنيا الأميركية لوكالة الصحافة الفرنسية “وضعنا لأنفسنا مهمة تقضي بإيجاد نموذج نجاح جزائري مئة في المئة ما يتيح إعادة تأهيل المواهب المحلية وإظهار القدرة على إيجاد قيمة مضافة في الجزائر”. نورالدين طيبي: سنتوسع في أفريقيا بأموال من مستثمرين أميركيين وكان على المؤسسَين التحلي بالصبر لمواجهة البيروقراطية العميقة في البلد النفطي، والتي تثير انتقادات من أوساط اقتصادية ترى فيها عنصرا معرقلا للاستثمارات، إضافة إلى قوانين غير ملائمة للشركات الناشئة مقارنة بدول أخرى. وقال طيبي بهذا الخصوص إن “البيروقراطية هي إحدى العقبات التي يجب التغلب عليها”، وأضاف “أنا لا أقول إن الأمر سهل لكن عليك التكيف مع الوضع والمضي قدما”. وبحسب بيانات الشركة وفرت يسير منذ إطلاقها أكثر من 40 ألف وظيفة غير مباشرة من سائقين وعمّال توصيل. كما يسجل التطبيق زيادة مطردة من 20 إلى 40 في المئة في رقم أعماله الشهري. وكان طيبي، وهو خريج مدرسة عريقة للتقنيات المتعددة في الجزائر، يعمل في مجال التكنولوجيا في سيليكون فالي بالولايات المتحدة. وبعد حصوله على الدكتوراه من جامعة ستانفورد، راودته فكرة إطلاق تطبيق يربط بين سائقين وعملاء يبحثون عن وسيلة نقل سريعة وغير مكلفة في بلده الأم. واختيرت تسمية “يسير” التي تجمع بين معنيي اليُسر والسير، وهو من اقتراح زوجة شريكه يطو، وهو أيضا خريج المدرسة الوطنية متعدّدة التقنيات بالجزائر. وأُطلق التطبيق منتصف عام 2017 في الجزائر العاصمة البالغ عدد سكانها 4 ملايين نسمة، وتعاني من نقص فادح في وسائل النقل العام. وفي بداية 2018 وسّع تطبيق يسير نشاطه إلى وهران غرب البلاد وقسنطينة وعنابة شرقا. أما اليوم فالتطبيق حاضر في 25 مدينة بين الجزائر والمغرب وتونس وكندا وفرنسا، ولديه أربعة ملايين مستخدم. وقال طيبي إن الأموال التي جُمعت أخيرا من مستثمرين أميركيين ستُستخدم بشكل خاص “للتوسع إلى دول أخرى”. وفي أفريقيا دخل التطبيق سوق السنغال ويخطط لترسيخ مكانته في أماكن أخرى في غرب أفريقيا قبل خوض غمار “الأسواق الكبيرة” في القارة مثل جنوب أفريقيا ونيجيريا ومصر. ويُعدّ هذا التطور سريعا في ظل المنافسة مع تطبيقات أخرى مثل أوبر تكنلولوجيز الأميركية أو هيتش الفرنسية. ولدى طيبي طموحات لا يتوانى عن الإفصاح عنها، إذ يقول “نحن طموحون للغاية والهدف هو إنشاء أكبر شركة للتكنولوجيات، ليس فقط في أفريقيا ولكن في العالم. ومن أجل تحقيق ذلك، عليك التواجد في الكثير من الأسواق الإقليمية والقارية والعالمية”. 40 ألف وظيفة غير مباشرة وفرتها شركة يسير منذ تأسيسها قبل خمس سنوات وحتى تنجح هذه الخطط فإنه يتعين على شركة يسير توظيف المئات من الموظفين الأكفّاء لتحقيق مشاريعها التوسعية. وبحسب طيبي “يسير هي بالفعل أكبر جهة توظف مهندسي الكمبيوتر في المغرب العربي بأكثر من 600 موظف. ونريد مضاعفة هذا الرقم ثلاث مرات أو حتى أربعة أضعاف”. وإلى جانب خدمة سيارات الأجرة حسب الطلب، نوعت المجموعة من نشاطها وأصبحت توفر خدمات توصيل الوجبات والبقالة عبر الإنترنت مع “يسير إكسبرس”. ويعمل ثلاثون شابا في مركز تلقي الاتصالات في الجزائر العاصمة، وهم جاهزون باستمرار للرد على الطلبات اليومية التي تصل إلى 6 آلاف طلب. وبحسب وسام مديرة المركز “يبلغ معدل وقت توصيل الوجبة نصف ساعة”. وتستعد الشركة الناشئة لتطوير خدمات الدفع عبر الإنترنت الخاصة بها، وهو قطاع لا يزال في بداياته في الجزائر، إذ يفضل العملاء دفع ثمن طلباتهم نقدا عند الاستلام. وأوضح طيبي أن “غالبية الجزائريين والأفارقة لا يملكون حسابات مصرفية. ليس بسبب عدم وجود نظام مصرفي، ولكن لأن الناس لا يثقون في البنوك”. وأضاف “إذا قدمنا خدماتنا عند الطلب بشكل جيد، فسوف ينتهي بنا الأمر إلى امتلاك قاعدة مستخدمين كبيرة يثقون بنا. وهذا هو الوقت المناسب لإطلاق خدمة الدفع عن بعد”. وتابع “هنا تكمن قوة نموذجنا وهذا ما يميزنا خصوصا عن أوبر اليوم”. لكن لتحقيق ذلك، يجب أن يكون لدى يسير سمعة تجارية لا تشوبها شائبة. وقال أحد سائقي سيارات الأجرة لوكالة الصحافة الفرنسية بالعاصمة الجزائرية “انضممت إلى يسير فور إطلاقه في عام 2017 وقبل أن يتم توظيفي، تلقيت تدريبا” للعمل على التطبيق.

مشاركة :