ستضاء شمعة الكتاب على ضفاف الساحل الغربي الأسبوع المقبل، حيث سيفتتح معرض جدة للكتاب، خبر جميل ومفرح، لاسيما وأن دولة مثل المملكة العربية السعودية بمساحتها الشاسعة، تحتاج إلى أكثر من معرض للكتاب إضافة إلى معرض الرياض الدولي للكتاب الذي أصبح مناسبة ينتظرها كل من له علاقة بالكتاب. ما يحدث في أغلب معارض الكتب أن يكون هنالك نشاط ثقافي على هامش المعرض، هذا النشاط أحياناً يكون كبيراً ومتشعباً بحيث أن بعض الأجنحة والدول المشاركة يكون لها نشاطها الخاص في أجنحتها أو بالتنسيق مع إدارة المعرض العليا لاستخدام الأماكن المخصصة للمحاضرات والندوات وهذا نراه في معرض فرانكفورت والشارقة والقاهرة، وربما في معارض أخرى لم أتمكن من زيارتها، وبعضها يكون محدوداً ومقنناً، وعلى هامش المعرض، مثل أنشطة وفعاليات معرض الرياض للكتاب. ومن خلال متابعتي لأخبار الاستعدادات لمعرض جدة للكتاب تبين لي أن النشاط الثقافي المصاحب لمعرض جدة للكتاب سيعني بقضايا المجتمع السعودي، من ذلك مناقشة ممارسات السياح السعوديين في الخارج، وبالطبع مشكلة جدة القائمة الآن البيئة والتغيرات المناخية، إضافة إلى قضية التعصب الرياضي، وهنا أقول أين الكتاب من هذه الفعاليات، المفترض أن يكون هنالك معرض خاص بالسياحة في الداخل والخارج، لكي يكون على هامشه ندوة ممارسة السياح في الخارج وبالذات أوروبا، ويكون هنالك احتفالية كبرى يكرم فيها بعض المتميزين بالرياضة من لاعبين وإداريين ويكون على هامشه ندوة التعصب الرياضي، وأن يكون هناك ندوة كبرى عن التغيرات المناخية أما معرض الكتاب فمن المفترض أن تكرس الندوات عن صناعة الكتاب والنشر والقراءة، وتجارب الكتاب والمبدعين. مشكلة القائمين على النشاط الثقافي المصاحب للكتاب هو البحث عن جمهور يحضر تلك الندوات، دون التفكير بالعلاقة أو الفائدة، بالطبع نحن نقدر حرصهم على استغلال تلك المناسبات الثقافية لبث التوعية للناس، ولكن معرض الكتاب ليس هو النشاط الوحيد الذي يقام في المملكة، منذ أيام كان هنالك معرض للقهوة و الشكولاته أقيم بالرياض، ماذا لو أقيم على هامشه ندوة عن قصيدة النثر وتطورها في المملكة العربية السعودية، أو عن سوق الأسهم. ربما الآن لا مجال للتغيير في جدة، ولكن من المفترض أن يكون هنالك رؤية جديدة للأنشطة الثقافية على هامش معرض الكتاب، لدينا تجارب سابقة في معرض الرياض للكتاب، وآخرها العام الماضي، حيث كانت هنالك ملاحظات كثيرة على تلك الفعاليات لا مجال الآن لذكرها، في الوقت الذي كانت فية فعاليات ثقافية تقام وتحقق بعض النجاح، ليست رسمية ولكن ارتجالية تقريباً، تقام في المعرض مثل المجلس الثقافي، إضافة إلى النشاط الثقافي الارتجالي أيضاً والمقام في مقر إقامة ضيوف معرض الكتاب. أعتقد أن فكرة الندوات المصغرة وطرح تجارب الكتاب بلقاءات أيضاً مصغرة، وتقديم تجارب الناشرين والموزعين والقراء، قد تكون مجدية. المملكة وفي اجتماع الناشرين الدوليين الذي عقد في فرانكفورت هذا العام تم قبولها عضواً، بعد انتظار سنوات طويلة، وهذا يعني اعترافا بصناعة النشر في المملكة، بآلياته المتعددة، للأسف أن جمعية الناشرين السعوديين تعامل كمؤسسة أو ناشر يكون من نصيبها جناح صغير في معرض جدة والرياض، وكان من المفترض أن يكون لجمعية الناشرين السعوديين حضور أقوى، بأن يسند لهم مساحة كبيرة من النشاط المصاحب يقدم فيه أنشطة مختلفة تدعم صناعة الكتاب في المملكة. أتمنى أن يصل صوتي للقائمين على الأنشطة الثقافية في معارض الكتب، لا نريد أن يكون هنالك اجتهادات خاطئة في الفعل الثقافي في المملكة.
مشاركة :