قالت مجلة «إيكونوميست» البريطانية: إن الرئيس البرازيلي السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا سيكون محور الانتخابات البرازيلية المقبلة.وأشار تقرير للمجلة إلى أن الانتخابات ستتحول إلى تصويت يقرر مدى ثقة الناخبين في رئيسهم السابق، الذي رحَّبوا به من قبل كمنقذ وسخروا منه باعتباره لصًا.وأضاف: في المرة الأخيرة التي شغل فيها لولا منصبه، من 2003 إلى 2010، انتشلت برامجه الاجتماعية الملايين من براثن الفقر، ولفتت جاذبيته الكبيرة باراك أوباما، رئيس الولايات المتحدة آنذاك، الذي وصف لولا بأنه «السياسي الأكثر شعبية على وجه الأرض».ومضى يقول: عندما غادر القصر الرئاسي ومعه 11 شاحنة محمّلة بالهدايا من المهنئين، كانت نسبة شعبيته 80%، في الوقت الذي يعاني فيه البرازيليون من جائحة سيئة وتضخم عنيد، فليس من المستغرب أن يتقدم لولا على الرئيس الحالي جاير بولسونارو بأرقام كبيرة في معظم استطلاعات الرأي.وأردف: مع ذلك، فإن المعارضين يفضلون استخدام صيغة أخرى لوصف الرئيس السابق.وتابع: يصفه سيرو جوميز، عدو يسار الوسط، بأنه أكبر مُفسد في تاريخ البرازيل، بينما يشير إليه بولسونارو وابنه فلافيو، عضو مجلس الشيوخ، اللذان غرقا في مزاعم الكسب غير المشرو ع، على أنه «اللص ذو التسع أصابع»، حيث فقد لولا إحدى أصابعه وهو شاب في حادث بأحد المصانع.وأردف: لن يرغب المنافسون في أن ينسى الناخبون أن لولا حُكم عليه بالسجن لمدة 12 عامًا بتهمة غسل الأموال والفساد، وشاهد الانتخابات السابقة من السجن.ومضى يقول: قبل الانتخابات المقررة في أكتوبر، تتنافس هاتان الروايتان على الهيمنة. معظم أنصار حزب العمال يصدقون لولا عندما يقول إنه كان ضحية بريئة لمؤامرة لمنع عودته إلى السياسة، يعتقد الكثير في نخبة رجال الأعمال أنه محتال، الحقيقة أكثر ضبابية وهي معقدة بشكل جنوني، مثل الفساد في البرازيل بشكل عام.وتابع: ما بدأ في 2014 كعملية للقبض على تجار العملات الصغار فوق محطة بنزين سرعان ما وصل إلى أبعد مما يمكن لأي شخص أن يتخيّله، وكشفت عن قيام شركات برشوة سياسيين مقابل عقود ضخمة، وكشف الفساد المنهجي.ولفت إلى أن التحقيق في العملية التي عُرفت باسم «لافا جاتو» امتد إلى 11 دولة وطال عشرات من رؤساء دول أمريكا اللاتينية الحاليين أو السابقين، بما في ذلك لولا.وأضاف: لقد أُدين بقبول رشاوى على شكل شقة على شاطئ البحر وترميم منزل ريفي، لا يملك أيا منهما، في تحقيق استرد أكثر من 5 مليارات دولار من الأموال المسروقة، كان هناك المزيد من الجرائم «المبتذلة» و«الصارخة»، لكن لولا كان أكبر أسماك تلك الفضيحة.وأردف: إجمالاً، تمت أرشفة 24 قضية ضد لولا وعائلته أو تعليقها أو إغلاقها بسبب أدلة مشوهة أو أخطاء إجرائية أو أسباب فنية.وختم يقول: لم يقتنع الجميع، وجدت دراسة استقصائية في فبراير أن 51% من جميع الذين سُئلوا، و22% ممن صوّتوا لحزب العمال، لا يعتقدون أن أرشفة إحدى القضايا المرفوعة ضد لولا تثبت براءته.
مشاركة :