أظهرت دراسة جديدة أن الشعور بوجود هدف أو معنى في الحياة يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بالخرف، وقد يكون مفيدا للتعافي من الإجهاد ويرتبط بالحد من الالتهابات في الدماغ. ويُفسّر رواد التطور في مجال علم النفس الإيجابي المستند على الأدلة الهدف والمعنى على أنهما ركنان أساسيان للشعور بالسعادة والتدفق والتجربة النموذجية والحياة الجيدة. وراجع الباحثون أدلة من ثماني أوراق منشورة مسبقا تضمنت بيانات من 62250 مسنّا عبر ثلاث قارات، ووجدوا أن الهدف والمعنى في الحياة مرتبطان بانخفاض خطر الإصابة بالخرف والضعف الإدراكي بنسبة 19 في المئة. وتشير الدلائل إلى أن الشعور بوجود هدف في الحياة قد يكون مفيدا في التعافي من الإجهاد ويرتبط بتقليل الالتهابات في الدماغ، وكلاهما قد يسهم في انخفاض خطر الإصابة بالخرف. وقد يكون الأشخاص ذوو الإحساس العالي بالهدف أكثر ميلا إلى الانخراط في الأنشطة الرياضية والاجتماعية، مما قد يحمي من خطر الإصابة بالخرف. الأشخاص ذوو الإحساس العالي بالهدف قد يكونون أكثر ميلا للانخراط في الأنشطة الرياضية والاجتماعية ما قد يحميهم من خطر الإصابة بالخرف وقال المؤلف الرئيسي للدراسة الدكتور جوشوا ستوت، من جامعة كوليدج لندن، “يمكن أن تستفيد برامج الوقاية من الخرف التي تستهدف الفئات المعرضة للخطر والتي تركز على الرفاهية من خلال إعطاء الأولوية للأنشطة التي تحقق هدفا ومعنى لحياة الناس، بدلا من مجرد أنشطة المتعة التي قد تزيد من الحالة المزاجية الإيجابية”. وأضاف ستوت "على سبيل المثال، إذا كانت حماية البيئة مهمة (..) فقد يستفيدون من المساعدة في حديقة المجتمع". ووفقا لدراسة نشرت في الرابع والعشرين من مايو 2019، يرتبط الشعور بوجود هدف وغاية في الحياة بانخفاض خطر الوفاة. وقال الباحثون إن نتائج هذه الدراسة تشير إلى أن قوة الغاية أو الهدف في الحياة كانت مرتبطة بانخفاض معدل الوفيات، وأن العيش بهدف يتضمن فوائد صحية. وتضمن البحث -الذي شمل ما يقارب 7.000 شخص- تقييما للحالة النفسية، وهو عبارة عن استبيان يتكون من سبع أسئلة تقيّم الهدف في الحياة. ويُضَم هذا البحث إلى عدد متزايد من الدراسات التي تبين وجود صلة بين الشعور بوجود هدف والفوائد الصحية وجودة الحياة بشكل عام. ويُعرّف الخبير النفسي ويليام دامون وزملاؤه من جامعة ستانفورد الهدف بأنه "نية مستقرة عامة لإنجاز شيء ما ذي معنى للذات ولعالم ما بعد الذات في آن واحد". وقال الخبراء إن الهدف -على النقيض من الأعمال اليومية البسيطة، مثل تأمين وجود الطعام على المائدة أو الذهاب إلى العمل- شيء "أكثر استقرارا وطويل الأمد"، وذو جانب خارجي يتضمن محاولة الشخص الوصول إلى ما هو أكثر من متوقع منه بطريقة ما، كما يتضمن الإنجاز والتقدم والإتمام. وقال دامون "الهدف يتيح الفرص. بإمكان هذه المعلومة أن توقظنا لنحدد أهدافا ومثلا عليا ذات معنى شخصي للذات وبلوغ ما هو أبعد من نطاق أنفسنا بطريقة ما لنثبت وجودنا بتقدم. الهدف لا يحمل تعاريف أو حدودا معينة. لا يهم ما إذا كنا نشعر بوجود هدف (العمل كمتطوع أو عامل استقبال أو نجار أو معلم أو عامل صيانة أو والد أو طبيب)، ما يهم هو وجود الإحساس بالهدف". وأضاف أن امتلاك هدف -كبيرا كان أم صغيرا- توصلنا إلى الغرض منه أو مازلنا نواصل السعي لتحقيقه، يبلغ وجودنا بأنه قد يؤثر إيجابا على الصحة البدنية والعقلية ويوفر الراحة العامة.
مشاركة :