صدر في الشارقة العدد 25 من مجلة الموروث الفصلية المحكمة، المعنية بالتراث الثقافي، والتي تصدر عن معهد الشارقة للتراث. وقد احتوي العدد على ملف خاص حول "تجليات الفرجة الشعبية في مصر"، بجانب موضوعات أخرى متنوعة، لمجموعة من الكتاب والباحثين العرب. وفي الكلمة الافتتاحية، قال الدكتور عبد العزيز المسلّم، رئيس معهد الشارقة للتراث ورئيس التحرير، أنه مـع صـدور عـدد "المـوروث" الجديد تكـون المجلـة قد دخلـت عامها السـابع، حـيـن جـاءت لتلبـي توجيهـات الشـيخ الدكتـور سـلطان بـن محمـد القاسمي، راعـي الثقافـة وعاشـق التراث، آملين أن تكـون قـد اقتربـت مـن حلـمـه الطموح حفظه اللـه. ولفت المسلّم إلى تزامن صدور العدد الجديد مع انعقاد أكبر تظاهـرة تراثيـة تشـهدها إمارة الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة، حيث شـهد الجمهور طقسـاً (كرنفالياً) سـنويا، هو أيام الشارقة التراثية، امتد قرابة عشريـن يوماً مـن الفعاليات التي تشـهـد حـوارات المقهـى الثقافي التراثيـة، ومقاربـات الإدارة الأكاديميـة، إلى جانـب فعاليـات الأداء الفني المجسـدة لفنون شعبنا العربي وشـعوب عدد من دول العالم المشـاركة، مـن أداء تمثيـلـي ورقـص وغنـاء، إلى جانب عـروض للحـرف والصناعات التراثيـة، وإبراز لتنوع الغذاء والعادات، وسـط مظاهر حيـة وجد فيهـا الحضور أنفسـهم وسـط مأكولات الأجـداد بإياد الجيـل الذي لا يزال محافظـاً على تـراث الأمس وصونـه وإدامته. وتصدرت موضوعات ملف "تجليات الفرجة الشعبية في مصر" صفحات المجلة، حيث ضم أربع دراسـات اهتمـت الأولى بمعالجـة الباحث محمد حسـن شـاكر لمصطلح المسرح الشـعبي عـلى نحـو ضـاف، تتبـع فيـه الآراء والجهود العلميـة التي سعت إلى بلورة المصطلح ومفهومـه وخصوصيته العربيـة، مؤطراً السـمات والخصائص الدالة عليه، أما الدراسـة الثانيـة للباحث عبـد الكريم الحجـراوي، فقد اهتمت برصـد العلاقـة بين الفـن المسرحـي والسـير الشـعبية وتوالـد الأجناس من خلال استلهام العروض المسرحية للسـيرة من جهة وتحولات السيرة الهلالية في المسرح العربي، مسـتقصية قائمة النصـوص، ومحللة نصين منها، للكشـف عن آليـات التحول، في حين سـعت الدراسـة الثالثة للباحث نبيل بهجت، إلى تناول المؤثرات التأسيسية لفن خيـال الظل ، متتبعة التطور التاريخي لمصطلح خيال الظل في مصـادره التاريخية منذ القرن العاشر الميلادي، إذ كشـف الباحث عـن أثر بعـض الفنون في فـن خيال الظـل، فضلاً عـن أثـر الحكايـة والمقامة فيـه. وأما خاتمـة دراسـات الملف فقد جـاءت من الباحث زياد يوسـف الـذي تصدى فيها لإعادة قراءة مسرحيـة أهـل الكهـف لتوفيـق الحكيـم بوصفها أول استلهام للقصـص الديني في المسرح، مبينـا مـدى إسـهام القصـص الشعبي الدينـي في توليد النـص المسرحي وإبراز الهوية. وفي موضوعات العدد نقرأ: السيرة الهلالية: بين السرد الحكائي والسرد التاريخي، للباحث مصطفى الكيلاني، وأساطير في أصل النار وطقوس نيران المباهج بمنطقة القبائل (الجزائر)، للباحث نبيل حويلي، والبعد الإشاري في السرد العربي القديم كتاب الهفوات النادرة أنموذجًا- للباحثة سمر دیوب، والدباغة التقليدية في المغرب، للباحث الزبير مهداد، وصناعة الجلود في المغرب خلال العصر الوسيط، للباحثة نادية هاشمي، والبنية المعجمية في الشعر النسائي الحساني (التبراع) نموذجًا،للباحثة العالية ماء العينين،وذاكرة المثل الشعبي في محافظة البيضاء اليمنية دراسة في ضوء سيميائيات الثقافة، للباحث علوي أحمد الملجمي. وفي موضوعات العدد أيضا، يتوقف عبد الحميد بور ايو، عند الإشكالية الاصطلاحية في ترجمة كتاب "موفولوجية الحكائية العجيبة" إلى اللغة العربية، ونتعرف من خلال مجدي محفوظ على صناعة "الكشك" أحد الصناعات الغذائية التقليدية في صعيد مصر. يُذكر أن مجلة " الموروث " هي مجلة فصلية تعني بالموروث الثقافي، وتصدر عن معهد الشارقة للتراث، ويرأس تحريرها الدكتور عبد العزيز المسلّم، ومدير التحرير الدكتور صالح هويدي، وتضم الهيئة الاستشارية للمجلة الدكاترة: حمد بن صراي، وخزعل الماجدي، وسعيد يقطين، وضياء الكعبي، وعبد الحميد بورايو، ومحمد الجويلي، ومحمد حسن عبد الحافظ.. فيما تضم هيئة التحرير الدكاترة: راشد المزروعي، عبد الله المغني، عبد الله يتيم، مبروك بوطقوقة.. فيما تتولى لطيفة المطروشي السكرتارية التنفيذية، والتصميم والإخراج لمنير حمّود، والتدقيق اللغوي لبسام الحفل.
مشاركة :