العنف والكراهية والأنانية واستباحة الأموال وخدش الحياء واعتياد مناظر القتل والدماء، وتعلم أساليب السرقة والسطو المسلح.. ليست فحسب التأثيرات السلبية المدمرة للألعاب الإلكترونية على الأطفال، بل إن خطر الإصابة بالأمراض النفسية والتعرض للانحراف، فضلا عن الانفصال عن الواقع وإهدار الوقت وفرصة تنمية المهارات والقدرات تنضم هي الأخرى إلى قائمة مضار تلك الألعاب التي تغزو مجتمعنا وبيوتنا وتحاول السيطرة على عقول أبنائنا، في ظل غياب الرقابة والتنظيم المطلوب وإيجاد البدائل الوطنية المناسبة التي تحفظ أطفالنا من هذا الغزو العقلي، وتتيج لهم فرصة الترفيه والتنمية والإبداع. وتواصل «المدينة» النقاش حول تلك الظاهرة، عبر عدد من الخبراء المتخصصين الذين حذروا من خطورة تلك الألعاب وطالبوا بتشدد الرقابة عليها وإيجاد البدائل عبر منتج وطني، ومن خلال قيام الأسرة والمدرسة والمجتمع كل بدوره في حماية الأطفال وتنمية قدارتهم وصون جيل المستقبل من الأيادي العابثة. نموذج إلكتروني «نموذج إلكتروني يحصر عقل الطفل ضمن منطقة محددة ويعتمد بشكل أساسي على زيادة انتباه الطفل وتركيزه عليها مما يجعله مستغرقا بها للحد الذي يجعله يشعر أنه يعيش داخلها فاقدا الإحساس بمن حوله في المحيط الذي يعيش فيه».. هكذا تعرف الدكتورة منى هبرة، طبيبة أسنان ومدربة في مهارات التفكير والإبداع، الألعاب الإلكترونية، محذرة أن الخطورة الأولى لتلك الألعاب تكمن في الانفصال عن الواقع والعيش في واقع غريب يعتمد في كثير من الأحيان على القتل بأدوات حربية وتجعل منظر الدماء التي تسيل منظرا اعتياديا. والأسوأ أن البطل الذي يقوم بعملية القتل قد يقتل كل من حوله حتى لو أصدقاؤه مقابل أن يكون هو المنتصر، وهنا تتفتت أهم القيم عند الطفل عندما يتعلم سهولة القتل واستساغة منظر الدم والأسوأ أيضا أنه يجب أن يكون هو المنتصر فوق الأشلاء والدماء. إنها قمة الأنانية التي تصيب الطفل بالأمراض النفسية وتدخله في دائرة الانحراف، بحسب كلام الدكتورة هبرة، ناهيك عن استخدام أسوأ اللغات اللفظية والشتائم وتعويد الطفل على الكلمات البذيئة. وترى مدربة الإبداع أن التخلص من هذه الألعاب ليس سهلا، ولا بد من إيجاد بدائل يحبها الطفل، منها تحديد أوقات يلعب فيها، لأن الحرمان منها يولد التعلق بها، وإفهام الطفل بضرورة أن يقوم بنشاط حركي يعدل به النشاط الذهني الذي حدث لديه. وتعديل ثقافة مجتمع بأكمله بدءًا من الأسرة وأهمية الرحلات التي يتشارك فيها جميع العائلة بنشاطات حركية مشتركة يحبها الأطفال ويجعلهم يطالبوا بالقيام بها مرة أخرى، وتعديل عادات وسلوكيات المدرسين والطلاب بحيث يصبح العلم والتعلم أمرا ممتعا محببا لدى الأطفال. وتوفير الحدائق المجهزة بألعاب مسلية ونشاطات اجتماعية يساهم فيها أهل الحي وأهل البلد جميعا، لتزرع عند الأطفال قناعات ومعتقدات مجتمعيه تطوعية. ميدان سباق «عقول وأفكار وأخلاق أبنائنا أصبحت ميدان سباق، والدعاة والمربون أحق من ينافس وأجدر من يسابق للوصول إليها وحمايتها من كل زيغ أو فساد.. بتلك الكلمات يؤكد الإعلامي محمد المازن أنه في ظل هذا الانفتاح تتضاعف مسؤولية المربين في تربية النشء وفي إعداد جيل يحمل مبادئ الإسلام وقيمه ويزداد العبء على الدعاة والمربين للوصول بالجيل الناشئ إلى بر الأمان. ويتمنى المازن أن يكون هناك رقابة على الأطفال خاصة الأعمار الصغيرة التي لابد من الاهتمام بها أكثر وتوفير الأماكن الرياضية والعناية بهم أكثر. المزيد من الصور :
مشاركة :