باريس - تعرضت مرشحة اليمين المتطرف الفرنسية مارين لوبن لحملة سخرية في الجزائر وكذلك في تونس سبب تصريح إذاعي أكدت من خلاله أن الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة منع الحجاب في الجزائر لتبرير سعيها لمنع الحجاب في الأماكن العامة في فرنسا. وجاء موقف لوبن في حوار بث في إذاعة " فرنس انتر" حيث ردت على سؤال المذيعة بان فرنسا ستصبح أول دولة تمنع الحجاب في الاماكن العامة في حال تم اقرار مشروع لزعيمة حزب التجمع الوطني ". ولم تسعى المذيعة لتصحيح المعطيات "الخاطئة" التي طرحتها لوبن بان بورقيبة لم يكن رئيسا للجزائر حيث استمرت الأخيرة بالقول ان " الحجاب زي إسلاموي وليس للإسلام وهو رمز إيديولوجي وليس دينيا". وتم تداول فيديو التصريح بشكل كبير في الجزائر وفي تونس حيث اثبت جهل لوبن التي تسعى لرئاسة الجمهورية الفرنسية بالكثير من المعطيات التاريخية في منطقة شديدة الحساسية بالنسبة للمصالح الفرنسية. وعرضت قناة الجزائر الدولية مقطع لوبان ليتم التعليق عليه بسخرية حيث قالت الصحفية في القناة "ان ماري لوبن تظهر وكانها صائمة" لان بورقيبة حكم تونس وليس الجزائر. وقد تصدر الرئيس الفرنسي الحالي ايمانويل ماكرون نتائج الدورة الأولى الأحد بحصوله على 27 إلى 28 % من الأصوات متقدما على لوبن (23 إلى 24 %). كما أظهرت الاستطلاعات الأولى التي أجريت مساء الأحد حول نوايا التصويت في الدورة الثانية، تقدم ماكرون بحصوله على نسبة تراوح بين 51% و54% من الأصوات وهي نسبة أدنى بكثير مما حصد العام 2017 (66%). وعرف عن لوبن مواقف سياسية متطرفة ومعادية للجاليات المسلمة وللمهاجرين وداعية للاندماج التام في المجتمع الفرنسي. واكدت لوبن إنها تنوي في حال فازت بالرئاسة الاستجابة لمطلب وقف ذبح الحيوانات على الطريقة اليهودية والإسلامية. وخطاب زعيمة حزب التجمع يثير مشاعر انصار اليمين المتطرف الفرنسي والشعبويين الذينيحلمون بالحفاظ على الهوية الفرنسية وينددون بالقيم المستوردة من الخارج والتي تهدد قيم الجمهورية وفق معتقداتهم. وعدم المام لوبن بالملفات الداخلية والخارجية مثل نقطة ضعف لها ففي العام 2017 حيث تسببت المناظرة التلفزية في تراجع شعبية لوبن التي بدت متوترة وغير ملمة جدا بالملفات، ما ساهم في هزيمتها أمام ماكرون. وتشكل المناظرة التلفزيونية محطة حاسمة في حملة الدورة الثانية التي تستمر أسبوعين. ورغم ان ابنة جان ماري لوبن الذي كان أول من أوصل اليمين المتطرف في فرنسا إلى الدورة الثانية العام 2002، سعت لان تظهر أفضل استعدادا لكن تصريحاتها الاخيرة بشان الحجاب اثبتت عكس ذلك. وقد يكون لفوز لوبن تداعيات دولية مهمة، نظرا إلى مواقفها المعادية للتكامل الأوروبي ورغبتها مثلا في سحب فرنسا من القيادة المتكاملة لحلف شمال الأطلسي (الناتو). وفوزها سيمثل سابقة مزدوجة، فلم يسبق أن تولت امرأة الرئاسة الفرنسية كما لم يحكم اليمين المتطرف البلاد من قبل.
مشاركة :