خبراء وعلماء دين يحذرون من «الإدمان السلوكي»

  • 4/14/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

حذر المشاركون في ملتقى «الإدمان السلوكي آفة والوقاية منه ثقافة»، أولياء الأمور من فخ وقوع الأبناء في شرك «الإدمان السلوكي» بوجه عام ومتعدد الأوجه، نتيجة عدم متابعة الأبناء.وقالوا إن الاضطرابات السلوكية التي تسببها الألعاب الإلكترونية التي أدرجتها منظمة الصحة في القائمة، تشمل أكثر من 5 آلاف مرض، في الوقت الذي يعد فيه معدل استهلاك «الإنترنت» في الإمارات أعلى من متوسط المعدل العالمي بواقع 7.5 ساعة ونصف الساعة يومياً مقارنة بـ 5 ساعات فقط، حيث يوجد في الدولة 38.5 مليون حساب على مواقع التواصل، أي بمعدل 4 حسابات لكل شخص. جاء ذلك خلال ملتقى العلماء ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، حفظه الله، الذي ‏نظمته الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف، ضمن البرنامج الرمضاني لأصحاب الفضيلة الضيوف، أمس، في أبوظبي تحت شعار «الإدمان السلوكي آفة والوقاية منه ثقافة»، وتم خلاله تسليط الضوء على حقيقة الإدمان السلوكي وأعراضه وتأثيره السلبي على الفرد والمجتمع، وسبل التعافي منه بطريقة إبداعية ورؤية مبنية على أحدث النظريات العلمية والتخصصية في خطة استباقية لخلق جيل واعٍ ومجتمع آمن. حدد المتحدثون 6 أهداف للملتقى، تتمثل في تعزيز الوعي المجتمعي بالقضايا المعاصرة، تحصين الأفراد ضد الإدمان، إبراز دور البرامج الدينية في الوقاية من الإدمان السلوكي، التشجيع على أسلوب حياة صحي، المساهمة في الجهود الإقليمية والعالمية للقضاء على الإدمان السلوكي، وتقديم أفكار مبتكرة ومقترحات استباقية للوقاية من السلوك الإدماني. سلامة داوود وإبراهيم الدبل وأنس فكري وسعيد الظاهري سلامة داوود وإبراهيم الدبل وأنس فكري وسعيد الظاهري ضرورة مواجهة الإدمان ‏وأشار الدكتور أنس محمود فكري رئيس قسم التثقيف الصحي في المركز الوطني للتأهيل إلى أن الإدمان بحالتيه كإدمان سلوكي أو مواد مخدرة، يجب مواجهته، ونحتاج لمعرفة كيفية استخدام الأشياء من حولنا دون أن تتسبب بالإدمان أو المشاكل، لتكون مصدراً للتعلم والسعادة؛ وذلك بتحفيز الطرق الأصيلة والتوعية الجادة، وتطرق إلى طبيعة الإدمان السلوكي ومدى ارتباطه بالإدمان الحقيقي على المخدرات، خاصة مع وجود معايير عالمية لتصنيف الحالات، بحيث يتم من خلالها تعريف المدمن، ووصف الحالة التي يمر بها الفرد على أنها إدمان. ‏وأكد أن الاعتماد على التشخيص الذاتي للحالة غير كافٍ، ويجب الاستعانة بأصحاب الخبرة والاختصاص من أطباء نفسيين واختصاصيين واستشاريين، وقال: «التشخيص الخطأ يتبعه علاج خطأ وغير نافع.. وأي نوع من أنواع المخدرات يتم علاجه بطريقة مختلفة وبآليات مختلفة، وكذلك السلوك؛ لذا يجب تشخيص كل مصاب بشكل صحيح». ‏ولفت إلى توافر خدمات الطب النفسي في إمارات الدولة كافة، ومنها: مدينة الشيخ خليفة الطبية، مستشفى توام، المركز الوطني للتأهيل، مركز إرادة، مستشفى الأمل للأمراض النفسية وغيرها، إضافةً إلى أهمية التوجه إلى وزارة الصحة ودائرة الصحة لمعرفة كيفية الوصول لخدمات الطب النفسي والتركيز على دور الرقابة الوالدية لاكتشاف المشكلات في وقت مبكر، مبيناً أن هناك عيادات افتراضية يتم من خلالها توجيه الأسر لتحديد المشكلة وإدارتها، ووضع خطط وآليات للعلاج. تعريف الإدمان ‏وأشار العميد الدكتور إبراهيم الدبل الرئيس التنفيذي لبرنامج خليفة للتمكين «أقدر» والمستشار الدولي بالأمم المتحدة، إلى أن منظمة الصحة العالمية أخرجت دليلاً شاملاً للأمراض، وتمت إضافة الاضطرابات السلوكية التي تسببها الألعاب الإلكترونية إلى القائمة التي تشمل ما يزيد على 5 آلاف مرض، حيث يفترض أن العمل بهذا الدليل بدأ مع مطلع يناير 2022، ولفت إلى أن تعريف الإدمان هو الرغبة الملحة لتكرار فعل معين، وتنضوي فيها 6 عناصر رئيسية هي: التوق والشغف، صعوبة التحكم بالذات، التحمل، وجود علامات انسحابية، إهمال نشاطات حياتية والاستمرار. ‏وأوضح أنه يتم وضع معايير دولية للوقاية من المخدرات، وهناك أكثر من 540 تجربة عالمية على مستوى العالم في مجال الوقاية من المخدرات، وأكثر من 85 خبيراً، تم فيها تطبيق أفضل التجارب العالمية للوقاية من المخدرات، منها لمرحلة ما قبل الولادة والطفولة المبكرة والمتوسطة حتى الشباب بالاعتماد على الأساس العلمي. ‏وقال: «للأسف، لا توجد تجربة عربية تم إدراجها ضمن هذه التجارب، والسبب أن معظم التجارب العربية ليست قائمة على البحث العلمي الدقيق.. وبالتالي أثّر ذلك على وجودنا في المجتمع الدولي على الرغم من أن التجارب العربية ثرية في المنطقة، إلا أنه لا تزال هناك خشية من تصعيدها للمستوى الدولي»، وبين أن ما نعيشه اليوم هو بدايات الجيل الخامس من التكنولوجيا التي يفترض أن تكون 7 أجيال، وقال: «العالم سيخوض عصر التكنولوجيا غير المسيطر عليها مستقبلاً، وربما هو ما نعيشه الآن.. حيث أصبحت بيوتنا مطارات عالمية والأجهزة مفتوحة، ولا نعلم موقع أبنائنا في أي دولة على شبكة الإنترنت، كما أن العالم يعيش اليوم متلازمة الوالدية الأحادية».ولفت إلى الإشكالية التي تتمثل في ضعف البحث عن المعلومات، وضعف المرجعية العلمية، حيث يعتمد الكثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي كمرجع، إلى جانب أن الإدمان يرتبط بالخجل، لذا يبقى التثقيف ضرورياً، وخاصة دعم أولياء الأمور لاستشارة أصحاب الاختصاص، والاستعانة بهم، وليس مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكداً على الآثار الجسدية والأمراض التي يخلفها الإدمان السلوكي، مثل الرهاب الاجتماعي، التوحد أو زيادة الوزن. المتحدثون خلال الملتقى المتحدثون خلال الملتقى الإدمان السلوكي ‏وتطرق الدكتور سلامة جمعة داود من ضيوف صاحب السمو رئيس الدولة، رئيس قطاع المعاهد الأزهرية والعضو في المجلس الأعلى للأزهر الشريف إلى العلاقة بين الإدمان السلوكي وضعف القيم الإيمانية لدى المدمن، مبيناً أن أضرار الإدمان السلوكي كثرت وأصابت قطاعاً عريضاً في المجتمع، وأن الإدمان السلوكي أصبح منتشراً في كل مجتمعاتنا ويحتاج إلى تضافر الجهود، خاصة أن هذه السلوكيات لا تتفق مع تعاليم الدين الإسلامي، وأصبح الشباب وغيرهم يعانون ضعف الوازع الديني، خاصة في الخلوات، وتقوية الوازع الديني أصبحت ضرورة حتمية للحد من تفاقم المشكلة. وحدد عدداً من المتطلبات لمواجهة الإدمان السلوكي، من أهمها زيادة وعي الأسرة والتحذير من انشغال الوالدين عن تربية الأطفال، وأخذهم بالرفق، وضرورة إيجاد بدائل وإحداث تغيير في السلوكيات الجاذبة والشاغلة لأوقات الفراغ، إذ إن أهم ضروريات العلاج يتمثل في زيادة وعي الأسرة للقيام بدورها في تقويم السلوك، ويجب الترفق والتلطف بالأبناء لعلاج الإدمان وغيره، إيجاد بدائل مفيدة ومناسبة للانشغال بها بديلاً عن هذه السلوكيات المنحرفة، التحذير مما لهذا الإدمان من آفات خطيرة، مثل ضياع الوقت والعمر دون فائدة. سعيد خلفان الظاهري قال الدكتور سعيد خلفان الظاهري مدير مركز الدراسات المستقبلية في جامعة دبي وعضو مجالس المستقبل العالمية في الواقع الافتراضي والمعزز التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي: إن معدل استخدام الهواتف الذكية و«الإنترنت» في الإمارات يصل لـ7 ساعات ونصف الساعة يومياً، وهو أعلى من معدل المتوسط العالمي. لدينا أكثر من 38 مليوناً ونصف المليون حساب على وسائل التواصل الاجتماعي بمعدل 4 حسابات لكل شخص. نسبة الإدمان الرقمي على مستوى الخليج بلغت 33%. هناك شخص واحد من كل 3 أشخاص مدمن على الرقميات بعلمه أو من دون أن يدرك ذلك.وأضاف: «99% من سكان الدولة (مواطن ومقيم)، الموجودون في الإمارات يستخدمون الإنترنت»، ولفت إلى أننا «الآن نعيش ونتحدث عن توجه جديد يسمى (الميتافيرس)، وهو عالم ثلاثي الأبعاد تتقمص فيه شخصية افتراضية، ويمكن أن يكون للإنسان أكثر من شخصية، وهي تقنية لها استخدامات إيجابية، إلا أنها تفرض تحديات لا بد أن نواجهها، خاصة مع سهولة الإدمان الرقمي بسبب سهولة الوصول إليه». ‏وأردف أنه من الضروري تأهيل الشباب المقبل على الزواج تأهيلاً رقمياً في كيفية التعامل مع الأطفال في هذا العالم، إلى جانب تفعيل مبادرة الصيام الرقمي، وتابع: «هناك 9 ملايين و700 ألف مستخدم لـ«الإنترنت» في الدولة.. ومعدل استخدام الهواتف الذكية و«الإنترنت» في الإمارات يصل لـ7 ساعات ونصف الساعة يومياً، وهو أعلى من معدل المتوسط العالمي للاستخدام والذي لا يزيد على 5 أو 6 ساعات.. ولدينا أكثر من 38 مليوناً ونصف المليون حساب على وسائل التواصل الاجتماعي بمعدل 4 حسابات لكل شخص». ‏ وأوضح أن مجلة الإدمان السلوكي نشرت إحصائية أظهرت أن نسبة الإدمان الرقمي على مستوى الخليج بلغ 33%، وأن هناك شخصاً واحداً من كل 3 أشخاص مدمن على الرقميات بعلمه أو من دون أن يدرك ذلك. النزعة الاستهلاكية تحدث الدكتور صلاح الحليان عن واقعية النزعة الاستهلاكية، مثل إدمان التسوق والحد الفاصل بينه وبين السلوك الطبيعي، موضحاً أن معظم السلع تباع بالمليارات للشباب والأطفال من ملابس وفيديوهات وألعاب وغيرها الكثير، مبيناً أن الأطفال يؤثرون على رأي الأهل في كل مناحي الحياة من قرارات شرائية وسفر وغيرها ولديهم قوة دافعة للشراء، وأضاف «الإعلانات تزرع فكرة العلامات المسجلة في أذهان الأطفال حتى يصبحوا زبائن لها مستقبلاً». عدد من العلماء الضيوف والخبراء خلال الملتقى عدد من العلماء الضيوف والخبراء خلال الملتقى السلوكيات الغذائية أشارت الدكتورة خولة الحوسني، اختصاصية التغذية في مركز المقطع الصحي، إلى أن كثيراً من الأفراد يميلون إلى إدمان السلوكيات الغذائية مع العلم بمخاطرها على الصحة، مبينةً أنه من الضروري تقسيم الطعام لـ3 وجبات رئيسية، ولا يعني النظام الصحي أن يكون الطعام خالياً من الطعم بل يكون متنوعاً وشاملاً لكل مصادر الغذاء المفيد، مع تحديد 3 وجبات خفيفة منها وجبتان صحيتان وواحدة غير صحية. ‏وأكدت أهمية تنمية الرقابة الذاتية، خاصة حين اختيار الغذاء، والابتعاد عن المواد المصنعة في الطعام والتقليل منه على غرار شاي «الكرك» الذي يحتوي على دهون عالية ومواد مصنعة ومحاولة تجنب الأكل في المطاعم الجاهزة، والابتعاد عن الصيام المتقطع، مع الالتزام بـ4 قواعد، وهي التقليل من السكر، التقليل من الملح، تخفيض حجم الوجبة والالتزام بالرياضة.

مشاركة :