تونس – يضرب سكان دول المغرب العربي بداية من النصف الثاني من رمضان موعدا مع سلسلة هزلية مشتركة بين تونس وجيرانها تحت عنوان "فندق المغرب العربي". و"فندق المغرب العربي" مسلسل اجتماعي مغاربي تم تصويره في تونس وتولّى إخراجه التونسي سلمان الشاوش، ويجمع عددا من الفنانين من بينهم المغربي حسن ميكيات وإكرام عزوز وكوثر بالحاج من تونس، وخدوجة صبري وزياد صبحي من ليبيا، ومراد خان من الجزائر. في هذا الفندق يلتقي الفنانون المغاربة للعب أدوار البطولة، ومن المنتظر أن يبثّ على شاشات أربع قنوات تلفزيونية مغاربية (تونسية وليبية وجزائرية ومغربية). ويتحدث الممثلون المشاركون في هذه السلسلة بلهجاتهم الأصلية، في إشارة إلى أن الدراما قادرة على توحيد الشعوب، وإن بواسطة اللهجات المحلية لكل بلد. ويروي هذا العمل، وفق تصريحات للممثلين، قصة نزل عريق وقديم يترك الأب “توفيق” إلى ابنه "عزوز" مهمة تسييره وإدارته، إلا أن تفشي أزمة كورونا وما تسببت فيه من حظر جولان وحجر صحي وغلق للحدود بين الدول المغاربية أثقلت كاهل “عزوز” وجعلت وضعه المادي حرجا جراء تراجع المداخيل وتفاقم الديون. ويغامر عزوز لمواجهة العراقيل والمشكلات المختلفة باختلاف الحلقات، في طابع كوميدي هزلي ناقد، إلى أن ينجح في الصمود في وجه الإفلاس ويحول دون بيع الفندق بالمزاد العلني أو هدمه واستغلال أرضه. وينتقد هذا العمل، وهو من جنس الكوميديا الهادفة، العديد من الظواهر الاجتماعية السلبية على غرار الانتهازية والصراع بين الأجيال والصراع بين العاطفة والعقل وبين الحب والمادة. ويعدّ "فندق المغرب العربي" أول سيتكوم مغاربي كوميدي مشترك يتبع موجة المسلسلات المشتركة ومتعددة الجنسيات التي عادت ما يكون فيها طاقم العمل من دولتين أو أكثر. وعرف التعاون بين تونس وجيرانها في صناعة التلفيزيون والسينما ازدهاراً واضحاً في السنوات الأخيرة، ويأمل أهل المهنة أن يتحوّل إلى لبنة لبناء سوق إنتاج مغاربية مشتركة تكون قادرة على منافسة الأسواق المشرقية. ويساعد التقارب في العادات واللهجة وحتى الجغرافيا على تطوير هذا التعاون في سوق كانت تقليديا مستهلكة نهمة لانتاجات المشرق. وشهدت الاعمال المشتركة طفرة في السنوات الاخيرة مستفيدة من ظهور قنوات تلفزيونية خاصة، أنهت احتكار التلفزيونات الحكومية للأعمال الرمضانية.
مشاركة :