تتميز قرية «الفاو» عاصمة مملكة كندة الأولى التي تقوم أطلالها على أطراف الربع الخالي، وتبعد حوالي 600 كيلو متر إلى الجنوب الغربي من مدينة الرياض في المنطقة التي يتداخل فيها وادي الدواسر ويتقاطع مع جبال طويق عند فوهة مجرى قناة تسمى الفاو، بتنوع أشكال المقابر فيها مما يعكس الفترات الحضارية المختلفة التي مرَّت بها. ويمكن تمييز نوعين من المقابر في "قرية" والتي تقع على الطرف الغربي للمدينة هما: المقابر العائلية؛ وهي مقابر جماعية تعود لأسر وأشخاص ذات مكانة سياسية واجتماعية في المدينة، ومنها مقبرة الملوك التي منها مقبرة الملك معاوية بن ربيعة، وهي على عمق خمسة أمتار وبعرض متر واحد وطول ستة أمتار من الشمال إلى الجنوب، وعلى الجدارين الشرقي والغربي نقرا (مراقي)، صغيرة تسمح للإنسان بالنزول إلى المقبرة، ويواجه المرء عند نزوله 4 أبواب في اتجاه الجهات الأصلية الأربع. وتقود ثلاثة من هذه الأبواب الى أقبية منحوتة في الأرض بشكل شبه دائري، أما الباب الغربي فإنه يقود إلى غرفة مبنية مدهونة بالجبس الأبيض، وفي نهاية الغرفة السفلى وفي الطرف الشمالي حفرة منخفضة ومجصصة لوضع بعض الأشياء الثمينة، مما يوضع عادة مع الموتى في ذلك الوقت. ويبلغ عرض الغرفة الملكية حوالي 1,15 م وطولها 3،5 م، وارتفاعها حوالي 180 سم، وقد جصص المهبط بالجبس الأبيض، كما غُطي باقي المهبط بصفائح من الحجر، وحول هذه المقبرة توجد كميات كبيرة من الحجارة المهذبة بأشكال هندسية، يُعتقد أنها تمثل قطعًا من حجارة المبنى الذي يعلو المقبرة على شكل مكان مقدس مخصص لإجراء الطقوس الدينية عند دفن احد الموتى أو في الأعياد الدينية، ومقابر النبلاء ومنها مقبرة عجل بن هفعم. وتتميز تلك المقبرة المكونة من غرفتين شرقية وغربية، يتوسطهما مهبط بعمق حوالي ثلاثة أمتار ونصف وله نقر (مراقي) على الجانبين من الناحية الشرقية والغربية تسهيلًا للنزول إلى المقبرة وتشبه هذه المقبرة مقبرة الملك "معاوية" في تفاصيلها الداخلية، إلا أنَّها تخلو من غرفة خاصة بصاحب المقبرة، ومقبرة سعد بن أرش التي تقع في منطقة الأبراج، والتي بُنيت جدرانها بالحجر الجيري، ويتوسطها مهبط يختلف عن مهبط المقبرتين السابقتين، إذ يوجد به خمس درجات تفضي إلى أرضيته، وقد طويت جدرانه بحجارة رملية مهذبة، ويأتي في قاع المهبط ثلاثة أبواب أحدها شمالي، وثانيها غربي، وثالثها جنوبي، يؤدي كل باب منها إلى قبر على شكل خف جمل، والمقبرة مغطاة بصفائح من الحجر تعلوها قوالب من اللبن دكت فوق أرضية الغرفة العليا وهذه الغرفة ومثيلاتها في المقابر تُشيد عادة لإقامة بعض الطقوس المتعلقة بدفن الموتى والأعياد. وقد دلَّ اكتشاف هذه المقبرة إلى جانب أحد الأبراج على أنها كانت أضرحة أو أنصبة تميز مواقع المقابر العائلية المنقورة في الصخر بأسفلها، كما أنَّ هناك المقابر العامة: وهي مقابر لعامة الناس وتقع شمال شرقي المدينة، على حافة الوادي الغربية في المنطقة الجصية التي تقع شمال السوق وتشبه المقابر الإسلامية وهي مهبط غير منتظم ولا مجصص بعمق ما بين متر إلى خمسة أمتار تنتهي بلحد مقفل بلبن حجمه حوالي ( 38×38×12سم ) وهو نفس حجم اللبن المستعمل في مباني القرية ، وقد وجد الباحثون عند فتحها كمية من الجرار موجودة مع الأموات.
مشاركة :