بايدن: أمريكا بصدد اتخاذ قرار لإرسال مسؤول كبير إلى أوكرانيا قال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف إن الرئيس فلاديمير بوتين لا يرفض مقابلة رئيس أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي من حيث المبدأ، لكن ذلك يحتاج إلى أن تكون هناك وثيقة جاهزة. وأوضح بيسكوف، في تصريح صحفي امس الخميس نقلته وكالة تاس الروسية، أن بوتين لم يرفض أبدًا لقاء زيلينسكي، مشيرًا إلى أن اللقاء يحتاج إلى تهيئة الظروف وأهمها إعداد نص الوثيقة لهذا الغرض. وقال بيسكوف إنه لا يوجد مفهوم واضح حتى الآن بشأن الجولات الجديدة من المحادثات المباشرة بين موسكو وكييف. وتعليقًا على إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول إجراء اتصال هاتفي بين رؤساء روسيا وتركيا وأوكرانيا في الأيام المقبلة، قال بيسكوف للصحفيين: «إذا أو عندما تجري مثل هذه المحادثة، سنبلغكم على الفور». من جهته، ذكر كبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي أن أوكرانيا بدأت بإظهار نهج أكثر واقعية في محادثات السلام. وأضاف أن أوكرانيا وافقت على أن تكون محايدة ولا تمتلك أسلحة نووية، وألا تنضم إلى تكتل عسكري، وأن ترفض استضافة قواعد عسكرية، مبرزًا في الوقت ذاته أن «محادثات السلام ليست جاهزة لعقد اجتماع على مستوى القادة». ويقول مراقبون إن الوضع الحالي للمفاوضات بين الجانبين غير مكتمل الأطوار، وبالتالي «من الصعب توقع عقد لقاء بين الرئيسين في هذه الفترة». في غضون ذلك، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن أمس الخميس إن كبار المسؤولين الأمريكيين بصدد اتخاذ قرار لإيفاد مسؤول رفيع إلى كييف، في خطوة تستهدف إظهار الدعم لأوكرانيا. وقال بايدن للصحفيين وهو يستعد للمغادرة في رحلة إلى نورث كارولاينا: «نحن نتخذ هذا القرار الآن». وقال مصدر مطلع على الأمر، يوم الأربعاء، إن وزير الدفاع لويد أوستن أو وزير الخارجية أنتوني بلينكن قد يتوجه إلى هناك. لكن ليس من المرجح أن يذهب بايدن. في السياق نفسه، أكد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الخميس، لنظيره الأوكراني التزام واشنطن بدعم كييف أمنيًا واقتصاديًا لمواجهة روسيا. وأفاد في تغريدة عبر حسابه في «تويتر» تأكيده لوزير الخارجية الأوكراني دعم الولايات المتحدة المستمر لكييف، والتزامها بمحاسبة الكرملين على حربه غير المبررة ولا الإنسانية ضد الشعب الأوكراني. بدوره، أكد وزير خارجية أوكرانيا ديمتري كوليبا أنه بحث هاتفيًا مع نظيره الأمريكي حزمة المساعدات العسكرية القادمة لأوكرانيا ومزيدًا من العقوبات على روسيا، معبرًا عن امتنانه للدعم الأمريكي. على صعيد آخر، أعلنت وزارة الدفاع الروسية مساء أمس أن الطراد «موسكفا»، سفينة القيادة في اسطول البحر الأسود الروسي، غرقت بعدما تعرضت لأضرار خلال الهجوم على أوكرانيا. وأوضحت الوزارة التي أوردت تصريحها وكالة «تاس» الرسمية للأنباء «خلال قطر الطراد موسكفا إلى وجهته، فقدت السفينة توازنها بسبب الأضرار اللاحقة بهيكلها جراء الحريق الناجم عن انفجار ذخائر. وقد غرقت السفينة بسبب البحر الهائج». وقالت روسيا في وقت سابق إنه تم إجلاء طاقم موسكفا، وإن إجراءات تتخذ لقطر الطراد وإعادته إلى الميناء بعد إصابته بأضرار جسيمة إثر انفجار ذخائر على متنه، في حين قالت أوكرانيا إن الطراد أصيب بصاروخ. وأكدت وزارة الدفاع الروسية إخماد الحريق الذي شب على متن الطراد الصاروخي موسكفا، الذي يعود للعهد السوفيتي، لكن لحقت به أضرار جسيمة. ولم تعترف الوزارة بأن الطراد، الذي كان يقل أكثر من 500 بحار، تعرّض لهجوم وقالت إن سبب الحريق ما زال محلّ تحقيق. وقالت القيادة الجنوبية للجيش الأوكراني إنها استهدفت الطراد بصاروخ نبتون المضاد للسفن الأوكراني الصنع وإنه بدأ يغرق. ولم يتسنَّ لرويترز التحقق من رواية أي من الجانبين. الى هذا، في تطور عسكري لافت بمجرى الحرب، تصاعدت وتيرة الهجمات الأوكرانية داخل الأراضي الروسية، حتى دفعت موسكو إلى التهديد بقصف مراكز قيادة في كييف. وفي 2 أبريل، وقع الهجوم الأول من نوعه من قبل أوكرانيا داخل الأراضي الروسية، واستهدف منشأة تخزين وقود في مقاطعة بيلغو رود الروسية. والخميس، اتهمت موسكو جارتها بقصف مواقع داخل أراضيها، ما أجبرها على إجلاء سكان قريتين، في أحدث هجوم تشنه كييف في العمق الروسي. وخرجت أوكرانيا، الخميس، لتؤكد أنها استهدفت السفينة الحربية الروسية «موسكفا» بالبحر الأسود، بينما رفضت روسيا الاعتراف بالقصف، مشيرة إلى أن حريق اشتعل على متن السفينة، ولم تعرف أسبابه حتى الآن. وحول تداعيات ذلك، قالت الخبيرة الأمريكية المختصة في الشؤون الاستراتيجية إيرينا تسوكرمان إنه «سواء حدثت هذه الهجمات بالفعل أم لا، فمن الواضح أن أوكرانيا تتخذ زمام المبادرة في الحرب وتشنّ هجومًا بطرق مختلفة غير أن ذلك قد يسرع برد فعل عسكري واسع في شرق البلاد».
مشاركة :