برعاية الفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية، نظم مجلس وزارة الداخلية الرمضاني الأول، أمس الأول، عبر تقنية الاتصال المرئي، محاضرة بعنوان «مستقبل التعليم العالمي»، وذلك خلال جلسة حوارية، وبمشاركة المحاضر الياباني هيروشي إيشي، والأكاديمية الأميركية فرانشيسكا جينو، والسير جون جونز، وذلك بحضور معالي حسين الحمادي، وزير التربية والتعليم، واللواء سالم علي مبارك الشامسي، الوكيل المساعد للموارد والخدمات المساندة في وزارة الداخلية، وعدد غفير من القيادات الشرطية والتعليمية، وأدارت الجلسة الإعلامية أميرة محمد. حضر المجلس عدد كبير من أفراد المجتمع والجمهور الذي شارك في النقاشات من خلال الدردشة التفاعلية. وتأتي مجالس الداخلية الرمضانية في دورتها «الحادية عشرة»، هذا العام تحت شعار «التوجهات العالمية للمستقبل»، من تنظيم مكتب ثقافة احترام القانون بالإدارة العامة لحماية المجتمع والوقاية من الجريمة، بالتنسيق مع الجهات المعنية بالوزارة، وتتناول عدداً من الموضوعات المرتبطة بالعنوان الرئيس، بمشاركة مختصين عالميين يتحدث كل منهم في محور خاص تم اختياره بما يتناسب مع الإطار العام المتعلق بالتوجهات العالمية للمستقبل في المجالات كافة. وأكد الدكتور هيروشي إيشي، عالم حاسوب ومخترع ياباني، أن محور التفاعل بين الإنسان والحاسوب أمر لا مناص منه، حيث إن تقنية الوجود عن بُعد، ومستقبل الغد، مرتبطان بهذا الأمر، مشيراً إلى أن التواصل مع المستقبل والعمل على آلية الوجود عن بُعد هي فكرة عظيمة وتستحق بذل المزيد من الجهد لتطبيقها في الحياة. وتطرق إلى مثال اللمس على أزرار البيانو عن بُعد، وذلك بأن يقوم شخص ما أتحدث معه باللمس على الأزرار عن بُعد والتي تكون في جهاز الكمبيوتر الذي أمتلكه دون لمسها، موضحاً أن هذه الفكرة ستفيد الأجيال القادمة كثيراً، الأمر الذي يمكننا في تكييف التكنولوجيا وتطويرها وكيفية نقل الإلهام وتحويله إلى فن جديد يتجسد على الأرض، مشيراً إلى أن مقابلة الأشخاص الافتراضيين والتواصل معهم عبر تقنية البرنامج المرئي «زووم» تساعد كثيراً في التفاعل، مضيفاً أنه لو تم السلام على بعضنا بعضاً من قبل التقنيات والتكنولوجيا التفاعلية «الوجود عن بُعد» لأصبح التفاعل أكثر فاعلية، لافتاً إلى أن التفاعل بين الإنسان والآلة ما هو إلا شكل من أشكال المستقبل الذي ينتظرنا. وتطرقت فراشيسكا جينو، عالمة سلوك أميركية، إلى الحديث عن محور المواهب المبتكرة، وأنه يجب التركيز على أنواع المهارات حتى نتغذى ونتعلم بشكل مستمر ونصل إلى كيفية تطبيقها، ونجعلها محوراً في الاستخدام. وقالت في كلمة لها «ما نقوم به في حياتنا هو طلب التعليم، ولكن إذا أردت أن تكون مبتكراً وملهماً فلا بد من التأمل، لأن ذلك يحسن ويطور من قدرات الفرد، ما يعزز من فرص التعليم، من خلال ارتكاب الأخطاء لكونها جزءاً من عملية التعلم، وخطوة إيجابية للتعلم والتأمل»، لافتة إلى أن موضوع مراجعة الأداء يتضمن التفاعل والتأمل والتعلم والممارسة المستمرة، ما يدفع المرء إلى التركيز على التعلم المبتكر والممارسات العلمية. وأضافت «نحن نحاول الوصول إلى التقنية، ولكننا ننسى آلية التعلم وحب الفضول والمعرفة». وأكدت ضرورة أن يكون للشخص حب التعلم والاستكشاف وطرح الأسئلة والتفاعل مع العالم من خلال البيانات والمعلومات. وأضافت أن الابتكار والإبداع لدى الأفراد قد ينخفض في بعض المؤسسات، وذلك لعدم توافر بيئة إيجابية واجتماعية بين الموظفين والمسؤولين والتي ترتكز على حب التعلم والإبداع والابتكار، ما يولد طرح سؤال لماذا، الأمر الذي يرفع من مستوى الأداء والتنوع في الطرح في بيئة العمل، ويعزز من رفع الإنتاجية والأداء. ودعت إلى ضرورة الاهتمام بالتعلم وحب الفضول والمعرفة، والتأكد من الاستفادة من التجارب والخبرات والممارسات العالمية بين القادة والمؤثرين الإيجابيين، مؤكدة أن الفضول الإيجابي لا بد منه، لأنه يعزز من حب التعلم والإبداع والابتكار للأفراد، وإلا ضاعت الجهود هباء. وتناول السير جون جونز، وهو خبير تربوي من بريطانيا، محور «مستقبل التعليم»، حيث تطرق إلى برنامج الأتمتة، وكيفية توظيف وخلق وظائف الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن برنامج الأتمتة يعتبر عالماً مليئاً بالحداثة وكل ما هو جديد، حيث إن التعليم الجماعي يعد نوعاً لعالم جديد. ولفت إلى أن كثيراً من الأنظمة التعليمية عقيمة نظراً لعدم توظيف التعليم وحب المعرفة بالشكل الصحيح. ولفت إلى أنه على مدار 500 عام عاش الإنسان في عصر الزراعة ومن ثم انتقل إلى الثورة الصناعية، ومنها إلى عصر التقنيات والمعلومات، واليوم نعيش عالماً جديداً هو عصر الخيال العلمي. وأكد أن تاريخ التعليم والأنظمة التعليمية لا بد من إعادة النظر فيه، ومعرفة المعايير المؤسسية، مشيراً إلى أن العالم يحتاج إلى 5 أشياء في العالم المستقبلي؛ وهي حب المعرفة والاستكشاف والإبداع والابتكار والتعلم، موضحاً أن الأطفال يتمتعون بوجود هذه القدرات لديهم. ولفت إلى أن العالم بعد جائحة كورونا أدرك أنه يمكن التعلم في أي مكان وفضاء، مؤكداً أن التعاضد والتعاون في مواجهة التحديات مما يوصلنا إلى نقاط الضعف الموجود في الإنسان، كما أن قياس أي جودة نظام تعليم وبداية التفكير في تقنيات التعلم والتفكير البسيط لا تصنع الإمكانيات، إذ يجب الحث على التفكير القائم على الإمكانيات وخلق الفرص التي تصنع الإبداع والابتكار. وتطرق إلى نموذج دولة فنلندا والأنظمة التكنولوجية في التعليم، وإعادة تمكين القدرات التي تعطي كل طفل ما يحتاجه في التعلم وحب المعرفة، وكذلك الحال هنا تشبه بيئة العمل التي تحتاج إلى تمكين الأفراد وإعطائهم الفرص تلو الأخرى لتطور الذات، ما يجعلهم أفراداً أذكياء جداً ينفعون أنفسهم ومجتمعاتهم في آن واحد.
مشاركة :