ناقش أول مجالس وزارة الداخلية الرمضانية في دورتها السابعة التي تأتي بشعار «إمارات.. الرقم واحد» موضوع «استشراف المستقبل» ضمن سبعة مواضيع مدرجة للنقاش هذا العام، وذلك في ستة مجالس عقدت لهذه الغاية على مستوى الدولة الخميس الماضي. ويأتي تنظيم مجالس وزارة الداخلية من قبل مكتب ثقافة احترام القانون بالوزارة، بالتعاون مع إدارة الإعلام الأمني بالإدارة العامة للإسناد الأمني بالوزارة، ومعهد الشرطة المجتمعية، ضمن جهود تحقيق أهداف التنمية المستدامة في دولة الإمارات العربية المتحدة وتعزيز الحوار وتبادل الآراء في سبيل تعزيز مسيرة الإمارات الحضارية. وشارك في مجالس الأمس عدد من مقرئي جائزة التحبير للقرآن الكريم وعلومه، حيث تحدث مقدمو المجالس عن الجائزة وفئاتها وشروط التقدم لها وتشجيع الشباب على المشاركة فيها. خلال مجلس رأس الخيمة العين وفي مدينة العين في إمارة أبوظبي استضافت أسرة، المغفور له بإذن الله، حمد سعيد الحساني، مجلس الوزارة، وأداره الإعلامي راشد النعيمي الذي قدم كلمة ترحيبية، وتعريفاً عن جائزة التحبير للقرآن الكريم وعلومه وشروطها، وفئاتها، وقدم القارئ جميل أحمد المشارك بالجائزة، ثم رحب الدكتور سعيد الحساني في كلمه له بالحضور مقدماً الشكر لوزارة الداخلية على مبادراتها المجتمعية. وناقش المجتمعون موضوع استشراف المستقبل في المجال الاجتماعي ضمن محاور بناء الإنسان المستقبلي وشكل العلاقات الاجتماعية في المستقبل، والتعايش مع الروبوتات، وخلصوا إلى عدد من التوصيات من بينها ضرورة تعريف الأهل والعمل على التحضير لوظائف المستقبل، وتضمين المناهج بحصص أكثر تركز على التفكير المستقبلي. وأكد المجتمعون أن الإمارات راهنت على بناء المستقبل، واضعة الإنسان في قمة أولويات التخطيط لهذا المستقبل، بفضل الرؤية والبصيرة الثاقبة للقيادة الرشيدة التي توجهنا وتسدّد خطانا. وقال المتحدثون إنه بينما الابتكار يعد شعاراً أو مناسبات موسمية لدى كثير من الدول أصبح جزءاً من الدعامات الاستراتيجية لبناء المستقبل في الإمارات، ويوجد تركيز في الموازنات الحكومية للتميز الحكومي والإبداع والابتكار، موضحين أن الرؤية المستقبلية وتلبية احتياجات بناء مستقبل من أولويات دولة الإمارات العربية المتحدة، لبناء أسس التعايش المستقبلي ومشاركة المجتمع وتعريفه بأهم مستجدات وتطورات المستقبل. وقال الدكتور سليمان الكعبي مدير إدارة استشراف المستقبل إن من أهم المهارات المفترضة التي يجب على الأبناء الاهتمام بها هي استشراف مستقبل سوق العمل، وتعدد المهارات للحصول على وظيفة المستقبل. صورة جماعية للمشاركين بمجلس الشارقة في خورفكان الشارقة وفي مجلس الداخلية الذي استضافه عبدالله خلفان النقبي في خورفكان وأداره الإعلامي حميد الزعابي تناول المجتمعون موضوع استشراف المستقبل في المجال الأمني. حيث تمحور الحديث حول استخدامات تقنيات المستقبل في تعزيز المنظومة الأمنية عبر استشراف المستقبل واستباق التحديات بتطلعات وخطط مستقبلية. وتناول المجلس استشراف جرائم المستقبل، وكيف تتنبأ التكنولوجيا بالجرائم قبل حدوثها ومحاكم المستقبل، بهدف التحضير لمستقبل الجريمة، ومناقشة تطورات المحاكم والمحاكمة في المستقبل. وأشار جاسم عبدالله النقبي عضو المجلس الوطني إلى مشاريع ومبادرات عدة لاستشراف المستقبل، ومنها الخطة الاستراتيجية لدولة الإمارات، والنظرة المستقبلية لدولة الإمارات بأن تكون من أفضل الدول من حيث الأمن والتعليم والصحة. عدد من المشاركين في مجلس عجمان عجمان واستضاف حمد بن غليطة الغفلي مجلس الداخلية الذي أداره الإعلامي محمد الكعبي حول استشراف المستقبل من منظور تعليمي. وأوصى المجتمعون بضرورة تشجيع البحث العلمي المستند إلى رؤية استشرافية للمستقبل واستغلال واستخدام الذكاء الاصطناعي لدعم التعليم، ويجب التركيز على نوعيه القائم على المهارات ويكون دور المعلم مرشداً وتعزيز تحصين أبنائنا بالقيم لحمايتهم من استخدام التقنيات بشكل سلبي. وأكد العميد عبدالله أحمد الحمراني نائب قائد عام شرطة عجمان أهمية هذه المجالس في تعزيز الحوار حول قضايا مفصلية ومهمة مثل موضوع استشراف المستقبل الحيوي. وتحدثت ناعمة عبدالله الشرهان عضو المجلس الوطني الاتحادي عن أننا في عام زايد، ويجب أن نستذكر أولاً ما قدمه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، لنا في كل المجالات، فكان، رحمه الله، أول من اهتم بالتعليم الحديث القائم على أسس مستقبلية. وأكدت عضو المجلس الوطني الاتحادي عائشة سالم بن سمنوه، أن التعليم المستقبلي كان أول من نبه إليه المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان، ولا بد لنا من الحفاظ على هذا التطور الحاصل بتعزيزه بوضع الخطط القائمة على استشراف المستقبل واختيار تخصصات علمية مستقبلية. أم القيوين واستضاف حميد علي يوسف مجلس الداخلية الذي أداره الإعلامي أحمد الطنيجي حول استشراف المستقبل في مجال البنية التحتية. وتمحورت النقاشات في المجلس حول استشراف المستقبل في البنية التحتية، ووسائل النقل المستقبلية، والبنية الافتراضية لكوكب المريخ، ومدن المستقبل، بهدف بحث مستقبل البنية التحتية وأبرز إشكالياتها، والتعرف على أبنية كوكب المريخ، وتعريف مدن المستقبل. وأشار عدد من المتحدثين إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تملك بنية تحتية متميزة، ولا بد من تعزيزها ببحث سبل استشراف المستقبل وتوقع التحديات والاختراعات الحديثة ليتم ملاءمة البنية التحتية منذ الآن لهذه التغييرات الممكنة، بحيث تبقى الإمارات في الطليعة دوماً وتحافظ على مركزها المتقدم عالمياً. وقالوا إن مدن الإمارات مؤهلة لتقود المنطقة في هذه المجالات بتوفر بنية تحتية وتقنيات ذكية وشبكة تنقل عصرية، ولا بد من تعزيزها. وأوصى المجلس بوضع منهجيات وخطط طويلة المدى وتوفير الدراسات التحليلية والمدخلات المهمة لوضع خطط استشراف المستقبل، والتأكيد على أهمية الاهتمام بالتطوير والتقدم التكنولوجي كونها عنصراً أساسياً يساعد في استشراف المستقبل والاستثمار في قطاع التكنولوجيا، وأهمية إنشاء قاعدة بيانات في مختلف المجالات وتسريع وتيرة العمل في مجالات البنية التحتية حتى تواكب التطور السريع. وقال اللواء راشد بن أحمد المعلا قائد عام شرطة أم القيوين إن دولة الإمارات تعد من الدول السباقة في مجال استشراف المستقبل، ودليل ذلك حرص الإمارات على استشراف المستقبل، وقيام حكومة الدولة بتخصيص خطط ومشاريع تنموية تهتم وترعى مجالات استشراف المستقبل، وعلى جوانب الذكاء الاصطناعي، وتوفير البيئة والبنية التحتية اللازمة لمواجهة التحديات. وأوضح الرائد الدكتور حميد علي يوسف أن مصطلح استشراف المستقبل هو من المصطلحات الحديثة، وأشار إلى أهمية الاستشراف المبكر للتحديات التي تواجه المجتمعات، والاستعداد التام لمواجهة هذه التحديات، وإعداد الخطط والمشاريع الاستراتيجية لمواجهة هذه التحديات. وقال الإعلامي أحمد الطنيجي إن دولة الإمارات استطاعت باستخدام أقمارها الصناعية في التعرف على أنسب الأماكن لإقامة المخيمات للاجئين في أوقات الفيضانات من خلال تحليل الخرائط المتاحة، أما الشيخ الواعظ محمد السخاوي فأشار إلى أن الإسلام اعتمد على استشراف المستقبل وتعزيز العلم. جانب من مجلس أم القيوين رأس الخيمة واستضاف محمد سعيد بورقيبة الخاطري مجلس الداخلية الذي أداره الإعلامي محمد غانم حول استشراف المستقبل في القطاع الصحي. حضر المجلس سالم النار الشحي عضو المجلس الوطني الاتحادي، وأحمد محمد حريميش من دائرة النيابة رأس الخيمة، وزايد محمد الجسمي من دائرة النيابة رأس الخيمة والعقيد أحمد سعيد الصم النقبي من القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة، والواعظ عبدالله سالم احميدي من القيادة العامة لشرطة رأس الخيمة وعبدالله خلفان الشريكي مدير المنطقة الزراعية الشمالية وعدد كبير من المهتمين. وأوصى المجتمعون بأهمية نشر ثقافة استشراف المستقبل في المجتمع من خلال الندوات والمحاضرات والمناهج الدراسية، ونشر ثقافة الاهتمام بالرياضة بشكل عام، وأهمية الفحص الدوري للوقاية من الأمراض، والاستفادة من الروبوتات لتعزيز إمكانات تقديم خدمات الرعاية الصحية والجراحية عن بعد، وتقديم الحلول الطبية الذكية على مدار الساعة. مجلس الفجيرة النسائي: مشهد الطاقة الدولي يتطور دراماتيكياً استضافت الشيخة سارة سيف صقر الشرقي في إمارة الفجيرة المجلس المخصص هذه المرة للقطاع النسائي، وأدارته الإعلامية ناهد النقبي وتناول استشراف المستقبل من وجهة نظر بيئية. وأشارت المتحدثات إلى أن المشهد الدولي للطاقة خلال الأعوام الماضية يتطور بشكل دراماتيكي، من خلال اكتشاف احتياطات نفط وغاز جديدة، إضافة إلى دخول مصادر جديدة إلى السوق، أهمّها البترول المستخرج من الصخر النفطي وتطوّر تصنيع الوقود البيولوجي أو الحيوي واستهلاكه، مما يستلزم دوماً الاعتماد على دراسات وخطط مبنية على استشراف المستقبل للبقاء في مقدمة الدول على سلم التنافسية العالمية. وتناولت المجتمعات موضوع استشراف المستقبل بيئياً، والنفايات الإلكترونية وتدويرها، والزراعة المستقبلية، بهدف مناقشة مستقبل الطاقة واستكشاف أنواع النفايات الإلكترونية وكيفية تدويرها ومناقشة الزراعة المستقبلية. جانب من المجلس النسائي | من المصدر وأكدت متحدثات ضرورة ربط موضوع استشراف المستقبل للحصول على فرص تطوير الزراعة في المجالات البيئية وتعزيز الأمن الغذائي، والاستفادة من هذه العلوم في تدوير النفايات والاستفادة منها اقتصادياً وبيئياً. وأوصت المجتمعات بافتتاح أكاديمية للزراعة والتركيز على البحث العلمي في الصحة والبيئة والتوسع في استخدام الأجهزة صديقة البيئة. وقالت الإعلامية ناهد النقبي إن دولة الإمارات تحرص على استشراف المستقبل بهدف ترجمة رؤية القيادة الحكيمة وطموحاتها في ضمان استمرارية تحقيق الازدهار والتقدم للدولة والرفاهية للجيل القادم، وفي جعل الإمارات مركزاً دولياً للمعرفة والتحول الإيجابي في العالم، في ظل التحولات الصناعية والتكنولوجية المتسارعة التي يشهدها العالم اليوم.
مشاركة :