في الآونة الأخيرة زاد الطلب على الغذاء بسبب زيادة الكثافة السكانية فكان لا بد للعالم من أن يتجه نحو تجديد الأفكار التي نادى بها سابقاً مثل تعزيز وجود مخزونات الأنواع أو البنوك البيولوجية أو المحميات الطبيعية التي تعتبر زاوية أمان وإجراءً احترازياً في الحفاظ على التجديد الطبيعي للأنواع. ويمكن التفصيل بأن المحميات الطبيعية أو مخزونات الأنواع هي مواقع مختلفة متباينة المساحات في البيئة البحرية تحددها الحكومة وتقيد فيها أنشطة الصيد أو أي نشاط يدمر المخزون أو المورد الطبيعي الذي من أجله تم حماية الموقع ويحظر فيها ممارسة أي نشاط يؤدي على تدمير الموارد الطبيعية. وتعتبر المحميات اليوم هي خياراً إدارياً وأداة من أدوات الإدارة في جميع أنحاء العالم للحفاظ على البيئة وحفظ التنوع البيولوجي وتلبية الاحتياجات الغذائية والاقتصادية لدى المجتمعات فيها، ويتم إنشاؤها لأهداف الحفاظ على التنوع البيولوجي حماية للموائل البحرية: مواقع التعشيش والبيوض ومواقع التكاثر، ويمكن أيضاً بها حماية بعض الأنواع المهددة بالانقراض عن طريق وقف ممارسات الصيد العشوائي غير المنظم. وأحيانا المحميات الطبيعية تكون مواقع تقع ضمن خط هجرة الكائنات وبالتالي فإن حماية هذه المواقع تساهم في حماية الأنواع المهاجرة والمحميات الطبيعية في النظم البحرية التي أصبحت ضرورة في إدارة مصائد الأسماك، وضمان الاستخدام المستدام للموارد السمكية، ونقولها بصريح العبارة «لا يمكن الحفاظ على البيئة بدون محميات طبيعية». المناطق المحمية اليوم ضرورية لخدمة 3 جوانب، هي البيئة والناحية الاجتماعية والاقتصادية لأي تكوين مجتمعي باعتبارها أفضل حل يساهم في تعزيز التنوع البيولوجي وحفظ التوازن البيئي كما يضمن وجود حياة مجتمعية صحية للأفراد من ناحية توافر الاحتياجات الغذائية والثقافات، والجانب الأخير هو الجانب الاقتصادي، حيث تضمن المحميات وجود مورد طبيعي احتياطي يمكن استخدامه عند ازدياد الطلب على المنتج وهذا نهج متكامل يمكن للمحميات الخاضعة لإدارة فعالة تنفيذه أو تحقيقه على مستوى الدول. كذلك المحميات تساعد الدول في تحقيق تقدم محرز في أهداف تم توقيعها مسبقاً، مثل اتفاقية التنوع البيولوجي «CBD»، الهدف 11 للتنوع البيولوجي لاتفاقية التنوع البيولوجي في أي شي على ما يأتي: حيث ينص على أنه بحلول عام 2020، في 17% على الأقل من المياه الأرضية والداخلية، و10%من المناطق الساحلية والبحرية، وخاصة مناطق ذات أهمية خاصة للتنوع البيولوجي وخدمة النظام البيئي، يتم الحفاظ عليها بشكل فعال وإدارة عادلة. وفي COP15 في كونمينغ، الصين في مايو 2021 مؤتمر الأمم المتحدة للتنوع البيولوجي دعا إلى حماية ما لا يقل عن 30% من اليابسة والبحار بحلول عام 2030 لوقف انهيار التنوع البيولوجي، وهذا ما أدرجته اتفاقية الأمم المتحدة بشأن التنوع البيولوجي «CBD». وأيضا أهداف التنمية المستدامة sdgs ويساعد وجود المحميات البحرية على تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 للأمم المتحدة بشأن الهدف الـ14 من أهداف التنمية المستدامة وهو حفظ وحماية المحيطات والبحار واستخدام الموارد البحرية لزيادة الاقتصاد. وللحديث بقية. * رئيس قسم البيئة والمحميات الطبيعية - هيئة الفجيرة للبيئة
مشاركة :