انتقد الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمس السبت، قوانين السلاح الأمريكية في أعقاب حادث إطلاق النار بشكل عشوائي في مدينة سان برناردينو بولاية كاليفورنيا راح ضحيته 14 شخصاً، وأصيب فيه 21 آخرون، ودعا الكونغرس إلى سد ثغرة مجنونة في القوانين، وطالبت صحيفة نيويورك تايمز واسعة الانتشار والنفوذ، في افتتاحية نادرة إلى حظر بعض الأسلحة، في وقت قال مسؤولون وأقارب إن المنفذة الهجوم من عائلة باكستانية متطرفة. وقال أوباما في كلمته الأسبوعية إن الهجوم يعد بمثابة تذكرة مأساوية أخرى، إنه هنا في أمريكا يسهل للغاية حصول الأشخاص الخطرين على سلاح. وأضاف أنه على سبيل المثال بإمكان الأشخاص الذين تمنعهم الحكومة من ركوب الطائرات لأنهم يعتبرون شديدي الخطورة دخول أي متجر وشراء سلاح، وهذا جنون. ودعا الكونغرس إلى تغيير القانون. وكان أوباما قد دعا إلى فرض قيود أكثر صرامة على السلاح في أعقاب عمليات إطلاق نار جماعي سابقة، ولكن الكونغرس لم يسنها بسبب المعارضة من النواب المدعومين بجماعات ضغط خاصة بالسلاح. ونشرت صحيفة نيويورك تايمز أمس السبت، افتتاحية على صفحتها الأولى، لأول مرة منذ 1920، للدعوة بقوة إلى مراقبة أكثر صرامة للأسلحة النارية. والمقالة بعنوان وضع حد لانتشار الأسلحة النارية في أمريكا تنتقد النواب على مسؤولياتهم وتدعو إلى منع المواطنين العاديين من حيازة بعض أنواع الأسلحة. وجاء في الافتتاحية إنه عار أخلاقي وعار وطني أن يسمح لمدنيين بشراء أسلحة بصورة مشروعة ترمي تحديداً إلى قتل أشخاص بسرعة ووحشية. وقال المحققون إن منفذي هجوم الأربعاء الماضي، استخدموا بندقيتي اقتحام على نفس الطراز العسكري، ومسدسين تم شراؤهم بطريقة مشروعة. واتهم المحققون الزوجين سيد رضوان فاروق( 28 عاماً) وتاشفين مالك (29 عاماً)، بإطلاق النار على زملاء فاروق في حفل تابع لقسم صحة المقاطعة في مدينة سان برناردينو الواقعة شرقي لوس أنجلوس. وقتل الثنائي بعد ساعات في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة. ويرجح المحققون فرضية العمل الإرهابي في هذه المجزرة التي ارتكبها زوجان من أصل باكستاني. وكان الصحفيون اقتحموا الجمعة، منزل الزوجين اللذين ارتكبا مجزرة كاليفورنيا، وقاموا بالتفتيش بين أغراضهما الشخصية وأغراض ابنتهما الرضيعة. و كسر دويل ميلر مالك شقتهما في الطابق الأول من مبنى متواضع، الأقفال التي كانت موضوعة على المدخل. وما إن فتح الباب حتى تدفق عشرات المصورين ومصوري الفيديو والفضوليين ليتجولوا في الشقة من غرفة إلى غرفة. وكان مكتب التحقيقات الفيدرالي (اف بي آي) قد مشط الشقة قبل ذلك. وقامت محطات التلفزيون بالبث مباشرة وهي تعلق على ما تعثر عليه وتصور عن قرب أشياء تعود إلى الزوجين. وواجهت السلطات انتقادات، لأنها لم تحرس مدخل الشقة والصحافة التي اتهمت بالفضول وعدم التزام القواعد الأخلاقية. وقال مسؤولو الاستخبارات وأقارب إن تاشفين ولدت في عائلة في مقاطعة ليا بإقليم البنجاب في وسط باكستان. وانتقل والدها إلى السعودية للعمل قبل نحو 25 عاماً. وانضمت العائلة فيما بعد إليه. وقال شقيق زوج أمها جواد رباني مالك، أن تاشفين نشأت ودرست في الرياض مع أطفال من العائلات الباكستانية المغتربة، وأن العائلة كانت أحياناً تزور باكستان لقضاء العطلات. وأضاف جواد أننا لاحظنا أن العائلة أصبحت متطرفة بشكل كبير. وقالت مصادر استخباراتية إن عائلة مالك كانت قد تطرفت بالفعل، حيث كان لها صلات مع المنظمة الطائفية سباه الصحابة (أي جيش الصحابة). وقال أحد الأشخاص لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن بعض أقاربها قتلوا في تسعينات القرن الماضي في تبادل لإطلاق النار في ليا. وقال مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي جيمس كومي، في مؤتمر صحفي إن التحقيق كشف عن إشارات تطرف من جانب القاتلين، وإنهما استوحيا على ما يبدو أفكاراً من منظمات إرهابية أجنبية. لكنه أضاف: ألاّ شيء يدل على أن القاتلين كانا جزءاً من مجموعة منظمة واسعة أو خلية. (وكالات)
مشاركة :