صرح الرئيس الأميركي باراك أوباما، أمس، بأن الولايات المتحدة لن تسمح بترهيبها بعد إطلاق النار في ولاية كاليفورنيا، وانتقد قوانين السلاح الأميركية، ودعا الكونغرس إلى سد ثغرة مجنونة (في القوانين)، فيما يرجح المحققون الأميركيون فرضية أن يكون إطلاق النار الذي أودى بحياة 14 شخصاً ونفذه زوجان من أصل باكستاني عملاً إرهابياً. وفي التفاصيل، قال أوباما في خطابه الأسبوعي الذي نشره البيت الأبيض نحن أميركيون. سندافع عن قيمنا وقيم مجتمع منفتح وحر. نحن مقاومون ولن نسمح بترهيبنا. وقال من المحتمل أن يكون المهاجمان (تشددا). إذا ثبت ذلك فإنه يظهر التهديد الذي نركز عليه منذ سنوات: خطر الناس الذين يستسلمون إلى أيديولوجيات متطرفة عنيفة. وأضاف نعرف أن تنظيم داعش ومجموعات أخرى تشجع في العالم وفي بلادنا، اشخاصاً على ارتكاب اعمال رهيبة في الغالب كذئاب منفردة. ودعا أوباما الأميركيين الى الاتحاد، معتبراً انه افضل رد ممكن لتكريم الأرواح التي فقدت في سان بيرناردينو، وتوجيه رسالة لمن يريدون الإساءة للولايات المتحدة. وتابع أوباما أن الهجوم يعد بمثابة تذكرة مأساوية أخرى. إنه هنا في أميركا يسهل للغاية حصول الأشخاص الخطرين على سلاح. وأضاف أنه على سبيل المثال بإمكان الأشخاص الذين تمنعهم الحكومة من ركوب الطائرات لأنهم يعتبرون شديدي الخطورة دخول أي متجر وشراء سلاح. وهذا جنون. ودعا الكونغرس إلى تغيير القانون، وقال إنه إذا كنت شديد الخطورة لدرجة تمنعك من ركوب الطائرة فأنت بطبيعة الحال شديد الخطورة أيضاً لدرجة تمنعك من شراء سلاح، وكان أوباما قد دعا إلى فرض قيود أكثر صرامة على السلاح في أعقاب عمليات إطلاق نار جماعي سابقة، ولكن الكونغرس لم يسنها بسبب المعارضة من النواب المدعومين بجماعات ضغط خاصة بالسلاح. من جانبه، قال مدير مكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي، في مؤتمر صحافي، إن التحقيق كشف اشارات تطرف من جانب القاتلين وإنهما استوحيا على ما يبدو افكاراً من منظمات ارهابية اجنبية. لكنه أضاف ان لا شيء يدل على أن القاتلين كانا جزءاً من مجموعة منظمة واسعة أو خلية. من جهته، صرح المسؤول في الـ اف بي آي في لوس انجليس ديفيد باوديش، نحقق الآن في هذه الوقائع الفظيعة بوصفها عملاً ارهابياً. لدينا ادلة تثبت انها اعدت بشكل دقيق. وعدد الأدلة التي جمعت حول القاتلين وهما سيد فاروق وزوجته تافشين مالك: من ترسانة الذخائر والمتفجرات الى الهواتف النقالة وأجهزة الكمبيوتر والمحادثات مع متطرفين داخل الولايات المتحدة وربما في الخارج. وأكد أن السلطات الأميركية تدقق في صفحة على موقع فيس بوك أعلنت فيها تافشين مالك (29 عاماً) مبايعتها لزعيم تنظيم داعش أبوبكر البغدادي. وإذا تأكد أن هذا الهجوم عمل إرهابي، فسيكون الأعنف في الولايات المتحدة منذ 11 سبتمبر 2001. والزوجان اللذان انجبا طفلة تبلغ من العمر اليوم ستة أشهر، خططا للمجزرة التي وقعت الأربعاء الماضي خلال غداء بمناسبة عيد الميلاد لموظفين في الأجهزة الصحية المحلية، حيث كان يعمل فاروق (28 عاماً). وقبل أيام استأجرا سيارة سوداء رباعية الدفع وحاولا الفرار من قوات الأمن فيها، قبل ان يقتلا بعد تبادل لإطلاق النار مع الشرطة التي قالت إنه شهد إطلاق اكثر من 100 رصاصة. وقد حاولا إتلاف أدلة على ارتباطهما بالتيار الإسلامي المتطرف عبر إلقاء هاتفين نقالين قاما بتكسيرهما في حاوية للقمامة. لكن الشرطة عثرت على الجهازين. وبشأن امكانية ان يكونا تحركا منفردين بعدما استوحيا من افكار مجموعات ارهابية، اعترف الناطق باسم البيت الأبيض جوش ارنست، أول من أمس، بأنه من الصعب جداً منع أعمال الذين يتحركون بمفردهم. ونظراً للترسانة التي عثر عليها في شقتهما، لا تستبعد السلطات ايضاً ان يكونا قد خططا لهجوم آخر. وأكد محمد أبورشيد وديفيد شيسلي محاميا عائلة سيد فاروق أن أقرباء الشاب لم يكن لديهم أي فكرة عما كان يعده. وأضافا انهم تحت وطأة الصدمة. وكان شقيق فاروق مختلفاً تماماً عنه، وقال مسؤول في وزارة الدفاع إنه من المحاربين القدامى، الذي نال أوسمة خلال الحرب ضد الإرهاب.
مشاركة :