فرنسا: رحيل الأسد لم يعد شرطاً مسبقاً للانتقال السياسي في سورية

  • 12/6/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

لم تعد فرنسا تضع رحيل الرئيس السوري بشار الأسد، شرطاً مسبقاً لعملية الانتقال السياسي في سورية، وذلك سعياً منها للتوصل الى توافق دولي أوسع على محاربة تنظيم داعش، فيما أعلن عدد من الضباط السوريين المنشقين قبولهم مقاتلة تنظيم داعش وكل قوى التطرف إذا رحل الرئيس بشار الأسد خلال فترة انتقالية كجزء من الحل المقترح محلياً وعربياً ودولياً. وفي التفاصيل، قال وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس في مقابلة مع صحيفة لوبروغريه دو ليون نشرت أمس، إن مكافحة داعش لن تكون فعالة تماماً إلا إذا اتحدت كل القوى السورية والإقليمية، متسائلاً كيف يكون ذلك ممكناً طالما بقي في الرئاسة بشار الأسد الذي ارتكب كل هذه الفظائع ويقف ضده جزء كبير من شعبه؟. ثم اضاف أن الوصول الى سورية موحدة يتطلب انتقالاً سياسياً. هذا لا يعني ان الأسد يجب ان يرحل قبل الانتقال لكن يجب ان تكون هناك ضمانات للمستقبل. وبعد اعتداءات 13 نوفمبر بباريس التي اوقعت 130 قتيلاً وتبناها داعش، جعلت فرنسا من الحرب على الإرهاب اولويتها وتخلت عن موقفها السابق لا لبشار ولا لداعش. وتمثل تصريحات فابيوس تطوراً جديداً وحساساً في الموقف الفرنسي. وأضاف فابيوس ان تجارب العقود الماضية سواء في العراق أو افغانستان، أظهرت أن قوات غربية تنشر على الأرض سريعاً ما ينظر إليها كقوة احتلال. (لذلك فإن) العمليات يجب ان تقوم بها قوات محلية سورية معتدلة، عربية، كردية، وعند الضرورة بالتنسيق مع الجيش السوري، وهذا غير ممكن دون عملية انتقالية سياسية. ويرى المحلل حسني عبيدي الذي يترأس مركز ابحاث مقره سويسرا، ان التصريحات الأخيرة تعكس منعطفاً جديداً في الموقف الفرنسي. وأضاف يتضح يوماً بعد يوم فشل غارات التحالف على تنظيم داعش ولذلك بدأ منعطف في الموقف. وتابع عبيدي كما ان الفرنسيين يريدون طمأنة الروس الذين يدعمون بشار من خلال اظهار ان موقفهم ليس عقائدياً. فرنسا تريد تحالفاً كبيراً وبالتالي فهي تتخلى عن اشتراط رحيل فوري لبشار الأسد. وأوضح أن مباحثات جديدة حول سورية ستتم في النصف الثاني من ديسمبر بنيويورك. كما من المقرر أن يعقد الثلاثاء المقبل في الرياض اجتماع للمعارضة السورية وبعض المجموعات المسلحة، باستثناء الأكراد، لوضع برنامج مشترك قبل المباحثات القادمة مع النظام السوري. في السياق نفسه، أعرب عدد من الضباط السوريين المنشقين في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية عن نيتهم التعاون مع الجيش العربي السوري باعتباره جيش سورية بعد رحيل الأسد واندماج كتائب الجيش السوري الحر معه في مواجهة ارهاب داعش وبقية قوى التطرف وفق تعبيرهم. وقال العقيد الطيار إسماعيل أيوب إنه لا مانع لدى المئات من الضباط وآلاف الجنود المنشقين التعاون مع الجيش العربي السوري بمقاتلة داعش كجزء من الحل في المرحلة الانتقالية، خصوصاً أن أغلبية العسكر السوريين تغلب عليهم الصفة المدنية والإسلام المعتدل الذي تضرر كثيراً من وضع الإسلام في صورة داعش الإرهابية. وأضاف الضابط الطيار الذي يعمل مع احد التشكيلات العسكرية المعارضة، أن هناك شخصيات عسكرية سورية كثيرة قادرة على قيادة المرحلة الانتقالية، كجزء من الحل وهي تعرف المؤسسة العسكرية الرسمية جيداً ولها باع طويل في هذا القطاع. وتشير الإحصاءات إلى أن عشرات الآلاف من الضباط والجنود انشقوا عن قوات الرئيس بشار الأسد، خلال السنوات الخمس الماضية لأنهم لا يريدون مقاتلة الشعب السوري والمشاركة في حرب عبثية حسب تعبيرهم.

مشاركة :