اتفاق بين النظام السوري والأكراد على تخفيف الحصار المتبادل

  • 4/16/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

دمشق - اتفق النظام السوري مع القوات الكردية على تخفيف الحصار المتبادل على بعض المناطق في محافظتي حلب والحسكة. وأشارت مصادر محلية، أن الجانبين عقدا لقاء، الجمعة، في مدينة القامشلي بمحافظة الحسكة بوساطة روسية لإنهاء الحصار. وتم الاتفاق على تخفيف الحصار الذي تفرضه قوات النظام على حيي الشيخ مقصود والأشرفية بحلب، مقابل تخفيف الحصار من قبل المقاتلين الاكراد على ما يعرف بـ"المربع الأمني" في مدينتي الحسكة والقامشلي. وستسمح قوات النظام بإدخال مواد مثل الطحين والمحروقات إلى حيي الشيخ مقصود والأشرفية، فيما ستتيح القوات الكردية لعناصر النظام المرور من "نقاط التفتيش" للدخول إلى المربع الأمني في كل من القامشلي والحسكة والخروج منهما. ورغم الاتفاق، لم يقم نظام الأسد والمسلحين الأكراد بإزالة "نقاط التفتيش" التي أقاماها خلال فترة الحصار المتبادل. وكانت قوات النظام حاصرت حيي الشيخ مقصود والأشرفية اللذين تسيطر عليها قوات حماية الشعب الكردي في 7 نيسان/أبريل الجاري، ليقوم الاكراد بعد يومين بفرض حصار على قوات النظام في مدينتي الحسكة والقامشلي ردا على ذلك. وتأتي هذه التطورات في خضم تراجع اهتمام الغرب وخاصة الولايات المتحدة الحليف الأبرز للقوات الكردية من الملف السوري بسبب تطورات الغزو الروسي لأوكرانيا. ولم تظهر سوريا كأولوية إستراتيجية في أجندة الرئيس الأميركي جو بايدن، وذلك ويرجعه مراقبون إلى أن القضية بدأت تحسم مع ظهور ملامح قبول بنظام الأسد من جديد في الساحة العربية وأيضا مع سيطرة القوات النظامية على أغلب المناطق، وما بقي يتم حلّه بتدخل روسي مثلما حدث في محافظة درعا في الجنوب السوري في 2021. ويعتبر دعم واشنطن لقوات سوريا الديمقراطية من بين نقاط الخلاف بين تركيا والولايات المتحدة. وقوات سوريا الديمقراطية، هي تحالف يقوده الأكراد، ويسعى إلى تمتع شمال شرقي سوريا الذي يسيطر عليه، بحكم شبه ذاتي تحت إدارته. ويتكون التحالف من قوات كردية في معظمه، تعتبرهم تركيا وثيقي الصلة بالمسلحين الأكراد الذين تصفهم بأنهم "جماعة إرهابية". وكان الجيش التركي قد شنّ عدة عمليات عسكرية وتوغلات في سوريا. ويعدّ هذا من بين أسباب تعهّد واشنطن بالإبقاء على القوات الأميركية في شمال شرق سوريا في مواجهة التدخلات التركية والضربات الجوية كما حدث في العراق. وكانت واشنطن في سنة 2019  بدأت سحب قواتها من المناطق السورية الواقعة على الشريط الحدودي مع تركيا، ما اعتبر حينها تخلّي الأميركيين عن حليفهم الكردي. لكن عادت في سنة 2020 و عزّزت وجودها العسكري في شمال شرق سوريا من الناحيتين الجوية والبرية، في خطوة أردت من خلالها واشنطن تبليغ رسالة لروسيا بعدم الدخول في "استفزازات جديدة" بعد وقوع احتكاكات بين قوات الطرفين.

مشاركة :