المشاع الإبداعي على الإنترنت - عبدالله مغرم

  • 12/6/2015
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

المشاع الإبداعي (Creative Commons) هو المنفذ القانوني الذي يتيح للأفراد ومطوري المحتوى استخدام المصنفات الفكرية والإبداعية من مقاطع بصرية وصوتية وصور فوتوغرافية وأي أعمال إبداعية أخرى بشكل مجاني تحت تراخيص محدده يحددها صاحب العمل الإبداعي، حيث نجح لورانس ليسيغ، هال أبيلسون، واريك الدريد في العام 2001 من إطلاق منظمة غير ربحية تهدف إلى توفير محتوى إبداعي يمكن استخدامه بشكل مجاني. لقيت الفكرة اهتماماً كبيراً من المبدعين والمشاهير الذين يرغبون في إيصال أعمالهم وأفكارهم للعالم، وتفاعلت مع الفكرة الشركات التقنية والتعليمية، فعلى المستوى التقني انخرطت يوتيوب لمكافحة انتهاكات الملكية الفكرية بإضافة خدمة المشاع الإبداعي عبر خدمة مونتاج الأفلام على الموقع (Video Editing) وعقدت شراكات مع عدد من وسائل الإعلام لإضافة المحتوى تحت النطاق، ونجحت في إضافة ملايين الصور والمقاطع البصرية والصوتية للاستخدام المجاني ولأغراض تجارية كذلك. بينما تعليمياً تقدم العديد من الجامعات الرائدة حول العالم دورات مجانية عبر الإنترنت وفي مجالات متنوعة ومنها جامعة هارفارد وستانفورد ومعهد MIT التقني، وبعض الجامعات تحضر استخدام المحتوى لأغراض تجارية. زاد من انتشار النطاق وتطوره انخراط الحكومات في مثل هذه الخدمة فعلى سبيل المثال يتيح البيت الأبيض عبر نطاق الحكومة الأميركية تحميل صور الرئيس الأميركي وكذلك الاطلاع على أي محتوى يرغب البيت الأبيض بنشره مع العالم، بينما تتيح الحكومة البريطانية ضمن نطاق المشاع الإبداعي 50 ألف صورة أرشيفية تشمل تاريخ العاصمة البريطانية لندن والحركة الثقافية والفنية وغيرها. بالنسبة لنا وبحسب اطلاعي عبر الإنترنت لا يوجد نطاق للمشاع الإبداعي للقطاع العام، والمحتوى المتوفر تحت ذات النطاق عبر موقع اليوتيوب متواضع في أغلبه. لذلك لابد من تطوير نطاق وطني للمشاع الإبداعي على أن تشارك في تغذيته وزارة الثقافة والإعلام والمؤسسات الثقافية السعودية كالهيئة العامة للسياحة والآثار ودارة الملك عبدالعزيز والجمعية السعودية للثقافة والفنون، وعلى أن يُعرض من خلاله الحرمان الشريفان وتاريخ المملكة وثقافتها وتراثها وآثارها وبالطبع الفنون البصرية، إضافة إلى أهم المشروعات التنموية، كل ذلك سيسهل على العالم معرفتنا بشكل أفضل، وسيتيح لمطوري المحتوى والبعثات الدبلوماسية والطلبة في الخارج وغيرهم إنتاج أفلام لتعريف الآخر بنا، والأهم من كل ذلك إتاحة الفرصة للعالم للاطلاع على السعودية من الداخل.

مشاركة :