الميليشيات الشيعية عقبة أمام تحرير سوريا من «داعش»

  • 12/6/2015
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أدلى علي الفونه الخبير في الشؤون الإيرانية بشهادته، الأسبوع الماضي، أمام لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي عن الدور الإيراني في الأزمة السورية، ووصل إلى مجموعة استنتاجات هي خلاصة ما تتبناه السعودية منذ بداية الأزمة إلى الآن. لا بل زاد عليها أن المصالح الإيرانية تتعارض وبشدة مع المصلحة الأميركية في هذا الملف تحديدًا، وتشكل خطرًا على الأمن القومي الأميركي، وهذا ما لا تريد هذه الإدارة الأميركية أن تفهمه. نبه السيد فونه لجنة الشؤون الخارجية إلى أن من تجتمع معه وزارة الخارجية الأميركية من الجانب الإيراني، سواء كان روحاني رئيس الجمهورية أو كان ظريف وزير الخارجية، لا يملك أوراق الملف السوري، وليس له أي تأثير في صناعة القرار في هذا الملف في الداخل الإيراني، ولا يملك صلاحية التفاوض، فالملف لدى خامنئي مباشرة، وهو الوحيد الذي يملك «حق» التفاوض من أجله داخل إيران، أما من يستمع لهم في هذا الشأن، فهم قادة الحرس الثوري الإيراني المتشدد فقط، وليس الدبلوماسية الإيرانية. الحرس الثوري الإيراني يملك موقعًا على الأرض السورية، ويقود ميليشيات يبلغ قوامها 20 ألف مقاتل بينهم إيرانيون وأفغان وباكستانيون وعراقيون ولبنانيون، مات منهم حتى نوفمبر (تشرين الثاني) 2015 ما يزيد على 200 إيراني من كبار الضباط، وعرض الفونه أسماء ورتب القتلى الإيرانيين، وكذلك الباكستانيون، الذين قتل منهم 33، والأفغان وقتل منهم 178. ثانيًا فتح الخبير الإيراني نافذة جديدة على أحد أهم الأسباب لتدفق اللاجئين السوريين إلى أوروبا، وهو أن دخول القوات الأجنبية غير العربية للأراضي السورية أثار الرعب بين الأهالي، والأمر لا يقتصر هنا على المنضوين تحت قيادة «داعش» من المقاتلين الأجانب، إنما أيضًا المنضوين تحت القيادات الإيرانية كالجنرال محمد علي جعفري وسليمان القاسمي وحسين حمداني الذي قُتل أخيرًا، فهؤلاء قدموا من دول رعوية كالأفغان والباكستانيين وليسوا عربًا، بل شيعة أجانب وجدوا وسط غالبية سنية وجاءوا كمقاتلين بدعاوى وفتاوى دينية، وجودهم أثار الرعب بدرجة لا تقل عما أثارته قوات «داعش» بين السوريين. وساهم في فرار الأسر والعوائل السورية من مناطق تسيطر عليها هذه القوات تحت القيادات الإيرانية. ثالثًا أكد أن القضاء على «داعش» لن ينهي النزاع في سوريا في حال بقاء هذه القوات الأجنبية بل سيؤججه، وهذه عقبة كبيرة تقف أمام مستقبل سوريا، أما عن الحاضر فهذه القوات الإيرانية أصبحت باتفاق الجميع العقبة التي تحول بين الفصائل السورية وقوامهم 70 ألف مقاتل و«داعش»، ففصائل المعارضة السورية لن تتقدم خطوة ما لم يضمنوا عدم وجود قوات إيرانية تحتفظ بالأراضي التي يحررونها هم. ما قاله علي الفونه هو القناعة ذاتها التي كانت وما زالت السعودية متمسكة بها لإنهاء الأزمة السورية، وهي القناعة التي بدأت تصل إلى بقية من سيحضر اجتماع نيويورك المقبل، ومنهم رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون ومن بعده وزير الخارجية الأميركي جون كيري، الذي أقر بأنه لا يمكن القضاء على «داعش» دون قوات برية سورية بالدرجة الأولى. والقوات البرية السورية لن تقاتل «داعش» ما لم يخرج الأسد والقوات الإيرانية من سوريا، وهذا ما يجب أن تقتنع به روسيا الآن. صيغ التسويات السياسية روسية كانت أو أوروبية لا يمكن أن تقفز على هذه الوقائع، وهذا ما تمسكت به السعودية منذ خمس سنوات إلى اليوم وثبت صحته. ومحاولات روسيا إضعاف الفصائل عن طريق القصف الجوي لفرض التسوية دونها لن تجدي، فأنت تتحدث عن شعب ثار على نظامه وليس عن فصائل متقاتلة فحسب، وأيًا كانت القوات الأجنبية التي ستنزل، فإنها لن تعرف الأرض كأصحابها. سوريا بحاجة إلى «دولة» مركزية وجيش نظامي له قبول في هذه المساحة الشاسعة والمتاخمة لتركيا والسعودية والأردن والعراق، وشئنا أم أبينا، متاخمة لإسرائيل، والأسد لم يعد قادرًا على قيادة مثل هذه «الدولة»، أما الوجود الإيراني والروسي فلا يمكن أن يستمر في سوريا، كلاهما يعد احتلالاً بالنسبة للشعب السوري، وكلما أسرع المجتمع الدولي في الوصول لهذه القناعة، أمكنه القضاء على «داعش» أسرع.

مشاركة :