تحليل إخباري: التوتر في القدس يفاقم حالة عدم الاستقرار الحكومي في إسرائيل

  • 4/18/2022
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

يرى مراقبون إسرائيليون أن تجدد التوتر في المسجد الأقصى ومدينة القدس سيفاقم من حالة عدم الاستقرار التي يعانيها التحالف الحكومي الهش في إسرائيل. وأصيب ما لا يقل عن 19 فلسطينيا وسبعة إسرائيليين بجروح اليوم (الأحد) في عدة حوادث داخل المسجد الأقصى وفي محيطه. وجاءت الصدامات بعد يومين فقط من إصابة نحو 150 فلسطينيا في اشتباكات مع قوات الشرطة الإسرائيلية في الحرم القدسي. وفي ساعة مبكرة من صباح اليوم، وقعت صدامات بين الشرطة والفلسطينيين المتواجدين داخل المسجد الأقصى بعد أن دخلت الشرطة لتمهيد الطريق أمام المستوطنين للدخول إلى الحرم القدسي. وفرقت الشرطة الفلسطينيين من باحات المسجد، فيما بقي العشرات بداخله وهتفوا "الله أكبر"، بحسب بيان صادر عن الشرطة. وقالت الشرطة إنها دخلت المكان لإزالة الحجارة والحواجز الأخرى التي خزّنها "مئات" الفلسطينيين طوال الليل على الرصيف، مشددة على أنها "ملتزمة بتسهيل حرية العبادة لليهود والمسلمين". ووفقا للشرطة، تم القاء القبض على أربعة فلسطينيين مشتبهين بقذفها بالحجارة و14 آخرين بتهمة "أعمال شغب" في المسجد الأقصى. وأعلنت القائمة العربية الموحدة، إحدى مكونات الائتلاف متعدد الأطياف اليوم، تجميد عضويتها في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي وفي الكنيست (البرلمان) بشكل مؤقت على إثر الأحداث التي وقعت في المسجد الأقصى على مدار الأيام الثلاثة الماضية. وقال بيان صادر عن القائمة العربية الموحدة التي تمتلك أربعة مقاعد في البرلمان المؤلف من 120 مقعدا، إنها قررت تجميد عضويتها في الائتلاف الحكومي الإسرائيلي والبرلمان بعد اجتماع مجلس شورى الحركة الإسلامية. وأضاف البيان أن القرار جاء على ضوء "مواصلة الاحتلال عدوانه على القدس والمسجد الأقصى المبارك، وخيبة الأمل من تعامل الحكومة الإسرائيلية مع ملف القدس والأقصى". وأوضحت القائمة أن هدف دخولها إلى الائتلاف الحكومي كان "تحقيق مصالح المجتمع العربي والبحث عن حلول لقضاياه العديدة وتعزيز قوة وشرعية التمثيل العربي في الساحة السياسية في إسرائيل". ويرى مراقبون إسرائيليون أن مثل هذه الخطوة ستؤدي إلى تفاقم الوضع غير المستقر بالفعل لحكومة رئيس الوزراء نفتالي بينيت ووزير الخارجية يائير لابيد وزيادة الخوف من انسحاب المزيد من الشخصيات خاصة في حزب (يمينا). وكان ائتلاف بينيت قد فقد أغلبيته الضئيلة قبل نحو عشرة أيام بعد أن انسحبت النائبة من حزب (يمينا) عيديت سليمان من الائتلاف مما أفقده أغلبيته البرلمانية، وأصبح قريبا من حافة الانهيار. وقال الكاتب الإسرائيلي عميت سيغال إن تصعيدا آخر في القدس سيجبر رئيس القائمة العربية الموحدة منصور عباس على الانسحاب من الائتلاف الحكومي الاسرائيلي. وفي ظل تعليق أنشطة البرلمان الذي كان قد خرج في مارس الماضي إلى عطلة الربيع التي تستمر لعدة أسابيع (تنتهي في 8 مايو المقبل)، لن تكون هناك قيمة عملية لقرارات "الموحدة" بالتجميد المؤقت لعضويتها في الائتلاف والكنيست. وأضاف سيغال في حديث مع وكالة أنباء ((شينخوا)) "إذا هدأت الأحداث سيحاول منصور استيعاب الأمور، ولحسن حظ بينيت فإن التصعيد الأمني حدث في فترة إجازة الكنيست". وفي سياق متصل، أرسل مازن غنايم النائب عن القائمة العربية الموحدة رسالة إلى بينيت، يحذر فيها من أنه سيستقيل من التحالف إذا استمرت الصدامات في الأقصى. وكتب غنايم في الرسالة التي أطلعت ((شينخوا)) على نسخة منها، "إذا لم يتم وقف نشاط القوات الأمنية في المسجد الأقصى على الفور، فأنا أعتبر نفسي لست عضوا في التحالف". وأضاف أن "الحكومة التي تسمح بمثل هذه الأعمال داخل أسوار المسجد الأقصى ليس لها الحق في الوجود". وقالت الكاتبة والمحللة السياسية دافنا ليئال إنه "بعد أن نجح رئيس الوزراء في تهدئة المشاعر داخل حزبه واستقرار الحالة السياسية، يأتي تمرد داخلي من القائمة العربية الموحدة مع تهديد واضح". وأضافت ليئال لوكالة ((شينخوا)) أن هذه الخطوة (تهديد غنايم وتجميد القائمة العربية لعضويتها في البرلمان) هي "خطوة دراماتيكية في وضع ائتلاف مكون من 60 عضوا وشبه مشلول، ويجب أن نتذكر أن الائتلاف في وضع صعب أيضا إذا انسحب شخص آخر فإن كل شيء سينهار". ويعتبر المسجد الأقصى نقطة ساخنة ومقدسة لكل من المسلمين واليهود، ويقع في شرق مدينة القدس، وهي منطقة احتلتها إسرائيل مع باقي الضفة الغربية في حرب عام 1967 في الشرق الأوسطـ، وضمتها بعد ذلك بوقت قصير في خطوة لم يعترف بها معظم المجتمع الدولي. وتصاعدت التوترات خلال الأسابيع الماضية مع تزامن شهر رمضان المبارك وعيد الفصح اليهودي. واندلعت أول أمس الجمعة، صدامات عنيفة بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين في المسجد الأقصى أدت إلى إصابة أكثر من 150 فلسطينيا، واعتقال أكثر من 300 شخص. وعادة ما كان التوتر في المسجد الأقصى سببا لكثير من جولات التصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين. ورأت الكاتبة الإسرائيلية موران أوزلاي أن النظام السياسي يقول إن استمرار الشراكة مع منصور عباس يعتمد على عوامل خارجية أخرى مثل القدرة على تهدئة الاضطرابات على الأرض. وأضافت أزولاي لـ ((شينخوا)) أن "الأحداث الأمنية التي حدثت صباح اليوم في محيط المسجد الأقصى بالقدس تجعل من الصعب استمرار الشراكة". وأوضحت أزولاي أنه خلال الأيام المقبلة سيستغرق التحالف وقتًا لمحاولة تهدئة الجبهات المختلفة، بهدف توفير الهدوء لعباس داخل حزبه ومن ناحية أخرى إتاحة مجال أكبر للمناورة على الجانب الأيمن من التحالف - أي اليمينيون - وبعضهم غير راضين عن الوضع الحالي. ولفتت أزولاي إلى أن هذا الوضع قد يزعزع التحالف قريبا ويضع بينيت ولابيد مع أحد أصعب التحديات التي يواجهها الائتلاف منذ تشكيله. وعاشت إسرائيل فترة من الشلل السياسي من 2019 وحتى يونيو 2021 بعد نجاح بينيت وزعيم حزب (يوجد مستقبل) يائير لابيد، في تشكيل حكومة ائتلاف متعددة الأطياف تضم حزبا عربيا لأول مرة في تاريخ إسرائيل.

مشاركة :