يمضي النازحون السوريون في مخيمات إدلب شمال غربي سوريا، شهر رمضان هذا العام أيضا بين براثن الفقر وغلاء المعيشة وغياب المساعدات الإنسانية. ويعاني اللاجئون والنازحون الذين اضطروا لترك أماكنهم والهجرة أو النزوح إلى مناطق أخرى بسبب هجمات نظام الرئيس السوري بشار الأسد وداعميه، من ظروف قاسية في المخيمات ويحتاجون لمساعدات عاجلة. وقال أحمد أبوعمر الذي يعيش في مخيم كفر عروق بإدلب، بعد أن فر من ريف حماة الغربي بسبب هجمات نظام الأسد، إن خيمته لا يوجد بها حتى الاحتياجات الأساسية، وإنهم يمضون شهر رمضان في فقر مدقع ويحتاجون إلى كل شيء ضروري للمعيشة. وأضاف أنه كان يعيش حياة جيدة قبل أن يضطر للهجرة، وأنهم كانوا يمضون رمضان في السابق وهم أكثر سعادة. يتوزع في شمال غرب سوريا 1193 مخيما للنازحين، وتؤوي أكثر من مليون نازح سوري وفقا لتقارير صحافية وتابع “لا يوجد لدي أي مال ولا أجد أي عمل. أصبحنا غير قادرين على شراء كيلوغرام واحد فقط من البطاطس، ولا يمكننا شراء احتياجاتنا الأساسية. يمكننا الذهاب للطبيب ولكن لا يمكننا شراء الأدوية من الصيدليات”. وأما النازحة أم أحمد فقالت إن خيمتهم لا يوجد بها أي طعام، وإنها تجمع الأعشاب من الجبل وتطبخها حتى يمكنها البقاء على قيد الحياة. وأضافت أم أحمد “نعيش حياة صعبة للغاية في المخيم. لا يوجد لدينا أي شيء. أنا امرأة مسنة ولا بد أن أحصل على الغذاء الكافي”. ويقول محمد ماهر أحد النازحين إن الظروف في المخيم صعبة للغاية وإن هناك فرقا شاسعا بين شهر رمضان في المخيم وشهر رمضان الذي كان يقضيه في قريته قبل أن يضطر للهجرة. وأشار ماهر إلى ارتفاع أسعار السلع وتدهور الوضع المادي لكل من يعيش في المخيم، إضافة إلى غياب المساعدات الإنسانية. وزاد “حالتنا المادية صعبة للغاية. نرغب في شراء ملابس جديدة للأطفال في العيد، ولكن ليس لدينا أي نقود. كما لا يمكننا شراء احتياجاتنا الأساسية. ولكن نحمد الله على كل شيء”. واتفقت تركيا وروسيا وإيران خلال اجتماعات أستانة عام 2017 على إنشاء 4 مناطق لخفض التصعيد في مناطق سيطرة النظام السوري. وواصل النظام السوري وروسيا والميليشيات هجماتهم واستولوا على 3 من مناطق خفض التصعيد الأربعة. وفي سبتمبر 2018 توصلت تركيا وروسيا إلى اتفاق حول مذكرة تفاهم إضافية لتعزيز وقف إطلاق النار، إلا أن النظام كثف هجماته على إدلب في 2019. وفي الخامس من مايو عام 2020 توصلت موسكو وأنقرة إلى اتفاق جديد لوقف إطلاق النار في إدلب. الأوضاع في المخيمات تزداد صعوبة، خاصة مع وجود أطفال مرضى بحاجة إلى الرعاية الصحية، بالإضافة إلى قلة الغذاء والدواء وفي الفترة بين 2017 و2020 وصل عدد الفارين من هجمات النظام السوري إلى 2 مليون مدني نزحوا إلى الأماكن القريبة من الحدود التركية. وتزداد الأوضاع في المخيمات صعوبة، خاصة مع وجود أطفال مرضى بحاجة إلى الرعاية الصحية، بالإضافة إلى قلة الغذاء والدواء، وانخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء. ويتوزع في شمال غرب سوريا 1193 مخيما للنازحين، وتؤوي أكثر من مليون نازح سوري حسب فريق “منسقو استجابة سوريا” العامل في مناطق سيطرة المعارضة، وفقا لتقارير صحافية. وفقا لدراسة أحوال النازحين المعيشية في المخيمات أجراها ناشطون سوريون مؤخرا، قال الناشط بكار الحميدي أن 70 في المئة من النازحين السوريين في مخيمات الشمال السوري يعيشون تحت خط الفقر، نظرا لتراجع حجم المساعدات الإنسانية من المنظمات الدولية والمحلية، خلال العامين الماضيين، بالإضافة إلى قلة توافر فرص العمل في المجالات الصناعية والزراعية. وأضاف، أن هذه النسبة شملت أعداد المخيمات العشوائية والتي بلغت نحو 450 مخيما عشوائيا يقطنها حوالي 250 ألف نازح، تم إنشاؤها على مساحات مستوية، غير مجهّزة بمجاري وقنوات صرف صحي. واحتلت سوريا المرتبة الثالثة ضمن قائمة الدول الأكثر هشاشة عالميا لعام 2021، بحسب تصنيفات دولية.
مشاركة :