رغم المهلة الروسية.. جنود أوكرانيون يرفضون الاستسلام في ماريوبول مع قرب سقوط المدينة بالكامل

  • 4/18/2022
  • 00:00
  • 5
  • 0
  • 0
news-picture

كييف- رويترز تحدى جنود أوكرانيون متحصنون في ماريوبول مهلة روسية لإلقاء أسلحتهم والاستسلام أمس في المدينة الواقعة جنوب شرق البلاد والتي قالت موسكو إن قواتها تسيطر عليها بالكامل تقريبا، وستكون بذلك أول مدينة كبرى تسقط في أيدي القوات الروسية في الحرب المستمرة منذ نحو شهرين. وقال رئيس الوزراء الأوكراني دنيس شميهال اليوم إن القوات المتبقية في مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية ما زالت تقاتل وتواصل رفع راية التحدي لمطلب روسي بالاستسلام كان موعده بحلول الفجر. وأبلغ شميهال برنامج (هذا الأسبوع) الذي تبثه شبكة (إيه.بي.سي) التلفزيونية "المدينة لم تسقط بعد"، مضيفا أن الجنود الأوكرانيين يواصلون السيطرة على بعض أجزائها. وقال شميهال "لذلك لا سيطرة كاملة" من جانب القوات الروسية على ماريوبول. وقالت روسيا إنها سيطرت على المناطق الحضرية في المدينة ولم يبق سوى بعض المقاتلين الأوكرانيين في مصنع آزوفستال للصلب المطل على بحر آزوف. وإذا تأكدت سيطرة روسيا على المدينة الساحلية، الميناء الرئيسي في منطقة دونباس جنوب شرق البلاد، فستكون أول مدينة أوكرانية كبرى تسقط منذ بدء الغزو وستشكل مكسبا استراتيجيا لموسكو إذ تربط الأراضي التي تسيطر عليها في دونباس بشبه جزيرة القرم التي ضمتها في 2014. وبعد فشله في التغلب على المقاومة الأوكرانية في الشمال منذ بدء الغزو الذي أمر به الرئيس فلاديمير بوتين في 24 فبراير، أعاد الجيش الروسي التركيز على منطقة دونباس في شرق البلاد مع مواصلة الضربات بعيدة المدى على مناطق أخرى من أوكرانيا بما فيها العاصمة كييف. وفر نحو أربعة ملايين أوكراني من البلاد وتحولت مدن إلى حطام وقتل الآلاف منذ بدء الغزو. وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على حسابه على تيليجرام "المحتلون سيكونون مسؤولين عن كل ما فعلوه في أوكرانيا" ونشر صورا للدمار في بلاده وشبهه "بالأوقات المروعة" للحرب العالمية الثانية. وعبر البابا فرنسيس عن أسفه خلال خطاب في ساحة القديس بطرس بسبب "عيد قيامة الحرب" وناشد بإنهاء إراقة الدماء وانتقد روسيا ضمنيا. وقال "فليحل السلام على أوكرانيا التي مزقتها الحرب والمنهكة للغاية من العنف والدمار الذي تسببت فيه الحرب القاسية التي لا منطق فيها والتي انجرت إليها". وشكر البابا من استقبلوا اللاجئين من أوكرانيا. واتهم زيلينسكي روسيا "بمحاولة القضاء عمدا على الجميع" في ماريوبول وقال إن حكومته على اتصال بالمدافعين عن المدينة الساحلية. وأصبح مصنع آزوفستال، وهو واحد من أكبر مصانع التعدين في أوروبا ويوجد به العديد من المباني وأفران صهر المعادن وخطوط السكك الحديدية، ملاذا أخيرا للمقاتلين الأوكرانيين الذين تفوقهم القوات الروسية عددا. وقالت وزارة الدفاع في بيان "تعرض القوات المسلحة الروسية على مقاتلي الكتائب القومية والمرتزقة الأجانب وقف أي أعمال قتالية وإلقاء السلاح بدءا من الساعة 6 صباحا (بتوقيت موسكو) في 17 أبريل 2022". وذكرت أن "كل من يلقي سلاحه سينجو بحياته"، مضيفة أن المدافعين يمكن أن يغادروا المصنع بحلول الساعة العاشرة صباحا بدون أسلحة أو ذخيرة. ولم يعرف كم عدد الجنود الموجودين في مصنع الصلب. وأظهرت صور بالأقمار الصناعية ألسنة لهب ودخان يتصاعد من المنطقة التي تنتشر فيها الأنفاق. وأكد زيلينسكي أن قتل قواته سينهي جهود السلام. وقالت روسيا إن أوكرانيا خسرت أكثر من أربعة آلاف جندي في ماريوبول حتى أمس الأول السبت. وتقول كييف إن ما يتراوح بين 2500 و3000 جندي قتلوا حتى الآن في الحرب في البلاد بأكملها. ولم يتسن التأكد من الأرقام الصادرة عن الجانبين. وتصف روسيا تحركها في أوكرانيا بأنه "عملية عسكرية خاصة" تهدف إلى نزع سلاح البلاد وتطهيرها ممن تعتبرهم قوميين خطرين مدعومين من حلف شمال الأطلسي الذي له أغراض توسعية. ويتهم الغرب وكييف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشن اعتداء غير مبرر. وفي مناطق أخرى في أوكرانيا، أفادت تقارير بضربات روسية متفرقة حول المراكز الرئيسية. وذكرت وسائل إعلام محلية أن انفجارا وقع في العاصمة كييف لكن نائب رئيس بلدية العاصمة، ميكولا بوفوروزنيك، قال إن أنظمة الدفاع الجوي أحبطت هجمات روسية. وقال رئيس بلدية بروفاري القريبة من كييف إن هجوما صاروخيا ألحق أضرارا بالبنية التحتية. وقالت روسيا إنها دمرت مصنعا للذخيرة قرب العاصمة وفقا لما نقلته وكالة الإعلام الروسية. وفي الأثناء، قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك إنه لم يتم التوصل لاتفاق مع روسيا بشأن القوافل الإنسانية لإجلاء المدنيين من المناطق المتضررة من الحرب. وقالت في حسابها على تيليجرام "لم نتمكن من الاتفاق ... بشأن وقف إطلاق النار على ممرات الإجلاء. لهذا السبب للأسف لن نفتح ممرات إنسانية". وأضافت أن السلطات الأوكرانية طلبت فتح ممرات إنسانية لإجلاء المدنيين والجرحى من القوات الأوكرانية من ميناء ماريوبول المحاصر. إلى ذلك، قال أوليه أوستينكو المستشار الاقتصادي للرئيس الأوكراني إن بلاده طلبت دعما ماليا بقيمة 50 مليار دولار من مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى كما تبحث أيضا إصدار سندات بعائد صفر بالمئة للمساعدة على تغطية عجز في الميزانية مرتبط بالحرب على مدى الأشهر الستة المقبلة. وأضاف أوستينكو للتلفزيون الأوكراني إن تلك الخيارات محل نقاش جدي.

مشاركة :