انتهت مهلة الإنذار الروسي للقوات الأوكرانية في ماريوبول بالاستسلام أو الموت ظهر أمس، دون أي استسلام جماعي، لكن قائدا لإحدى الوحدات التي يُعتقد أنها صامدة في المدينة المحاصرة قال إن قواته يمكنها البقاء لأيام أو ساعات فقط. ويحاول آلاف الجنود الروس بدعم من القصف المدفعي والصاروخي التقدم في أماكن أخرى فيما يسميه المسؤولون الأوكرانيون معركة دونباس، وهي محاولة من موسكو للاستيلاء على منطقتين في الشرق لحساب الانفصاليين. وفي مقطع فيديو، طلب قائد اللواء 36 من مشاة البحرية الأوكرانية، وهو من بين آخر الوحدات التي يُعتقد أنها صامدة في ماريوبول، مساعدة دولية للخروج من الحصار. وقال الميجر سيرهي فولينا في المقطع الذي نشر على فيسبوك: «هذه مناشدتنا للعالم، قد تكون الأخيرة، ربما لم يبق أمامنا سوى أيام أو ساعات قليلة». وأضاف: «وحدات العدو أكبر بعشرات المرات من وحداتنا، ولهم الغلبة في الجو والمدفعية والقوات البرية والعتاد والدبابات». وفي السياق، كشف مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأميركية «البنتاجون» عن أن القوات الروسية أدخلت 4 كتائب جديدة إلى الأراضي الأوكرانية، وهي من القوات التي تمّ إعادة تجهيزها. وأضاف أن القوات الروسية تعمل الآن أكثر من قبل على تنسيق العمليات الجوية والبرية، مشيراً إلى أن هذا ما فشلت في فعله خلال معركة كييف وتشيرنييف. وقال: إن القوات الروسية تركّز هجومها الحالي في منطقة شرق وجنوب «ايسييوم»، لافتاً إلى أنها ضربت القوات الأوكرانية في هذه المنطقة وتحاول وصل المحور من ايسييوم إلى ماريوبول التي كثفت القصف عليها. وأفاد تقييم استخباراتي لوزارة الدفاع البريطانية، بشأن التطورات في أوكرانيا، أمس، بأن الوجود العسكري الروسي في شرق أوكرانيا مستمر في التزايد، مع اشتداد حدة القتال وسعي القوات الروسية لاختراق الدفاعات الأوكرانية. ورجح التقييم أن يظل النشاط الجوي الروسي في شمال أوكرانيا متراجعاً كما هو منذ الانسحاب من شمال كييف. إلى ذلك، قالت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك: إنّ خطة الممرّ الإنساني لإجلاء المدنيين من ميناء ماريوبول المحاصر أمس، «لم تنجح»، متهمة الروس بخرق وقف إطلاق النار وقطع الطريق أمام الحافلات. وأضافت: «للأسف لم تنجح خطة ممر ماريوبول الإنساني كما كان مقرّراً»، بعد إعلان صباح أمس، عن اتفاق أولي مع روسيا بشأن هذا الممرّ، وهو الأول من نوعه منذ السبت الماضي. إلى ذلك، أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أنه لم يتلق مقترحات روسية بشأن إنهاء الحرب. وفي مؤتمر صحفي مع رئيس الاتحاد الأوروبي، شارل ميشيل، قال زيلينسكي في كييف أمس: «لم أسمع شيئا، لم أر شيئا، وأنا على قناعة بأنهم لم يسلمونا شيئا».