يلتقي ممثلون عن أبرز تيارات المعارضة السورية السياسية والعسكرية في العاصمة السعودية الرياض الثلاثاء، في محاولة للتوصل إلى رؤية موحدة قبيل الدخول في مفاوضات "محتملة" مع نظام الرئيس السوري بشار الأسد. للمرة الأولى منذ بدء النزاع السوري، يجتمع ممثلون عن التيارات المختلفة داخل المعارضة السورية والفصائل المقاتلة حول طاولة واحدة في الرياض الثلاثاء المقبل، للبحث عن رؤية موحدة يحملونها إلى مفاوضات محتملة مع النظام. ويبدو المكون الكردي الغائب الأبرز، لعدم تلقيه أي دعوة للمشاركة. وتستضيف السعودية، الداعمة للمعارضة التي تقاتل النظام السوري، اللقاء في إطار توصيات مؤتمر فيينا حول سوريا، والذي انعقد في 30 تشرين الأول/أكتوبر بمشاركة 17 دولة بينها الولايات المتحدة وروسيا وإيران والسعودية، في غياب ممثلين عن النظام السوري والمعارضة. الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية أبرز مكونات المعارضة السورية في الخارج ومن المقرر أن يرسل 20 ممثل عنه الى مؤتمر الرياض. يضم الائتلاف عددا من الشخصيات والأحزاب والمكونات العرقية المتنوعة، وممثلين عن عدد من الفصائل العسكرية، لكنه يتهم برغم ذلك بأنه لا يمثل كافة الفصائل المقاتلة الفاعلة على الأرض. تأسس الائتلاف في تشرين الثاني/نوفمبر 2012 في الدوحة، بموجب اتفاق بين المجلس الوطني السوري وقوى معارضة أخرى. وحظي باعتراف رسمي من أكثر من 120 دولة في مؤتمر أصدقاء سوريا الذي استضافته مراكش نهاية 2012 بوصفه ممثلا وحيدا للشعب السوري. ويرأسه حاليا خالد خوجة المستقر في تركيا. وشارك الائتلاف مع وفد من النظام السوري في جولتي مفاوضات عقدت في نهاية 2013 ومطلع 2014 في جنيف بإشراف الأمم المتحدة، دون تحقيق أي تقدم. ويتمسك الائتلاف بشرط رحيل الأسد عن السلطة وبمقررات جنيف 1 الصادرة في 2012 والتي تنص على تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات تنفيذية كاملة. مؤتمر القاهرة انبثق عن لقاء استضافته القاهرة في شهر كانون الثاني/يناير الماضي بمشاركة معارضين من توجهات مختلفة. وجمع في حزيران/يونيو قرابة 150 معارضا يعيشون داخل سوريا وخارجها، بينهم قوى كردية. ومن أبرز مؤسسيه المعارض البارز هيثم مناع. وقال مناع إن عشرين شخصية سيمثلون هذا التجمع في الرياض. وشارك ممثلون عن هذا التجمع في لقاءات استضافتها موسكو في وقت سابق، ويقدم نفسه كبديل عن الائتلاف المعارض، ويعتبر أن لا مكان للأسد في مستقبل سوريا. هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديمقراطي تأسست في 2011 وتضم أحزابا قومية ويسارية وكردية وشخصيات وطنية، أبدت رفضها للتدخل الخارجي في سوريا منذ اندلاع النزاع. ومع أنها تعد من أبرز مكونات المعارضة المقبولة من النظام، تعرض عدد من قيادييها للاعتقال في السنوات الثلاث الماضية، أبرزهم عبد العزيز الخير ورجاء الناصر. وهي من القوى التي شاركت في لقاءات استضافتها موسكو في العامين 2014 و2015. وبحسب المنسق العام حسن عبد العظيم، ستشارك هيئة التنسيق في مؤتمر الرياض بعد تلقيها دعوة. ولم يتضح ما إذا كانت مكونات أخرى من معارضة الداخل، كـتيار بناء بناء الدولة السورية الذي يرأسه المعارض لؤي حسين والجبهة الشعبية للتغيير والتحرير برئاسة قدري جميل، قد تمت دعوتها للمشاركة في هذا المؤتمر. معارضون مستقلون من المرجح ان تتم دعوة مجموعة من الشخصيات المعارضة المستقلة، وبينها ناشطون ورجال أعمال لكن أسماءهم لم تعلن بعد. الفصائل المسلحة من المتوقع مشاركة 15 ممثلا عن الفصائل المقاتلة في مؤتمر الرياض، وفق مصدر سياسي معارض. لكن التفاصيل حول هوية هذه المجموعات لا تزال غامضة. وأكد جيش الإسلام، الفصيل المسلح النافذ في ريف دمشق، تلقيه دعوة للمشاركة في اجتماع الرياض، من دون أن يعلن إذا كان ينوي تلبية هذه الدعوة أم لا. ومن المرجح أن تكون الجبهة الجنوبية، التي تتلقى دعما غربيا وتنشط في جنوب سوريا، في عداد الفصائل التي تمت دعوتها، إلا أنها لم تعلن ذلك رسميا. ورفضت حركة أحرار الشام، الفصيل الاسلامي (غير الجهادي) الأكثر نفوذا في سوريا، التعليق على تقارير نشرتها صحف سعودية حول دعوتها للمشاركة في مؤتمر الرياض. ولم يصدر عنها أي موقف رسمي بهذا الصدد. ويغيب حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وذراعه العسكري، وحدات حماية الشعب الكردية، عن الاجتماع على الرغم من الدور العسكري البارز الذي لعبته الوحدات ميدانيا في مواجهة تنظيم الدولة الإسلامية، بمساندة من الائتلاف الدولي بقيادة واشنطن. وأكدت مصادر كردية أن الحزب لم يتلق أي دعوة. ولم تتلق قوات سوريا الديمقراطية التي تضم فصائل كردية وعربية وتمكنت من طرد تنظيم الدولة الإسلامية من مساحات واسعة في شمال شرق سوريا في الشهرين الأخيرين أي دعوة للمشاركة في مؤتمر الرياض. فرانس24/ أ ف ب نشرت في : 06/12/2015
مشاركة :