«كينونة ناقصة» كتاب يطرح أحد عشر سؤالاً في قراءة الفلسفة

  • 4/19/2022
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

باستهلالٍ لافتٍ يُصدّر الدكتور عبدالله البريدي كتابه المعنون بـ «كينونة ناقصة» وعنوان آخر فرعي:أحد عشر سؤالاً في قراءة الفلسفة؛ يقول في الإهداء: أهدي هذا النص إلى أخي الإنسان: المفتقر المستغني ثم يشير في المقدمة إلى أهمية القراءة باعتبارها المحرّك الأكبر للتغيير الإيجابي والمحرض على الحَراك النهضوي الحضاري في أي مجتمع إنساني، ويمضي المؤلف مؤكداً على تلك الأهمية بقوله: القراءة لا تقلل من «الفجوة المعرفية» على المستوى الفردي والمجتمعي فحسب، بل تجهّزنا بقدرات كافية لاستغلال هذه المعرفة لتحقيق أهدافنا والوصول إلى مرامينا بأنجع وسيلة وأقلّ كُلفة، وهذا الأثر الإيجابي لا يتحقق بقراءات عابرة فاترة. الكتاب يمثّل تجربة الكاتب القرائية التي تجاوزت ثلاثة عقود هذا الكتاب يقرّب الفلسفة في سياق يتجاوز بنا ضيق التعاريف والممارسات الشكلانية والجامدة والخائبة، صوب سعة التوصيفات والمنهجيات والاستدلالات والمقاربات والتفلسفات المتألقة المتفاعلة مع الراهن والمستقبل. وكأنه يقول لنا: هذه الفلسفة، فلنفك شفرات قراءتها شفرة شفرة، ولنتبين مسارب تخصيبها. في هذا الكتاب، تجربة قارئ فلسفة لفترة تنيف على الثلاثين عاماً، فيقدم عصارتها ومستحلب فعالیتها تجاه الفلسفة قراءة وتثميرة؛ في قوالب تتجافى عن سذاجة الأدلة العملية، كما هي عادة بعض الكتب التطويرية التي تَصُفُّ باقة من التوجيهات المباشرة في رفوف:افعل، ولا تفعل، على أنه لا يغفل الجانب التطبيقي في سياق مقاربات تنظيرية أكثر عمقاً وتكاملاً، جاعلاً التنظير مؤثثاً للتطبيق، والتطبيق مُثمّراً للتنظير. وهذا الكتاب يصلح لفئات عديدة، ومن بينهم من قرأ في الفلسفة منذ وقت قریب، مع وجود قدر من الصعوبة أو الملل أو التشتت أو الغموض، وهو ملائم أيضاً لمن لم يقرأ البتة في الفلسفة، ويفكر في خوض غمارها، وقد يصلح أيضاً لمن قرأ في الفلسفة كثيراً، ورام أن يقارن تجربته بتجربة قرائية أخرى، مستكشفة نقاط التشابه والاختلاف، وجاعلاً من النص منصة للتحسين القرائي. يعارض الكتاب استبدادية الفلسفة، وينفي موتها، ويحاذر اختطافها، ويعرض لقوالبها: المتمردة والمؤمنة. الكتاب صادر عن مبادرة "ذات" لدعم المحتوى الفلسفي الذي تقوم عليه مؤسسة أدب. وهو ضمن مبادرة إثراء المحتوى إحدى مبادرات مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء". وقد جاء الكتاب في 400 صفحة حوى مقدمة وأحد عشر فصلاً هي: ما قبل القراءة؟ ما القراءة؟ ما الفلسفة؟ هل تحب الفلسفة؟ ولماذا نقرأ في الفلسفة؟ وماذا نقرأ في الفلسفة؟ وكيف نقرأ في الفلسفة؟ وكم نقرأ في الفلسفة؟ ومتى نقرأ في الفلسفة؟ أتؤثَّر الفلسفة على الدين؟ ما بعد القراءة/ الفلسفة؟ وقد وضع المؤلف في كل فصل مقاربة لسؤال رئيس من الأسئلة السابقة حول القراءة الفلسفية وكيفية تفعيل المقروء الفلسفي وتثميره على أن المعالجة التحليلية المعمقة اقتضت - كما يشير المؤلف- التشابك مع عشرات الأسئلة التفصيلية؛ بعضها أجاب عنها بقدر من التفصيل والتمثيل وبعضها خصّها برسائل مكثفة مكبسلة وبعضها الآخر اكتفى بطرحها ومشاكسة القارئ بها. ويرجو الكاتب في مؤلفه أن يعين الكتاب أمثال هؤلاء القُرّاء على استجلاء الصورة أكثر، وتكوين اتجاهات قرائية ملائمة لدى القارئ وفق مقاساته الفكرية وأذواقه الفلسفية، والظفر من ثم بخريطة قرائية واضحة بما يعظّم الانتفاع من المقروء الفلسفي وغيره.

مشاركة :