أثَّرت جدا في نفسي واقعةُ التعدي بالضرب الذي أدى إلى الموت في أحد المدارس السعودية بين طفلين، هي لم تكن الحادثةَ الأولى ولن تكون الأخيرة طالما تهيأت الظروف واجتمع وجود طفل عدواني مع إهمال من المدرسة وعدم وعي من الآباء في المنزل. الطفل العدواني ليس طفلا شقيا لديه اضطراب سلوكي فقط لا القصة ليست كذلك، فالعدوان سلوك يستهدف إلحاق الأذى أو الضرر بالآخرين وقد ينتج عنه إصابة إنسان أو حيوان أو إتلاف ممتلكات الغير. وعلى الأهل دور كبير لأن الطفل يتشكل من المنزل وتظهر بداية تعبيراته وكلامه وتصرفاته في المنزل قبل الخروج إلى المدرسة والمجتمع. وللعدوان أشكال متعددة فمنها العدوان اللفظي، والعدوان الجسدي والتعبيري والتخريبي والعدوان نحو الذات بأن يؤذي الطفل نفسه. لذا من المهم أن نحدد نوعَ عدوانية الطفل ونتعرف على أسبابها ونتحرك سريعا مع المختصين من أجل العلاج حتى لا يؤذي الطفل نفسه وغيره، فإن من يترك طفله يعادي الأطفال الآخرين في المدارس ويدخلون في صراعات فهم يؤذون أطفالهم أولا قبل أي أحد. فعلى الأسرة في البيت عدم تشجيع الطفل على السلوك العدواني باعتباره صورة من صور الدفاع عن النفس وعدم كبت طاقتهم الكامنة وتفريغها في مكانها الصحيح كممارسة الرياضة والهوايات. ضرورة التعامل بالشكل الصحيح مع السلوكيات السلبية من قبل الأسرة والمدرسة، وتجنب تعريض الأطفال للمثيرات العدوانية مثل مشاهد العنف في وسائل الإعلام. وأخيرا، إن الحزم مطلوب من جميع الأطراف حتى لا تتكرر المأساة مجددا.
مشاركة :