يحدث القولون العصبي عند حدوث خلل في وظيفة القولون، مما يؤدي إلى أعراض في الجهاز الهضمي وسوء في الهضم والإخراج، يمكن السيطرة عليه إذا تمت المتابعة مع الطبيب المختص، لذا حاور الخليج الطبي الدكتورة فاطمة العلوي استشاري الجهاز الهضمي والكبد بمركز الخليج الطبي والسكر. ما هو القولون العصبي؟ القولون العصبي يعتبر مرضا من الأمراض الحركية للجهاز الهضمي. ويكون عبارة عن متلازمة لمجموعة أعراض تخص الجهاز الهضمي منها ألم البطن، تغيير في عملية الخروج سواء على هيئة إسهال أو إمساك، أو اختلاط بين الاثنين. ما هي الأعراض؟ العارض الأساسي للقولون العصبي هو ألم غير محدد في منطقة البطن وأغلب المرضى يشتكون من الألم، إما قبل وإما بعد عملية التخريج أو بعد تناول أنواع معينة من الطعام. القولون العصبي مرض من الأمراض الحركية بمعنى أنه لا يوجد سبب عضوي للمرض. ما هي أسبابه؟ لا يوجد له سبب واحد واضح، ولكن هناك عدة عوامل يمكن أن تؤدي إلى متلازمة القولون العصبي وجميع المرضى لديهم زيادة في التحسس العصبي واضطراب بما يسمى بمحور العقل والجهاز الهضمي. بعض المرضى يصابون بأعراض القولون العصبي بعد نزلة معوية جرثومية (بكتيريا أو فيروس)، وبعض المرضى يكون عندهم زيادة في نسبة البكتيريا الضارة في الأمعاء بسبب بطء حركة الأمعاء، وفي هذه الحالات أساس الأعراض يكون اختلالا بين نسبة البكتيريا الضارة والنافعة في الجهاز الهضمي، ومن الممكن السيطرة على الأعراض من خلال علاج عدم توازن نسب البكتيريا. أغلب المرضى الذين يعانون من أعراض القولون العصبي لا يوجد عندهم مسببات واضحة ويكون الغذاء والتوتر أهم أسباب الأعراض. علاج هذه الفئة يعتمد على متابعة المريض مع أكثر من مختص للوصول إلى نظام غذائي صحي والسيطرة على الأعراض وتكون مدة العلاج أطول في هذه الحالات. هل هناك مضاعفات؟ وهل يؤدي الإهمال في العلاج إلى سرطان القولون؟ لا يوجد مضاعفات خطرة للقولون العصبي وإهمال العلاج لا يؤدي إلى أي أمراض عضوية أو خبيثة. هذا لا يمنع أن يصاب مريض القولون العصبي بأورام في القولون وتكون نسبة الخطورة والإصابة مماثلة تماما لعامة المجتمع من نفس الفئة العمرية، ولا يشكل القولون العصبي عاملا مسببا للأورام في هذه الحالات، ويخضع مرضى القولون العصبي للفحوصات الوقائية تماما مثل باقي أفراد المجتمع. يجب معرفة أن المضاعفات الوحيدة لإهمال العلاج هي استمرارية الألم والأعراض وانخفاض في جودة الحياة أو نمط الحياة. كيف يكون التشخيص؟ يكون تشخيص القولون العصبي عن طريق الاستبعاد وذلك بعد الكشف السريري وأخذ تاريخ المريض ليتمكن الطبيب من بناء تشخيص أولي وبالتالي طلب التحاليل والأشعة اللازمة للتأكد من خلو المريض من أمراض عضوية في الجهاز الهضمي. التحاليل والفحوصات تعتمد على عدة عوامل مثل مدة المرض، وجود بعض المؤشرات مقلقة مثل فقدان الشهية، فقدان الوزن، تغيير حديث في الأعراض مثل إسهال حاد أو إمساك حاد، وجود دم في البراز، أو تاريخ مرضي شخصي أو في العائلة يزيد من قابلية الإصابة بأمراض خبيثة في الجهاز الهضمي أو أن تكون أعراض حديثة في أشخاص من سن 45 فما فوق، يجب التوجه مباشرة لمناظير الجهاز الهضمي، منظار المعدة أو منظار القولون أو الاثنين، في حال وجود أحد من مؤشرات القلق المذكورة. في جميع الحالات الأخرى من الممكن الاكتفاء بتحاليل الدم والأشعة والتوجه للمناظير في حال وجود اختلال في نتيجة التحاليل أو أن لا يوجد استجابة لأول خطوة للعلاج. ما هي طرق العلاج؟ العلاج يعتمد بصورة كبيرة على العلاج الغذائي وتعديل نمط الحياة مثل ممارسة الرياضة بانتظام، السيطرة على التوتر مهمة جدا لتقليل حدة الأعراض وعلاج القولون العصبي، وبما أن الابتعاد التام عن التوتر أمر مستحيل، فإنه من الممكن ممارسة بعض العلاجات الذهنية التي تحد من نسبة التوتر مثل التأمل والتركيز الذهني، كما يحتاج المريض إلى أدوية خاصة في بعض الأحيان للسيطرة على الأعراض، ولكن أفضل النتائج تكون مع العلاج الغذائي وتغيير نمط الحياة إلى حياة صحية.
مشاركة :