الكبد هو أكبر أعضاء الجسم، والعضو الأساسي في المساعدة على هضم الأطعمة وتخزين الطاقة والتعامل مع الأدوية وإزالة السموم عن الجسم، وهو أعلى أعضاء الجسم نشاطاً، الا ان اكثر ما يرهقه على المدى البعيد هو تراكم الدهون، ما مدى خطورة ذلك هذا ما سوف نعرفه في الحوار التالي مع الدكتورة فاطمة العلوي استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد بمركز الخليج الطبي والسكر ما هو الكبد الدهني وما أسبابه؟ الكبد الدهني ببساطة يعني تكدس شحوم في الكبد، وجود الشحوم وحدها لا يعني ان الشخص كبده معرض للتلف، ولكن بقاء الدهون في الكبد فترة طويلة وعدم علاجه في مراحل مبكرة يؤدي الى مضاعفات وامراض مزمنة في الكبد. اغلب المصابين بالكبد الدهني يعانون من اضطرابات في الايض او مشكلة مقاومة الانسولين التي تكون اكثر عامل يؤثر على جميع مشاكل الايض مثل مرض السكر وارتفاع نسبة الدهون في الدم والسمنة المفرطة. من هم الأشخاص الأكثر عرضة؟ وهل هو مرض وراثي؟ أكثر الاشخاص عرضة للإصابة بدهون الكبد هم الاشخاص الذين يعانون من السمنة وخصوصا تكدس الدهون في منطقة الجذع او الخصر، الكبد الدهني يمكن أن يصيب الاشخاص اصحاب الوزن المعتدل في حالات قليلة وفي هذه الحالة يجب ان نتأكد من عدم وجود اعراض او عوامل لمقاومة الإنسولين. المرض ليس وراثيا ويعتمد بصورة اساسية على تغذية الشخص ونمط الحياة التي يعيشها. ما هي عوامل الخطورة؟ عوامل الخطر تحدث إذا استمر المريض من غير علاج، الكبد العضو الوحيد في جسم الإنسان الذي لديه القدرة على أداء وظائفه والتشافي حتى مع وجود عوامل مضرة، ولكن بعد فترة يصل الكبد الى مرحلة اللارجعة، وتبدأ مرحلة الالتهاب بسب تكدس الدهون. هذه المرحلة تعتبر عامل الخطورة وتؤدي الى ارتفاع انزيمات الكبد وتدريجيا الى تليف وتصلب الكبد وحدوث اورام خبيثة في الكبد. كيف يكون التشخيص؟ تشخيص الكبد الدهني يكون فقط بعد التأكد من خلو المريض من اسباب اخرى لارتفاع انزيمات الكبد واهمها التهابات الكبد الفيروسية وتعاطي الكحول، اغلب المرضى يكون لديهم متلازمة الايض او على الاقل احد الامراض التي تسبب اضطراب الايض مثل السكر من النوع الثاني، ارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، السمنة المفرطة وغيرها. يكون التشخيص عبر اجراء تحاليل الدم واشعة توضح وجود دهون على الكبد وفي حال تم تأكيد تشحم الكبد عن طريق الاشعة فوق الصوتية نرتب متابعة التشخيص والتحاليل على حسب حالة المريض. بعض المرضى يحتاجون اشعة خاصة او رنين لتأكيد مدى ضرر الكبد، نكتفي بالأشعة وتحاليل الدم في أغلب الحالات، ولكن فئة من المرضى يحتاجون أخذ عينة من الكبد لتصنيف مدى الضرر والحاجة إلى أدوية خاصة. ماذا عن طرق الوقاية والعلاج؟ طرق الوقاية هي نفسها طرق العلاج، الكبد الدهني أحد أمراض متلازمة الأيض والوقاية منها تعتمد على ممارسة نمط حياة صحي وبرنامج غذائي صحي. لا يوجد دواء واحد او علاج بالتحديد للكبد الدهني، اهم شيء معالجة باقي امراض متلازمة الايض او مقاومة الانسولين عند المريض، بمعنى معالجة داء السكري، وارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم، وارتفاع ضغط الدم والتأكد من استجابة المريض لعلاج هذه الامراض. بالنسبة للكبد بالتحديد اهم علاج هو ممارسة الرياضة وتنزيل الوزن. اثبتت الدراسات ان نزول الوزن بنسبة 10% ممكن ان يحمي الكبد من مضار التشحم حتى لو لم يصل المريض إلى الوزن المثالي. اتباع نمط حياة صحية والمحافظة على الوزن المثالي يمكن ان يعالج تشحم الكبد ويقلل من نسبة الالتهاب والتليف في جميع مراحل المرض، اغلب المرضى لا يحتاجون متابعة خاصة وفئة بسيطة فقط تحتاج علاجا تحت إشراف مختص في امراض الكبد.
مشاركة :