اقتحام الأقصى: خطوة لفرض التقسيم المكاني والزماني

  • 4/19/2022
  • 00:00
  • 10
  • 0
  • 0
news-picture

ذات السلوك الهمجي والعدواني الذي اعتادت القيام به مجموعات دينية استيطانية متطرفة باقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه والمساس بحرمته ومنع المصلين الأمنين من ممارسة شعائرهم الدينية في شهر رمضان المبارك يتكرر هذا العام وبصلف وعدوانية وتحد وبدعم مباشر من شرطة الاحتلال التي سمحت لأكثر من خمسمائة مستوطن من جماعة الهيكل بالدخول للمسجد الأقصى لذبح القرابين احتفالا بالفصح اليهودي وشاركت في الاقتحام بل واعتقلت أكثر من اربعمائة مصل وأصابت المئات بجروح بعضهم خضع لعمليات جراحية. هذه العقلية تؤكد مرة اخرى وبشكل يقطع الشك باليقين بأن دولة الاحتلال حسمت امرها بفرض التقسيم المكاني والزماني والمس بالمكانة التاريخية والقانونية للمسجد الأقصى وهي بذلك تنهي أي فرصة لإنجاز تسوية للصراع الاقدم في العالم وتنذر بانفجار خطير وانتفاضة فلسطينية جديدة أكثر شدة من كل الانتفاضات السابقة فلا يمكن للفلسطينيين والعرب الإقرار بالسلوك العدواني. في العام الماضي بدأت المناوشات في الشيخ جراح وباب العمود في 12 رمضان وصولا لاقتحام آلاف جنود الاحتلال والمستوطنين في 25 رمضان وتطورات لعدوان على قطاع غزة بعد رد الفصائل الفلسطينية على اقتحام الأقصى وبعد أحد عشر يوماً من العدوان على غزة؛ توقفت العمليات العسكرية بعد جهود مصرية وأردنية وفي النهاية تراجعت سلطات الاحتلال عن إجراءاتها. ما يجري من استهداف للأقصى غير مسبوق ولكنه ليس مفاجئاً؛ المستوطنون والأحزاب الدينية والمجموعات المتطرفة كانت تستعد لذلك منذ فترة وكانت هناك مؤشرات تؤكد أن الازمة قد تنفجر في أي لحظة طالما أن حكومة الاحتلال تقدم لهم الدعم وتشارك بالاعتداءات وتضيق على المصلين وعلى المقدسيين في كل مناحي حياتهم. بالرغم من وجود محاولات دولية وإقليمية وعربية لتلافي ذلك والمحافظة على التهدئة النسبية حتى يتمكن المصلين المسلمين من ممارسة عبادتهم بيسر وسهولة ولكن هذه الجهود فشلت عملياً نتيجة انخراط حكومة الاحتلال ودعمها المطلق لمجموعات الهيكل المتطرفة التي تصر على ممارسة شعائرها التلمودية وعلى مدار ثمانية أيام تكون ذروتها بذبح القرابين ونثرها في المسجد الأقصى وساحاته. جماعات الهيكل والحركات الدينية المتطرفة لا تتصرف من فراغ لأنها تدرك ان حكومة (نفتالي- بينيت) حكومة هشة وعرجاء وايله للسقوط في أي لحظة نتيجة انسحاب عضو الكنيست المتطرفة عيديت سليمان؛ الامر الذي أفقدها الأغلبية النيابية وهي الآن قائمة على صوت واحد وتجد نفسها معنية بالاستجابة لسلوك المتطرفين خشية سقوطها الذي يعمل عيه بنيامين نتنياهو بشكل مكثف من خلال دعمه لسلوك مجاميع المستوطنين في الأقصى. الأردن باعتباره من يملك حق الوصاية الهاشمية على الأماكن المقدسة ويقوم على رعاية المسجد الأقصى يجري اتصالات سياسية واسعة بالتنسيق مع مصر والسلطة الفلسطينية وأطراف عربية وإقليمية ودولية وقد أعلن صراحة بأنه لن يقبل المساس بالمكانة القانونية والتاريخية للقدس الشريف وفرض الامر الواقع بالتقسيم الزماني والمكاني ورفض الإجراءات الإسرائيلية اللاشرعية في الحرم القدسي الشريف؛ ولكن الأردن لا يستطيع وحده القيام بذلك اذا لم يكن لدية قاعدة اسناد عربية وإسلامية تمكنه من الضغط على دولة الاحتلال من خلال الراعي الرسمي له الولايات المتحدة الاميركية، التي اذا استمرت بعدم الضغط على الاحتلال ومنع المساس بالأقصى الذي يعني استفزاز مشاعر مليار مسلم فإن هذا يعني انفجار الصراع بشكل اشمل واوسع وعلى أساس ديني لن يكون من السهولة بمكان ضبط تداعياته وآثاره. أي تراخ هذه المرة يعني أن المستوطنين في دولة الاحتلال التي اختارت ان تكون دولة يهودية سيفرضون الامر الواقع على الجميع. الغد

مشاركة :