خلف عالم المغردين المضيء بالشهرة والنجاح تسكن في الظلال تفاصيل مثيرة للفضول.. والسؤال: كيف يديرون ملفات نجوميتهم؟ وكيف يتعاملون مع متابعيهم؟ من هذا المنطلق، جاءت فكرة برنامج «المُغرد» الذي يعرض في موسمه الثاني على شاشة «قناة الإمارات»، مغرداً من خلاله مقدمه الإعلامي والمحاور الإماراتي عامر جساس وحيداً، ومحلّقاً بعيداً عن سرب البرامج التقليدية، من خلال استضافة مجموعة من الشخصيات السياسية والإعلامية والاجتماعية والثقافية من أصحاب الكلمة المؤثرة عبر «تويتر»، لمناقشتهم في القضايا والأفكار التي يطرحونها في قالب حواري مفتوح يركز على أهمية تقبل الآخر وتحمل المسؤولية، وزيادة الوعي بخطورة الكلمة في مواقع التواصل الاجتماعي. نجاح بعد النجاح الكبير الذي حققه برنامج «المُغرد» للعام الثاني على التوالي، والصدى الذي ناله الموسم الثاني (15 حلقة)، أوضح جساس في حوار مع «الاتحاد»، أن ما يميز البرنامج عن غيره من البرامج الحوارية الأخرى، أن التغريدة للمؤثرين عبر مواقع التواصل هي «البطل» الرئيسي للحلقات، من خلال طرح أسئلة متعلقة بالتغريدة نفسها، يجيب عنها الضيف من خلال آرائه وأفكاره تجاه ما يغرده في «تويتر»، على عكس البرامج التي يلتزم مذيعها بـ «سكريبت محدد». وقال: لفتت حلقات الموسم الثاني الانتباه، وحققت صدى كبيراً بعد عرضها، لاسيما مع تطور البرنامج من حيث التنوع في اختيار الضيوف، لاستهداف شرائح وفئات مختلفة، ما بين الصحافة والسياسة والفن والثقافة، إلى جانب إعطاء مساحة أكبر للضيف لإيصال وجهة نظره للمشاهدين من خلال تغريداته، وذلك من خلال مكان مناسب لاسم البرنامج، من حيث مكان التصوير وعرض التغريدات بتقنيات حديثة للحديث عنها بكل صراحة وعفوية. الفكرة وأضاف: في برنامجنا «التغريدة» هي المفتاح الرئيس الذي يسمح لمناقشة الشخص في قضايا متنوعة، من خلال حوار عميق، نحاول من خلاله إيصال فكرة البرنامج في استضافة مسؤولين مؤثرين على مواقع التواصل، لمناقشة قضايا مختلفة، والحديث عن هذه الأفكار والآراء، وإلى أي درجة تخصهم هذه الأفكار، وكيف اجتهدوا عليها بأدوات معرفية للوصول إليها وإيصالها، وأنها ليست مجرد آراء ليسوا أصحابها، بل يقف وراءها أشخاص يديرونها في الظل. اختبار حقيقي وأكد أن «المُغرد» هو اختبار حقيقي لكل مؤثر، نكشف مدى صحة أفكاره وآرائه من خلال الحوار المكثف مع طرح الأسئلة المتنوعة، التي لا يسمح الوقت له في التفكير فيها والرد عليها، وكل هذا يسير بنهج المسؤولية الوطنية والحب والانتماء للوطن. تطور الإمارات وبالنسبة لأسس اختيار الضيوف المؤثرين، والخطوط الحمراء التي يبتعد عنها في إعداد الحلقات، قال جساس: إن اختيار الضيوف الذين يسعون إلى إلقاء الضوء عليهم وعلى مختلف إنجازاتهم، حتى يمكن تقييم المحتوى المعرفي الذي يقدمونه للمجتمع، يأتي في المقام الأول من خلال تغريداتهم نفسها التي يجب أن تكون ذات رأي ووجهة نظر، ربما أحياناً تحرك المياه الراكدة، وتثير جدلاً في موضوع ما، كما نحاول من خلال البرنامج نقدم صورة حقيقية لمدى تطور أفكار المجتمع الإماراتي، بعيداً عن القوالب التقليدية، ونعكس صورة من صور التطور الثقافي والفكري والحضاري للشخصية الإماراتية بشكل حقيقي. احترام المشاهد ولفت جساس إلى أنه يتابع حسابات الضيوف، ويقرأ أبرز تغريداتهم لتنفيذ حلقات لبرنامج نجح في ابتكار مفهوم مختلف للبرامج الحوارية، في ظل احترام المشاهدين ومحاولة لعب دور حقيقي من إعلامنا للمجتمع الإماراتي، كاشفاً أن الرقابة موجودة وتعمل بشكل منفرد عن العمليات الإنتاجية، وتقوم بواجبها على أكمل وجه، وفقاً لكل المعايير المعمول بها. مسؤولية وطنية وحول ما إذا كان البرنامج يزيد من نسبة الوعي بخطورة الكلمة في مواقع التواصل الاجتماعي، سؤال أجاب عنه الجساس: في ظل عصر الإعلامي الرقمي ومواقع التواصل الذي نعيش فيه، فإن أحد أهداف «المُغرد» الرئيسة، أن التغريدة مسؤولية كبيرة تقع على عاتق صاحبها، وأن أي شخص مسؤول يجب قبل التغريد أن يفكر جيداً فيما سيغرد للناس وللمجتمع، وأن هؤلاء المغردين يجب أن يكون هدفهم الحقيقي، ليس محاولة لزيادة أعداد المتابعين أو الركض وراء الشهرة والنجومية والوصول إلى «الترند»، بقدر ما يكون هدفه من التغريد تحت إطار المسؤولية الوطنية، شريطة المحبة لدولة الإمارات التي حققت إنجازات في شتى المجالات خلال 50 عاماً.
مشاركة :