ضمن أجندته الثقافية خلال شهر رمضان المبارك، اقام بيت الشعر بالأقصر، ندوة لمناقشة كتاب "الإنشاد الديني في جنوب مصر"، وذلك بحضور مؤلفه الكاتب والروائي المصري، أحمد أبوخنيجر. الأمسية التي استضافها قصر ثقافة العديسات قبلي جنوبي الأقصر في صعيد مصر، وقدمها الشاعر حسين القباحي، مدير بيت الشعر، شهدت تفاعلا من الحضور ونقاشات مع مؤلف الكتاب، دارت حول تراث الإنشاد الديني، وأبرز الوجوه التي شغلت الساحة في مدن وقري الصعيد المصري. وتحدث الكاتب والروائي أحمد أبوخنيجر عن كتابه الصادر ضمن سلسلة الدراسات الشعبية بالهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة، وما احتواه من فصول، وما رواه في كتابه من قصص أولئك المبدعين الذين أثروا حركة الإنشاد الديني في جنوب مصر. ويتناول الكتاب أنواع الإنشاد الديني الشعبي في الليالي المرتبطة بالمناسبات الدينية والاحتفالات الشعبية في محافظات الجنوب بصعيد مصر، حيث صاغت كل منطقة إنشادها الديني وطرق أدائه المختلفة، حسب موروثها الثقافي ومحدداتها الاجتماعية، ورؤيتها للذات والعالم من حولها، وهو ما ينعكس واضحًا في تجلياتها الفنية المختلفة، خاصة في فنون الغناء والقول، وطرق الأداء. ووفقًا لفصول وصفحات الكتاب، فإن الإنشاد الديني الشعبي ينقسم إلى ثلاثة أقسام: الموالدية، الذكر، ومديح البردة، والتي تختلف في طرق الأداء وإعداد المكان، وهناك مسميات أخرى لهذه الأنواع الثلاثة، فالموالدية مثلًا يطلق عليهم أصحاب الدكة، أو من يولدون المولد، والتوليد هو ذكر قصة المولد النبوي الشريف، وهذا يتم في ختام الليلة، أي هي الطبقة الأخيرة من الغناء التي يقوم فيها الشيخ وبطانته، أما أهل الذكر فهم أصحاب الحصير أو الحضرة، والحصير هنا هو ما يتم فرشه على الأرض التي سيقف عليها الذاكرون، يؤدون طقوس الذكر أو الحضرة النبوية الشريفة، أما مديح البردة فيمكن إضافته لأصحاب الدكة، حتى وإن كان الشيخ المؤدي يجلس بمفرده على الدكة منشدًا بردة البوصيري مشطرة، وتستهل كل هذه الأنواع بتلاوة القرآن الكريم. كما تخلل الندوة حفل توقيع للكتاب،وفقرة من الابتهالات والإنشاد الديني قدمها الفنان عبدالله جوهر. أحمد أبو خنيجر هو قاص وروائي مصري، حصل على العديد من الجوائز، أهمها جائزة الدولة التشجيعية عن روايته “نجع السلعوة”، وجائزة ساويرس للرواية للكتاب الشباب عن روايته “العمة أخت الرجال”، وجائزة ساويرس لكبار الكتاب عن المجموعة القصصية"مشاهد عابرة لرجل وحيد"، وجائزة اتحاد الكتاب عن رواية "خور الجمال" عام 2009، وجائزة هيئة قصور الثقافة للنص المسرحي "ياسين" عام 2001. يُذكر أن بيت الشعر بالأقصر كان قد افتتح في الخامس عشر من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2017، وهو نتاج مبادرة كريمة من الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة لإنشاء بيوت الشعر في الوطن العربي، لتحتضن المبدعين، وتسهم في النهوض بالشعر والأدب والثقافة، وتشكل فضاء ثقافياً يلتقي فيه أرباب الكلمة، وقد جاءت المبادرة تأكيدًا على قيمة الشعر والفن والجمال، وخدمةً للشعر والشعراء وارتقاءً بالذائقة الأدبية لدى محبي الشعر والإبداع وتحقيق التواصل الفاعل بين المبدعين العرب. وتستهدف بيوت الشعر استمرار الأنشطة الثقافية ودعم الشعراء ورفد الساحة الثقافية بجديد الشعر والشعراء من قصائد ومواد نقدية شعرية.
مشاركة :