سطرت الإمارات بشكل عام وإمارة دبي بشكل خاص واحدة من قصص النجاح الاستثماري متوسط وطويل الأجل، في ظل الفرص الاستثمارية ضمن كافة المجالات والتي استقطبت وجذبت الاستثمارات المباشرة وغير المباشرة من كافة أنحاء العالم. إن حجم الاستقطاب والاستحواذ على الاستثمارات الأجنبية تطلب الكثير من الخطط والاستراتيجيات والتطوير الشامل، والتي من خلالها باتت الإمارة محط أنظار كافة الراغبين في التميز وتحقيق قفزات نوعية على خططهم وأهدافهم الاستثمارية بأقل وقت ممكن، وتبدو الصورة أكثر وضوحاً عند النظر إلى حالة الاستقطاب الاستثماري التي بدأت معالمها بالظهور بين سوق دبي والمستثمرين من الدول الآسيوية، ذلك أن حركة رؤوس الأموال والاستثمارات باتت تتزايد مع ارتفاع الفرص الاستثمارية في دبي كماً ونوعاً وارتفاع أحجام التبادل التجاري، وينطوي على هذه التطورات الكثير من القيم الاقتصادية المضافة لكافة الأطراف كون ارتفاع وتيرة الاستثمار والاستقطاب المتبادل مع دول آسيا سيكون له انعكاسات إيجابية غير محدودة على اقتصادات دول المنطقة بشكل عام والإمارات بشكل خاص. تدفق الاستثمارات ويقول التقرير العقاري الأسبوعي لشركة المزايا القابضة، إنه لا حدود طبيعية أو عوائق مادية تقف أمام البحث عن الفرص الاستثمارية الجيدة حول العالم، وبالتالي فإن الفترة الحالية تشهد ارتفاعاً على وتيرة الاستثمارات الخارجية المتبادلة حول العالم باتجاه اقتناص الفرص الاستثمارية المتوفرة والتي تتمتع بجاذبية استثمارية مرتفعة، وبات من الواضح ارتفاع وتيرة الاستثمارات من دول شرق آسيا باتجاه المنطقة ودولة الإمارات بشكل خاص، وعلى كافة الأنشطة والمجالات الاقتصادية الحيوية، حيث تشير البيانات المتداولة إلى أن ما يزيد عن 2.3 مليار دولار استثمارات الشركات الصينية في الإمارات، فيما تشهد العلاقات الاقتصادية الصينية تطورات متسارعة، إذ تحافظ الصين على مكانتها كثاني أكبر شريك تجاري لدولة الإمارات، ويقدر عدد الشركات الصينية التي تنشط في الاقتصاد الإماراتي بما يزيد عن 4 آلاف شركة وأكثر من 4.5 ألف علامة تجارية صينية مسجلة لدى وزارة الاقتصاد، كما تعد الإمارات مركزاً لوجستياً بالنسبة إلى الاقتصاد الصيني، إذ تستحوذ على نحو 60% من الصادرات السلعية الصينية إلى دول المنطقة، في المقابل فإن حجم الاستثمارات المعاكسة يتجاوز في الوقت الحالي 650 مشروعاً للشركات والمستثمرين الإماراتيين في جمهورية الصين في مختلف القطاعات والأنشطة الاقتصادية. إنجازات ضخمة وأكد تقرير المزايا على أن الإنجازات الاقتصادية التي حققها الاقتصاد الإماراتي وما تمتلكه الدولة من موقع استراتيجي وبنية تحتية متطورة ومواني عملاقة وشبكات طرق حديثة وإمكانات لوجستية غير محدودة، تشكل أحد أهم عوامل استمرار وتطور العلاقات المالية والاستثمارية بين الصين والإمارات، فيما تبقى الفرصة مهيأة وبشكل دائم بين الطرفين نظراً لوجود العديد من الفرص الاستثمارية الواعدة للمستثمرين والشركات الصينية لدى الدولة، والتي تأتي في ظل استمرار مشروعات التنمية وفي مقدمتها مشاريع البنية التحتية وتوسعة المطارات وتطوير المرافق السياحية والعقارات والخدمات المالية، في المقابل فإن الاقتصاد الإماراتي يعمل على تطوير مجمعات صناعية قادرة على جذب الاستثمارات الأجنبية المتخصصة، وإتاحة فرص تطوير الاعمال، وتشكل هذه الإنجازات أساساً قوياً لجذب المزيد من الاستثمارات الخارجية وتحقيق مزيد من التقدم على العلاقات الاقتصادية الصينية مع الدولة. يذكر أن عدد رحلات الطيران المباشرة بين الدولتين تنمو بشكل متسارع الأمر الذي يحمل معه مؤشرات زيادة حجم الأعمال المشتركة خاصة على صعيد التبادل السياحي، حيث تمثل الإمارات وجهة سياحية مفضلة لدى السائح الصيني. الحضارة والتطور وأشار تقرير المزايا إلى أن إمارة دبي وما تمتلكه من مفاهيم الحضارة والتطور والرفاهية، باتت قادرة على جذب السياح من كافة أقطار العالم، فيما تشير البيانات المتداولة إلى أن نسبة الزيادة على أعداد السياح الصينيين إلى دبي ستصل إلى 30% في نهاية العام الحالي، حيث نجحت الإمارة في تعزيز مكانتها في السوق السياحي الصيني لترتفع أعداد السياح الصينيين الذين زاروا دبي بنسبة 25% خلال العام الماضي، يأتي ذلك في ظل النجاح الكبير المحقق لدى إمارة دبي في استقطاب الشركات الصينية للمشاركة في المعارض المحلية والمؤتمرات والاجتماعات العالمية ذات العلاقة بعمل هذه الشركات، وتشكل الصين بما لديها من قوة عددية ومالية هدفاً لصناع السياحة في دبي، يأتي ذلك في ظل وجود تقديرات بارتفاع عدد السياح الصينيين ليصل إلى 100 مليون سائح بحلول العام 2020، والجدير ذكره هنا أن الزيادة الملحوظة على الاستثمارات الصينية في دبي هدفها الاستفادة القصوى من مكانة وإمكانيات دبي والتي ستشكل بوابة للدخول إلى أسواق المنطقة بكافة المجالات، مع الأخذ بعين الاعتبار أن دبي أصبحت تشكل مركز جذب لرجال الأعمال والمستثمرين من الصين والذين باتوا يترددون على دبي طوال شهور العام لحضور المعارض والمؤتمرات، حيث تعد دبي القلب النابض بالتجارة والاستثمار والمال، وتشهد الإمارة حضوراً صينياً كبيراً واضحاً في العديد من المعارض التي تحتضنها وبشكل خاص معرض سيتي سكيب وجيتكس وغيرها من المعارض والفعاليات. أهمية متصاعدة لعقارات دبي أكد تقرير المزايا على الأهمية المتصاعدة لعقارات دبي على المستوى الخارجي، حيث تظهر الإحصاءات تزايد الاستثمارات الأجنبية، فقد أفادت دائرة الأراضي والأملاك في دبي أن إجمالي التصرفات العقارية خلال الثمانية أشهر من العام 2015 بلغت 86.5 مليار درهم، توزعت الى نصفين ما بين استثمارات المواطنين واستثمارات الأجانب، حيث تصدر المستثمرون الهنود قائمة المستثمرين الاجانب باستثمارات عقارية قدرها 13.5 مليار درهم، ووصلت الاستثمارات الصينية خلال نفس الفترة إلى 1.6 مليار درهم، والاستثمارات الروسية إلى 1.8 مليار درهم، وهذا يؤكد صحة المؤشرات والتقديرات الخاصة بزيادة استثمارات دول آسيا في العقارات والأصول خارج بلدانهم مع التأكيد هنا على ما يتمتع به السوق العقاري في إمارة دبي من جاذبية في أوساط المستثمرين من الخارج، نظراً لارتفاع مستوى المعيشة وتوافر الظروف المعيشية الحديثة، بالإضافة إلى كون دبي من أكبر المراكز العالمية للصادرات وإعادة التصدير، وعند هذا المستوى من التنوع والشمول تتيح أسواق دبي للمستثمرين الآسيويين سهولة الوصول إلى الأسواق الإقليمية والعالمية وتوفر بذلك حزمة متنوعة من الفرص الاستثمارية بأسعار تنافسية. تحركات نشطة نظراً للتحولات الكبيرة المسجلة لدى القطاع العقاري في إمارة دبي والذي أصبح قادراً على تلبية رغبات وأهداف المشترين والمستثمرين، بات من الملاحظ خلال الفترة الحالية تسجيل تحركات نشطة من قبل الكثير من شركات التطوير العقاري الناشطة في الإمارة، إلى استهداف السوق الصيني من خلال عقد اتفاقيات تعاون استراتيجية مع شركات العقارات في الصين، وذلك بهدف تعزيز وجودها في السوق الصيني وتوسيع مبيعاتها، ويقول تقرير المزايا إن السوق الصيني يعد من الأسواق العامة جدا لشركات التطوير العقاري في الوقت الحالي وفي المستقبل أيضاً وبشكل خاص للشركات التي تبحث عن نخبة المستثمرين وعن الصفقات المربحة والجاذبة في القطاع العقاري. وبالنظر إلى ما يجري لدى الأسواق العقارية الرئيسية يلاحظ تسجيل ارتفاعات سعرية كبيرة على الأسعار حتى نهاية سبتمبر/أيلول وعلى أساس سنوي، حيث سجلت مدينة فانكوفر الكندية نسبة زيادة بلغت 20%، فيما ارتفعت الأسعار في مدينة سيدني الأسترالية ارتفاعاً بنسبة 13.7%، وسجلت مدينة شنغهاي الصينية ارتفاعاً بنسبة وصلت إلى 10.7%، خلال نفس الفترة وهذا يقودنا إلى حقيقة مفادها أن التراجع المسجل على أسعار العقارات لدى سوق دبي منذ بداية العام الحالي، ومستوى التنوع والتنافسية العالية ستؤدي إلى ارتفاع وتيرة الاستثمارات الخارجية، مع الأخذ بعين الاعتبار إمكانية الوصول إلى سوق أكثر استدامة وأكثر جاذبية للمستثمر الخارجي خلال الأشهر القليلة القادمة.
مشاركة :