حذر المهندس شعيل بن جار الله العايض رئيس اللجنة الوطنية الفرعية لصناعة الحديد بمجلس الغرف السعودية، من العواقب الوخيمة التي يفرضها الواقع الاقتصادي العالمي والمحلي على قطاع صناعة الحديد بالمملكة، ودعا الجهات المختصة للتدخل بصورة عاجلة للتعامل مع واقع فائض الإنتاج وفرض رسوم حماية على واردات الحديد بأكثر من 20 % وتشجيع ودعم تصدير الحديد لزيادة القدرة التنافسية والتعامل بشكل ايجابي مع الفائض لسنوات طويلة. ويأتي هذا التحذير على خلفية اعلان شركة سابك عن التحديات التي تواجه صناعة الحديد في المملكة، وعزمها التعامل مع هذا الواقع بخفض التكاليف بما في ذلك خفض القوى العاملة بالشركة. وأبدى " العايض" تخوفه من أن تضطر شركات الحديد بالمملكة في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية وما تمر به مصانع الحديد محلياً وعالمياً لخفض أعداد العمالة فيها بصورة كبيرة بغية التعامل مع هذه التحديات بالقدر الذي يضمن لها الاستمرارية في الإنتاج والخروج منها بأقل الاضرار. وقال "العمالة خط أحمر لكن الشركات قد تجد نفسها مدفوعة لملامسته وتجاوزه في حال لم تتوافر البدائل والحلول الأخرى" وعزا " العايض" الازمة التي يشهدها قطاع حديد التسليح بالمملكة الى ثلاثة مسببات رئيسية أولها ما تمر به الأسواق العالمية من أزمة نتيجة تراجع الضعف في الطلب بسبب التراجع العام في النمو، مما دفع بعض الدول إلى القيام بممارسات تجارية غير قانونية، تتمثل في بيع منتجاتها في أسواقها المحلية بأسعار مرتفعة بسبب ما تتمتع به صناعتها من حماية، وتصدر جزء من إنتاجها إلى الأسواق الخارجية وبما فيها السوق السعودي وذلك بمعدلات أسعار متدنية تصل إلى التكلفة أو أقل، مما يضع المصانع المحلية في منافسة غير عادلة، وليس ذلك فحسب بل إلى مخاطر تهدد استمرار المصانع المحلية. أما المسبب الثاني فيتمثل في أنه خلال العشر السنوات الماضية مرت المملكة بمرحلة تنموية مستمرة بقيادة الإنفاق الحكومي وكانت الحصة الأكبر لمشروعات البنية التحتية وكذلك قطاع البناء، مما حمل القطاع الخاص بالتوجه للاستثمار في قطاع صناعة الحديد وذلك بتشجيع ودعم من صندوق التنمية الصناعي، مما أدى إلى ارتفاع الطاقات الإنتاجية المحلية لصناعة حديد التسليح من 5 ملايين طن في 2005 إلى 12 مليون طن 2015، أي بفائض عن احتياج السوق حالياً يقدر باربعة ملايين طن. في حين يتمثل المسبب الثالث في كون صناعة حديد التسليح من الصناعات الثقيلة وتتطلب استثمارات كبيرة من أجل تحقيق المعايير العالمية، وخلال السنوات الأخيرة انتشرت مصانع صغيرة بطاقة إنتاجية في مجملها تفوق المليون طن، ودون أن تحصل على شهادة هيئة المواصفات والمقاييس بسبب عدم إمكانيتهم من تحقيق المعايير الفنية، وعدم تقيدهم بالمواصفات يخولهم بطرح منتجات تصنف تحت "الغش التجاري" بأسعار متدنية يستغلها ضعاف النفوس في بناء وحدات سكنية تجارية تباع للمواطن بمواصفات مخالفة لكود البناء السعودي.
مشاركة :