تظهر حرفة “خراطة الخشب” بديع صُنع صاحب المهنة من خلال ما تطوِّعه أنامل الحرفي من أشكال فنية رائعة ودقة مهارة في التنسيق لتنفيذ تصاميم هندسية جميلة من التحف والأثاث المنزلي. وفي تزاوج بين الخشب وأنامل الخرّاط تتراءى دقة فن الصُنع بأشكال مختلفة وتحويل الأخشاب إلى فنون جميلة نابضة بالحياة ، في حين تعد حرفة الخراطة من أقدم الفنون الجميلة في التاريخ،حيث بدأ به الإنسان منذ العصور القديمة واستخدمها في صنع أواني الطعام والشرب الخشبية. “واس” التقت بالحرفي حسن محمد البسيسي الذي أوضح أنه تخصص في خراطة الخشب وذلك لشغفه بالجانب الفني بالمهنة كونه الأساس في الحرفة ، وأنه أمضى أكثر من خمس سنوات في المنهة وكانت البداية من ورشة منزلية مصغرة إلى أن تم افتتاح ورشته الخاصة به في جدة التاريخية ، مؤكداً أن حرفة خراطة الخشب تكاد تندثر في ظل الغياب وعدم ممارسة الحرفة من قبل الكثير من الشباب الحرفيين ، وأن ورشته تكاد الوحيدة في جدة التاريخية وفي محافظة جدة عامة. وأفاد أن عمل خراطة الخشب ترتكز على الأخشاب وبخاصة جذوع الأشجار الخام وإعادة تدوير الاشجار المقطوعة والاستفادة منها، لافتاً الانتباه إلى أن الشكل الدائري لجذع الشجرة يستلهم منه أفكاراً بديعة في تصميم الأشكال والنقوش المختلفة . وعن مراحل العمل أبان البسيسي بأنها تبدأ بتقطيع الخشب المطلوب بالقياسات اللازمة وبواسطة المناشير الكهربائية ثم تأتي أول مرحلة في التصنيع وهي عملية تشكيل وقولبة الخشب بالشكل المطلوب بواسطة آله المخرطة والأزاميل الخاصة بها وإبراز الشكل الديكوري والجمالي للأخشاب الطبيعية. وأضاف ” بالنسة للآلات وأدوات الخراطة ربما تكون يسيرة وتستعمل في مراحل عمل غير معقدة ، لكن قبل كل شيء يحكمها ويديرها خيال فنان مبدع في فهم التعامل مع الخشب فينتج تلك التحف البديعة الصنع ” ، مفيداً أن مهنة خراطة الخشب مهنة صنع الجمال ، حيث يمارسها الصانع كهواية قبل أن تكون باباً للرزق. وبيَّن الحرفي البسيسي في حديثة إلى أنه يقدم ورشًا تدريبية لهواة ومحترفي المهنة ومن له اهتمام في الفنون وتتناول في مضمونها مهارات التصميم والتنفيذ ، واستعراض أساسيات خراطة الخشب مع النماذج والمنتجات والتأثيرات الممكن تنفيذها باستخدام أدوات وخامات وتقنيات مختلفة ، إلى جانب العمل على تطوير مهارة تشكيل الخشب باستخدام أدوات مختلفة.
مشاركة :