شهر رمضان مع ما فيه من القربات والطاعات وأعمال الخير والإحسان هناك مساحة يوميًا يروح فيها الفرد عن نفسه بعد عناء الصيام صباحًا وذلك مع القنوات الفضائية ومراكز التواصل الاجتماعي حين يجلس مع أهله وأبنائه، فتكثر المسلسلات والبرامج المحلية والخارجية، والصعوبة تكمن في اختيار إحدى المحطات الخليجية أو العربية لمشاهدة برنامج أو مسلسل ذي فائدة ويحمل قيمًا ومبادئ إنسانية. ومن البرامج الهادفة التي شدت الجمهور العربي إليها هو برنامج (أنت كفو) والذي بثه تلفزيون البحرين خلال هذا الشهر الكريم (شهر رمضان)، وهو البرنامج الذي تفاعلت معه الكثير من الفعاليات من داخل وخارج البحرين لما فيه من لمسات إنسانية تتمثل في الشكر والتقدير لأشخاص نذروا أنفسهم لخدمة المجتمع دون مقابل، فأعمالهم التي يقومون بها إنما هي لوجه الله خالصة، أعمال تقدم لأشخاص هم بحاجة لمثل تلك الرعاية الإنسانية الحانية، لذا جاء هذا البرنامج في مقدمة البرامج الأكثر متابعة حتى أصبح (ترند) في مراكز التواصل الاجتماعي ومنها التويتر. برنامج (أنت كفو) لم يكن برنامجًا سطحيًا أو عديم الفائدة، بل كان برنامجًا هادفًا لإظهار صور أناس يعملون الخير في الخفاء، دون صخب ولا تمجيد ويجهلهم الناس، لذا لابد من تكريمهم والإشادة بأعمالهم ليكونوا قدوة لغيرهم، والبرنامج جزء من الخطة الوطنية لتعزيز الانتماء الوطني وترسيخ قيم المواطنة (بحريننا) التي تم تدشينها في مارس 2019، وتشمل أكثر من 100 مبادرة، عبر 5 مـسـارات أساسية تتمحور في برامج الانتماء، وحملات العلاقات العامة، ومبادرات الإعلام، إضافة إلى مبادرات المناهج والمقررات ومبادرات التشريعات والأنظمة، وجميعها تحظى بدعم ومتابعة معالي وزير الداخلية الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة الذي يشرف عليها بنفسه لما لها من أهمية في تعزيز الأمن والاستقرار والرفاهية للمجتمع. برنامج أنت كفو (في نسخته الثانية) كان له صدى إيجابي حين تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي وأصبح في مقدمة البرامج العربية، فقد شد البرنامج المشاهد العربي من الخليج إلى المحيط وفي المهجر لما يحمله من قيم ومثل ومبادئ مجتمعية، وأبرز نحو 18 قيمة إنسانية من القيم التي ترتكز عليها الخطة الوطنية (بحريننا)، وأبرزها الفخر والاعتزاز والعطاء والتضامن والمواطنة الصالحة، فقد انتجته وزارة شؤون الإعلام بالتعاون مع شركة (STC) البحرين للاتصالات، وقدمته بهذه الصورة المشرفة كوادر وطنية من بناء الديكور والتصوير والإخراج حتى نال تقدير الجميع. فكرة البرنامج تقارب برنامج الكاميرا الخفية ولكن من زوايا تحترم إنسانية الشخص وآدميته، فلا تسخر منه أو تنال من تفكيره وردود فعله، فبرنامج (أنت كفو) جاءت بأفكار غير مسبوقة، وهي استضافة المكرم لتجربة سيارة جديدة ليفاجأ بظهور اسمه (تكريمًا لجهوده) في زجاج السيارات، ولوحات الطريق، والشاشات الإعلانية بالشوارع وعند تقاطع الإشارات المرورية، وغيرها من وسائل التشويق والإبداع ليرى عبارات (أنت كفو)، (أنت بطل)، (نفخر بك)، ثم تأتي شهادات المقربين منه ليعرضوا الجوانب الإنسانية في شخصيته التي تستحق التكريم والإشادة. ولقوة البرنامج وتميزه جاءت الإشادات عبر مراكز التواصل الاجتماعي من داخل البحرين وخارجها، وكتب الكثير من أصحاب الأقلام عن هذا البرنامج وفكرته التي تعزز قيم المواطنة وكتبت الإعلامية والمذيعة نشوة الرويني: (برنامج «أنت كفو» على تلفزيون البحرين فكرته رائعة، حيث يكرمون في كل حلقة أشخاصًا أسهموا في مجتمعهم بشكل إيجابي)، وكتب الإعلامي السعودي إياد الحمود: (برنامج رمضاني بحريني اسمه «أنت كفو» يكرمون فيه الأشخاص الذين أسهموا بشكل إيجابي في مجتمعهم)، وكتب طه الشحي من الإمارات: (برامجكم الهادفة هذي تكبر من حبنا لكم وتصغر نفوسنا فعلاً أمام عظمة أهداف برامجكم الهادفة، «أنت كفو» برنامج فوق مستوى الإبداع)، وعبر أحد المغردين قائلاً: (هكذا يكون الفن الهادف الذي يخدم قضايا الأمة وأبنائها)، وكتب حمزة بخير من الجزائر: (لفتة جميلة تضمن حب التكافل وفعل الخير، شكر حار لمن كان مشاركا في هذا التكريم وخصوصا صاحب الفكرة تحياتنا من الجزائر)، والإشادات كثيرة لما قدمه هذا البرنامج من صور التراحم المجتمعي. (أنت كفو) تقال لكل القائمين على هذه البرامج الهادفة والذي أسعد الناس لما يحتويه من قيم إنسانية راقية، والحلقات جميعها جميلة وهي تأكيد على أن الخير موجود في هذه الأرض من أناس بذلوا أنفسهم لخدمة الناس دون مقابل، فعلاً البحرين هي أرض الخير، وما البرنامج (أنت كفو) إلا إحدى المبادرات التي دشنها معالي وزير الداخلية لتعزيز قيم المواطنة الصالحة، فشكرًا معالي الشيخ راشد وشكرًا تلفزيون البحرين.