بين الترفيه والأكشاك التي تقدم منتجات وبضائع مختلفة، هناك قصص نجاح بطعم العسل وبرائحة الأصالة، ومساحة خاصة توفرها القرية العالمية للباحثين عن مؤونة البيوت، المتميزة والمصنوعة بالطرق التقليدية، ومن دون مواد حافظة، إذ تتزين أجنحة الدول المشاركة في الوجهة الشهيرة بأصناف عدة من المأكولات التي يمكن تخزينها لعام، بداية من الزعتر والزيتون، مروراً بالبهارات، وصولاً إلى العسل، وغيره الكثير. هذه المساحة أوجدت علاقة وطيدة مع زوار القرية العالمية الذين يشترون بضاعتهم على نحو سنوي من تلك الأجنحة، كما أكد رواد أعمال وتجار وأصحاب مشاركات أنها شكلت فرصة لهم لبناء علامة تجارية تنطلق من دبي لتصل إلى أنحاء العالم. حكاية خاصة تجمع بين مؤسس شركة القصر اللبناني، شادي ملاعب، والقرية العالمية حكاية خاصة، إذ انطلق في تجارته في كل منتجات المؤونة مع بدايات القرية، أي منذ 24 عاماً، موضحاً أن هذه الانطلاقة كانت السبب الرئيس في نجاحه وتوسعه في الإمارات، إذ تمكن على مدى تلك السنوات من بناء علامة مميزة، وبات يقصده الزبائن من كل أنحاء الإمارات ومن الدول الخليجية، وتوسع من القرية العالمية ليصبح اليوم يمتلك 14 فرعاً لشركته. وأضاف شادي لـ«الإمارات اليوم» عن نوعية المؤونة التي يقدمها: «أقدم من خلال القرية العالمية بضائع بيتية تنتج في الضيع اللبنانية، والتي تعدها النساء المتقدمات في العمر، وجميعها منتجات لا تدخلها المواد الحافظة أو المصنعة، فكل أنواع المربيات تعد في مواسمها، إضافة إلى تقديم أنواع من الزعتر واللبنة والزيتون والزيوت، وغيرها». وتابع حول بداياته منذ 24 عاماً: «كان للقرية فضل كبير في انتشارنا، وفي البدء كان تقديمنا للبضائع يتبع السوق، ولم نكن قادرين على طرح منتجات بكميات كبيرة، لأنها محضرة منزلياً ومن دون مواد حافظة، لذا تعد بكميات محدودة، فكانت فكرة القرية ملائمة من أجل بيع المؤونة التي تكون صلاحيتها لمدة سنة تقريباً، إذ يقصد القرية العالمية كثير من الزوار من مختلف الجنسيات، وهذا سمح لنا بالانتشار». وبخصوص التحديات التي تواجه مجال تقديم المؤونة من بلدانها، أوضح شادي ملاعب، الذي يحرص على المشاركة سنوياً في القرية العالمية، ويعمل على تقديم الأفضل: «الأسواق فيها الكثير من المنتجات، والأسعار تتفاوت تبعاً للجودة التي لا يمكن المساومة عليها، سواء من حيث المواد الأولية التي تستخدم في الإعداد أو حتى في الطريقة»، معتبراً أن التحدي الأكبر دائماً هو في تقديم الأفضل والجودة الأعلى، خصوصاً أن الفترة الراهنة أوجدت نوعاً من العودة إلى المنتجات البيتية، لاسيما بعد الجائحة. وعن جنسيات التي تطلب منتجاته، أشار إلى أنه لديه زبائن من أميركا ومن مصر والسعودية وقطر، ممن يطلبون بضائع للتوصيل خارج الإمارات، ومنهم من يقصد القرية العالمية من أجل شراء البضائع، لافتاً إلى أن هذا الطلب هو السبب الرئيس للمشاركة، فالزبائن من مختلف البلدان، ومن خارج الإمارات أيضاً. مذاق حلو ويجتذب العسل بمذاقه الحلو زوار القرية، خصوصاً الأصناف المتميزة التي تعرض في الجناح اليمني بالقرية العالمية. وقال محمد العمري، من محل أنهار للعسل اليمني، الذي يقدم أنواعاً متباينة من العسل اليمني: «نشارك في القرية العالمية منذ عام 2000، وعلى مدى تلك السنوات الطويلة بات لدينا الكثير من الزبائن من داخل الإمارات وخارجها، إذ نقدم الأنواع المتميزة من العسل، لذا نجد الزبائن يشترون بكميات كبيرة تبقى لديهم مدة سنة، أو إلى بداية الموسم المقبل». وعن مميزات العسل الذي يقدمونه، أكد وجود اختلاف كبير في الأنواع، ومنها عسل السدر وعسل السمر، اللذان يعتبران الأكثر شهرة في اليمن، موضحاً أن عسل السدر الجبلي يتميز بكونه الأفضل لعلاجات المناعة، أما عسل السمر فيعد غنياً بالمعادن، ويستخدم لعلاج المعدة والقولون، وموسمه في يوليو. أما العسل الأبيض، فأشار العمري إلى أنه يتم جمعه من زهور بيضاء، كما يعملون على تقديم خلطات من العسل، ومنها ما يمزج مع حبة البركة أو مع الزعفران، وهذا ما يميزهم ويبني لهم عملاء يطلبون العسل من مختلف البلدان. أما اختيار نوع العسل وشراؤه، فاعتبر العمري أنه يجب أن يكون مبنياً على الثقة بشكل أساسي، مشيراً إلى أن صاحب الخبرة يعرف أصالة العسل من رائحته ومذاقه، وشراء الأنواع المتميزة يحتاج إلى معرفة ودراية، كما أن الاختبارات التي يفعلها البعض ليس شرطاً أن تكون حقيقية، ففي بعض الأوقات تتغذى النحلة على السكر، فيكون مذاق العسل بنسبة سكر عالية. عالم البهارات ومن العسل إلى عالم البهارات، التي تشكل فيها ربات البيوت خلطاتهن في الطهي، إذ تحفل القرية العالمية بالكثير من الأركان التي تقدم أصنافاً مميزة منها. وقال زكريا الحبابي، من «العالمية للبهارات والعسل»: «نقدم أكثر من 20 صنفاً من البهارات التي تستخدم في الطبخ، إلى جانب عدد كبير من الأعشاب، وهي بهارات مصدرها اليمن، علاوة على بعض المستورد من بلدان أخرى، وتعد مكملة للمحل، ولكن أشهر أنواع البهارات اليمنية هي الخاصة بالمندي والكبسة والمشاوي». وأشار إلى أن الزبائن الذين يقصدونه يشترون بكميات كبيرة، فيعمدون إلى أخذ حاجتهم من البهارات لما يكفيهم سنة كاملة، إذ يشترون في بدء موسم القرية كميات بسيطة، وعندما يقترب موعد الإقفال يأخذون كميات كبيرة تكون كافية حتى بدء الموسم المقبل». ولفت الحبابي إلى أنهم يشاركون في القرية العالمية منذ عام 2010، ويحرصون على الوجود بسبب روعة التنظيم والزوار، كما أن تمديد الموسم يأتي في خدمة التجار والمشاركين. الوجود في القرية العالمية منح الحبابي انتشاراً، إذ بات لديه زبائن من مختلف البلدان، موضحاً أن لديه عملاء من الولايات المتحدة، وكذلك من مجموعة من الدول الأوروبية، ممن يطلبون البهارات والقهوة والحنة والهيل، وأيضاً المكسرات، كالزبيب واللوز. تطوير تدفع فرص النجاح التي تقدمها القرية العالمية لرواد الأعمال إلى تطوير أشكال البضائع التي يعرضونها في كل موسم. وأكد شادي ملاعب، أن المنتجات تتطور من عام إلى آخر، إذ يتم ابتكار وصفات جديدة. بينما أشار زكريا الحبابي إلى تقديمهم خلطة خاصة من الأعشاب على شكل بهارات، تعوّض استخدام أقراص المرق المنكهة للطعام، لافتاً إلى أنهم أطلقوا هذه الخلطة الخاصة منذ أربع سنوات في القرية، وحققت نجاحاً كبيراً، لأنها طبيعية، ولا تحتوي على مواد حافظة. • منتجات المؤونة مصنوعة بطرق تقليدية ومن دون مواد حافظة، كما يؤكد أصحابها. تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news Share طباعة فيسبوك تويتر لينكدين Pin Interest Whats App
مشاركة :