أوصت دراسة بحثية حديثة أعدها مدير الإعلام والنشر في غرفة الأحساء خالد القحطاني بمزيد من الرقابة من ذوي الأطفال على فترات جلوس أبنائهم أمام الشاشة الصغيرة، واختيار البرامج الأقل ضررا مقترنا ذلك بالتوجيه والمتابعة ومناقشة ما يشاهدون، مؤكدة على ضرورة تجنب الأطفال مشاهدة برامج العنف والشخصيات الخيالية لما لها من أثر سلبي على بناء ونماء شخصية الطفل وانفعالاته وحماية لمستقبله. وأكدت الدراسة على أهمية دور المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في تقديم البدائل والحلول التي من شأنها أن تحمي الطفولة من مطرقة برامج الفضائيات المسمومة، وسندان العادات والتقاليد والمجتمع المحافظ والتربية السليمة، مشددة على ضرورة تكثيف الجهود الحكومية وغير الحكومية للضغط على بعض الفضائيات التي تروج للبرامج التي تضر بالمجتمعات العربية من برامج هابطة وخيالية وعنيفة. وقالت الدراسة التي جاءت بعنوان تجربة بعض القنوات الفضائية وتأثيرها على الأطفال: إن أكثر من ثلثي عينة البحث من أولياء أمور الأطفال تواجه صعوبات ومعوقات في توجيه الأطفال لمشاهدة البرامج المناسبة، وأن معظم تلك العينة أي نحو 75 بالمائة تثق بأهمية دور المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في معالجة هذه الظاهرة، وضرورة تقديم البدائل وإيجاد الحلول المناسبة. وأشارت الدراسة التي قدمها القحطاني مؤخراً، في ورقة علمية ضمن مشاركته بملتقى (الإعلام الأسري وضرورة التطوير) الذي نظمته جامعة الملك فيصل بالتعاون مع بيت الخبرة، إلى ضرورة دعوة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لتنظيم ندوات وجلسات حوارية حول برامج الأطفال بالفضائيات ومناقشة تأثيراتها وتداعياتها على تكوين شخصية الأطفال. وكشفت الدراسة أن 57 بالمائة من الأطفال المبحوثين يقلدون الشخصيات الخيالية مثل سوبرمان وسبايدرمان وغيرها من الشخصيات، وهو ما يحمل في ثناياه العبثية والتعلق بالخرافات والأساطير التي قد تؤثر على ما يعيشه الطفل بالواقع، وتؤدي إلى غياب من يفترض أن يقتدي بهم من الشخصيات اللامعة عرباً ومسلمين. وبينّت أن 25 بالمائة من عينة البحث يرون أن أطفالهم يفضلون البرامج العنيفة، التي تتولد بفعل مشاهد العنف والجريمة، وتقبل مشاهدة الدماء، وأن50 بالمائة منهم يرون في برامج الأطفال تناقضاً مع طبيعة المجتمع السعودي المحافظ، وهو ما قد يؤدي إلى زعزعة عقيدة الطفل في الخالق «عز وجل» بفعل البرامج الخيالية والخرافية والعنيفة. ودعت الدراسة إلى ضرورة تحديد فترات الجلوس أمام التلفزيون لكيلا نفقد الجوَّ الأسري، ويؤدي إلى انطوائية وعزلة لدى الأطفال، مما يستدعي ضرورة تعزيز مواهب الطفل الذهنية والرياضية وتوفير أماكن ترفيهية، لافتة إلى التأثر بنمط السلوك الاستهلاكي بفعل ما تعرضه الفضائيات من دعايات وإعلانات ومنتجات على مختلف أنواعها، وكذلك الأثر الصحي والنفسي بفعل السهر والمشاهدة الطويلة لأجهزة التلفاز.
مشاركة :