< أظهرت دراسة بحثية حديثة أن 25 في المئة من أولياء الأمور يرون أن أطفالهم يفضلون البرامج العنيفة، التي تتولد بفعل مشاهد العنف والجريمة، وتقبل مشاهدة الدماء. فيما يرى 50 في المئة منهم في برامج الأطفال «تناقضاً مع طبيعة المجتمع السعودي المحافظ»، وهو ما يؤدي إلى زعزعة عقيدة الطفل في الخالق عز وجل بفعل البرامج الخيالية والخرافية والعنيفة. وأوصت الدراسة بفرض الرقابة على الأطفال خلال فترات جلوسهم أمام الشاشة الصغيرة، واختيار البرامج الأقل ضرراً، مقترناً ذلك بالتوجيه والمتابعة ومناقشة ما يشاهدون، مؤكدة ضرورة تجنب الأطفال مشاهدة برامج العنف والشخصيات الخيالية، لما لها من أثر سلبي على بناء ونماء شخصية الطفل وانفعالاته وحماية لمستقبله. وأكدت دراسة التي أعدها مدير الإعلام والنشر في «غرفة الأحساء» خالد القحطاني، أهمية دور المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في تقديم البدائل والحلول التي من شأنها أن تحمي الطفولة من مطرقة برامج الفضائيات المسمومة، وسندان العادات والتقاليد والمجتمع المحافظ والتربية السليمة، مشددة على ضرورة تكثيف الجهود الحكومية وغير الحكومية للضغط على بعض الفضائيات التي تروج للبرامج التي تضر في المجتمعات العربية من برامج هابطة وخيالية وعنفية. وقالت الدراسة، التي جاءت بعنوان «تجربة بعض القنوات الفضائية وتأثيرها على الأطفال»، إن أكثر من ثلثي عينة البحث من أولياء أمور الأطفال تواجه صعوبات ومعوقات في توجيه الأطفال لمشاهدة البرامج المناسبة، وأن معظم تلك العينة (نحو 75 في المئة) تثق بأهمية دور المؤسسات الحكومية وغير الحكومية في معالجة هذه الظاهرة، وضرورة تقديم البدائل وإيجاد الحلول المناسبة. وأشارت الدراسة التي قدمها القحطاني أخيراً، في ورقة علمية ضمن مشاركته بملتقى «الإعلام الأسري وضرورة التطوير»، الذي نظمته جامعة الملك فيصل، بالتعاون مع بيت الخبرة، إلى ضرورة دعوة المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لتنظيم ندوات وجلسات حوارية عن برامج الأطفال في الفضائيات ومناقشة تأثيراتها وتداعياتها على تكوين شخصية الأطفال. وكشفت الدراسة أن 57 في المئة من الأطفال المبحوثين يقلدون الشخصيات الخيالية مثل «سوبرمان» و«سبايدرمان» وغيرها من الشخصيات، وهو ما يحمل في ثناياه العبثية والتعلق بالخرافات والأساطير التي قد تؤثر على ما يعيشه الطفل بالواقع وتؤدي إلى غياب من يفترض أن يقتدي بهم من الشخصيات اللامعة عرباً ومسلمين. ودعت الدراسة إلى ضرورة تحديد فترات الجلوس أمام التلفاز لكيلا نفقد «الجوَّ الأسري»، ويؤدي إلى انطوائية وعزلة لدى الأطفال، ما يستدعي ضرورة تعزيز مواهب الطفل الذهنية والرياضية وتوفير أماكن ترفيهية، لافتة إلى التأثر في نمط السلوك الاستهلاكي بفعل ما تعرضه الفضائيات من دعايات وإعلانات ومنتجات على مختلف أنواعها، وكذلك الأثر الصحي والنفسي بفعل السهر والمشاهدة الطويلة لأجهزة التلفاز.
مشاركة :