حصدت كلية الآداب في جامعة البحرين شهادة الاعتماد الدولي من قبل وكالة الاعتماد البريطانية (ASIC)، محققة أعلى تصنيف وهو الكلية الممتازة (Premier Institution)، بعد استيفائها لجميع معايير الجودة والتقييم المعتمدة. وهنأت رئيسة جامعة البحرين الدكتورة جواهر بنت شاهين المضحكي، عميد الكلية وأساتذتها والمنتسبين إليها، وقالت: «إن كلية الآداب من الكليات العريقة في جامعة البحرين، إذ خرجت قيادات ومبدعين واختصاصيين على مدى عقود من الزمن، وهي جديرة بتحقيق هذا الإنجاز المتميز»، مؤكدة أن «مستقبل الكلية يبشر بالمزيد من الإنجازات، وبتقديم البرامج النوعية بعد حصولها على أعلى مستوى للاعتماد من الوكالة البريطانية العالمية، وهو الأمر الذي يوحد الجهود وفق نسق وإطار علمي محدد». وتعدُّ كلية الآداب من أقدم الكليات في الجامعة وأعرقها، حيث تعود جذورها إلى العام 1978م، حينما أنشئت الكلية الجامعية للعلوم والآداب والتربية. وكانت رئيسة الجامعة كشفت عن حصول الكلية على الاعتماد الأكاديمي في لقاء عُقِدَ مؤخراً مع أعضاء الهيئتين الأكاديمية والإدارية بالكلية، استهدف مناقشة خطط الكلية ومساراتها المستقبلية، مشيرة إلى الأهمية المتنامية التي تكتسبها الكلية بالنظر إلى أدوارها في حفظ الهويتين الثقافية والوطنية، والارتقاء بمنظومة الفكر. وشددت د. المضحكي على أن أهمية نيل كلية الآداب للاعتماد الدولي، يتجاوز مسألة توافقها مع الاتجاهات الحديثة والمتطلبات الدولية، وصولاً إلى فتح آفاق جديدة، لطرح برامج تشاركية مع الكليات المرموقة، وإبرام الاتفاقات في مختلف الأبعاد الأكاديمية، مشيرة إلى أن ذلك من شأنه أن يحدث نقلة نوعية في البرامج الأكاديمية. ومن ناحيته، أشار عميد كلية الآداب في الجامعة الدكتور عبدالعزيز محمد بوليلة، إلى أن تصنيف وكالة الاعتماد الأكاديمي الدولي في مرتبته العليا جاء بعد التأكد من تحقيق جميع متطلبات وشروط الاعتماد، المتمثلة في استيفاء ستة محاور، هي: التعلم والتعليم، وضمان الجودة والتطوير الأكاديمي، وجودة الاهتمام بالطلبة ورعايتهم، وسلامة المباني التعليمية ومرافقها، والصحة والسلامة، والحوكمة والإدارة، والموارد البشرية، والشهادات الممنوحة والمؤهلات التعليمية، لافتاً إلى أن عمليات المراجعة استمرت لعدة شهور، وشملت زيارة ميدانية لحرم الكلية، حيث التقى وفد الوكالة بجميع الأطراف المعنية. وقال العميد: «إن هذا الإنجاز الفريد والأول من نوعه على مستوى كلية الآداب يمهد الأرضية الخصبة لتطوير برامج الكلية وفتح برامج جديدة على مستوى الماجستير والدكتوراه وربما يكون بعض منها بالتعاون مع جامعات عالمية مرموقة»، مؤكداً أن ذلك لن يتحقق «إلا بربط مخرجات التعليم بالكلية بمتطلبات سوق العمل المحلية والعالمية وتزويد الخريجين بمهارات القرن الحادي والعشرين بحيث يصبح الخريج في كلية الآداب بجامعة البحرين الخيار الأول والأفضل لأرباب الأعمال، وهذا من أهم أهداف كلية الآداب الاستراتيجية للمرحلة المقبلة». وعن الفوائد المترتبة على نيل الاعتماد الأكاديمي الدولي قال د. بوليلة: «لا شك أن هذا الإنجاز ستكون له انعكاساته الإيجابية، فتحقيق معايير الجودة العالمية يمنحنا الفرصة لزيادة الشراكات، من خلال توقيع الاتفاقات ومذكرات التفاهم مع الجامعات والكليات المرموقة والتعاون معها في إنجاز البحوث، وتبادل الأساتذة والطلبة، وإقامة المؤتمرات والملتقيات العلمية»، مؤكداً أن «كل ذلك ينعكس على الصورة الذهنية للكلية والجامعة، وسمعتها في الأوساط الجامعية». وتقدم كلية الآداب 12 برنامجاً أكاديمياً في مرحلة الدراسات الجامعية الأولى (البكالوريوس)، ومرحلة الدراسات العليا (الدبلوم العالي والماجستير)، من خلال خمسة أقسام أكاديمية، هي: اللغة العربية والدراسات الإسلامية، واللغة الإنجليزية وآدابها، والعلوم الاجتماعية، والإعلام والسياحة والفنون، وعلم النفس. وَعَبَّرَ عميد الكلية عن سعادته بالإنجاز الذي يعزز مسيرة الكلية العريقة ودورها المحوري، مشيراً إلى أن كلية الآداب تعد ثاني أكبر كلية في الجامعة من حيث عدد الطلبة، إذ يدرس فيها نحو 5500 طالب وطالبة، كما أن أساتذة الكلية يدرسون نحو 33% من مجموعة مقررات الجامعة، بالنظر إلى تدريس المقررات الجامعية المتعلقة بالدراسات الإنسانية، مثل اللغات، والثقافة، والتاريخ، والهوية، والمواطنة. كما أشارت مديرة مكتب الجودة والاعتماد الأكاديمي في كلية الآداب الدكتورة أماني سيد موسى الحلواجي، إلى أن وكالة الاعتماد البريطاني (ASIC) - التي منحت الكلية اعتمادها الدولي - هي وكالة حكومية دولية مستقلة للاعتماد الأكاديمي، تابعة لوزارة التعليم في المملكة المتحدة. ولفتت د. الحلواجي إلى أن الوكالة أيضاً عضو في المؤسسة البريطانية للجودة (BQF)، وعضو في الجمعية الأوروبية لضمان جودة التعليم العالي (ENQA) وهي أعلى هيئة اعتماد جامعي في أوروبا، ومهمتها مراقبة وزارات التعليم وهيئات الاعتماد في أوروبا، وعضو في مجموعة (CHEA) وهي أعلى هيئة اعتماد في الولايات المتحدة الأمريكية، مشيرة إلى أن كل ذلك يؤكد وثاقة ومصداقية التقييم الذي حصلت عليه الكلية، واعتباره في الوسط الأكاديمي.
مشاركة :