برغم بساطة الحياة إلا أن الحنين لتلك الأيام التي عشناها في طفولتنا لا زالت تجترها الذاكرة من حين إلى آخر، وخصوصاً المناسبات والأفراح التي تشدنا إلى الماضي كما في شهر رمضان والعيدين. هكذا... بدأت سيدة الأعمال علياء العنبري تسرد زخم الماضي وحكاية الأمهات والجدات بمنطقة جازان مع شهر رمضان المبارك وروحانياته واستعداداهن لهذا الشهر الفضيل مع دخول شهر شعبان. وأوضحت أن عادات وتقاليد نساء منطقة جازان الرمضانية متأصلة ومتجذرة ولازلن يتوارثنها جيلاً بعد جيل ، وذلك من حيث الاحتفاظ بموائد الإفطار والطبخ في التنور والأواني الحجرية والفخارية ، وكذلك في أغلب وجبات الإفطار والسحور، مع الحرص على توزيع الوجبات وتبادلها بعد إعدادها مع الأهل والجيران ما يزيد من أواصر المحبة والألفة والإخاء. وأبرزت العنبري أهم المأكولات الشعبية التي يحرص عليها أهالي جازان في مائدة الإفطار ومنها السمك أو ما يسمى بـ ( مكشن السمك) ، و مغش اللحم وهو عبارة عن وعاء فخاري يطبخ فيه اللحم مع البطاطس والطماطم والكوسة، و الخبز الجازاني أو ما يعرف باسم العيش أو الخمير ، و يعد من حبة الذرة الحمراء أو البيضاء أو الدخن حيث تطحن ثم تعجن وتخمر ليتم خبزها بعد ذلك وتقدم على سفرة الإفطار مع السمك المكشن والمغش ، إضافة للسمبوسة، وأنواع مختلفة من الشوربات ، والزلابية ، والحلبة و اللحوح، وأنواع العصائر والتمور . وأفادت أنه فيما يخص مائدة السحور فيعد " المفالت" وجبة السحور الرئيسة بجازان، لما يمتاز به من قيمة غذائية عالية ، إذ يتكون من الحليب المغلي وتُضاف إليه قطع الدقيق الصغيرة المعجونة سواء من الدقيق الأبيض أو البر أو الدخن ، وعقب نضوجه يقدم للأكل مضافاً إليه السكر أو ربما العسل أو حتى بدونهما وفقاً لما يفضله كل شخص. وأكدت أن تلك العادات والتقاليد وإن اختلفت في ظاهرها اليوم عمّا كانت عليه في السابق إلا أنها لم تختلف كثيراً في جوهرها، فما تزال الأسر تحرص على تناول هذه الوجبات في إفطارها وسحورها جنباً إلى جنب مع ما استجد من وجبات وأصناف غذائية متنوعة.
مشاركة :