هل وضع جمهور الإنترنت اليد على سرقة فنية حقيقية أم هي زوبعة في فنجان؟ فبعد فترة وجيزة من النجاح الصاعق الذي حققته أغنية «هالو» للمغنية البريطانية أديل على «يوتيوب»، ومشاهدة الملايين لها، هبّ الفرنسيون ليتهموها بأن أغنيتها «قبل ملايين السنين» مسروقة من أُغنية «أمس أيضًا» لشارل أزنافور، المطرب العجوز الذي يعتبر من أعمدة الغناء في فرنسا. وامتلأت مواقع التواصل الاجتماعي بالكثير من المشتركين، الذين انتبهوا للتشابه بين الأغنيتين، ووضعوا مقاطع تقارن بين الأغنية التي أطلقها أزنافور بالفرنسية، عام 1964، قبل أن يقدم نسخة بالإنجليزية منها يقول مطلعها «بالأمس حين كنت شابًا». ولم تتوقف المقارنة التي عقدها موقع «سوران» للنقاش على الشبكة على اللحن فحسب، بل وصلت إلى الكلمات. ومن الواضح أن النصين يتناولان الحنين للزمن الماضي ولسنوات أول الشباب. لذلك فإن هناك من راح يتحدث عن ضرورة التقدم بدعوى ضد نجمة الغناء البريطانية، بتهمة السرقة الفنية، خصوصًا أن عبارة «حين كنت شابًا» ترد حرفيًا في أغنية أديل. ولاحظ الموقع الإلكتروني لصحيفة «الإكسبريس» الباريسية أن المغنية البريطانية داتسي سبرينغفيلد كانت قد أعادت أداء أغنية أزنافور. ومن المعروف أن أديل لا تخفي إعجابها بداتسي، وتعتبرها واحدة من ملهماتها. وقد طلب الموقع رأي خبير موسيقي في الموضوع، وجاء الرد متحفظًا قليلاً على مفردات كبيرة استخدمها رواد الإنترنت، مثل «سرقة» و«استنساخ». وحسب الخبير فإن التشابه بين الأغنيتين لا يمكن أن يكون نقلا بالضرورة. وأضاف أن من يسمع أغنية «أديل» يجد أيضا شبهًا مع «لا تتركيني»، أشهر أغنيات الفنان الفرنسي الراحل جاك بريل، ومع لحن «شبح الأوبرا» أو مع «ماي أول» لماريا كاري. وكانت سرقات فنية قد شغلت مواقع التواصل الاجتماعي في الفترة الأخيرة، منها أغنية «خطوط واضحة» التي اشترك في أدائها كل من فاريل ويليامز وروبن ثيكس قبل سنتين. فقد أدانتهما محكمة في الربيع الماضي بتهمة سرقة الأغنية الشهيرة «غات تو غيف إت» للراحل مارفين غاي وسلبه حقوقه كمؤلف. وألزم الحكم المبدئي المتهمين بدفع 7.4 مليون دولار لورثة غاي، قبل أن تهبط الغرامة إلى مليونين بناء على قرار قاضي الاستئناف في كاليفورنيا. كما أمر القاضي بأن يذهب نصف العائدات التي ستتحقق لاحقًا من الأغنية الجديدة إلى عائلة مارفين غاي. أما النجمة الشهيرة بيونسيه فقد كانت موضع استهداف لتهمة بالسرقة الفنية، صيف العام الحالي. فقد تقدم أحمد لاين، وهو مغن يعمل في الكورال التابع لها، بدعوى يؤكد فيها أنها استعارت أغنية من أعماله، بعنوان «إكس أو إكس أو» وحولتها إلى «إيكس أو». وقال إنه كان قد عرض الأغنية عليها فاستولت عليها. وطالب المدعي الشاب بمبلغ 7 ملايين دولار على سبيل التعويض، لكن من الصعب عليه أن يكسب الدعوى لأنه لم يقم بتسجيل حقوق الأغنية باسمه من قبل.
مشاركة :